هل تتفوق "غوغل" على "أبل"؟

المصدر: بلومبرغ
 Tae Kim
Tae Kim

Tae Kim is a Bloomberg Opinion columnist covering technology. He previously covered technology for Barron's, following an earlier career as an equity analyst.

تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

تمكَّنت شركتا "أبل"، و"ألفابيت" الشركة الأم لـ"غوغل" من تحقيق أرباح ضخمة بغضِّ النظر عن حالة بيئة الأعمال سواء كانت تحت تأثير الجاححة أو دونها. لكنَّ مسارات العملاقين قد تبدأ في التباعد في وقت لاحق من هذا العام.

كلتا الشركتين أعلنتا في وقت متأخر من يوم الثلاثاء عن أرقام تجاوزت كثيراً توقُّعات المحللين. فشركة "أبل" سجَّلت أرباحاً معدلة للسهم بلغت 1.30 دولاراً مقارنة بمتوسط تقدير المحللين عند 1.01 دولار، مما قاد إلى تحقيق أرباح ربع سنوية بلغت 21.7 مليار دولار للأشهر الثلاثة المنتهية في يونيو. وبالمثل حقَّقت "ألفابيت" أرباحاً للسهم بلغت 27.26 دولاراً متجاوزةً التوقُّعات البالغة 19.35 دولاراً، لتحقق صافي دخل قدره 18.5 مليار دولار في الربع الثاني. وبالرغم من ذلك؛ فقد انخفضت أسهم شركة "أبل" بعد ساعات التداول، في حين ارتفع سهم "ألفابيت".

مبيعات "أيفون" تقفز بأرباح "أبل" الفصلية فوق توقعات المحللين

وهناك منطق وراء ردود الأفعال. لا يوجد عملاقان تقنيان متماثلان، فلكل منهما نموذج أعماله الخاص به. فشركة "أبل"؛ وعلى الرغم من الحديث المتواصل عن نشاط برمجياتها وخدماتها، لكن مايزال نشاطها الأساسي يعتمد على أجهزة "أيفون". وبرغم نتائج المبيعات القوية لهذا الربع، فقد بدأ المستثمرون بالفعل في مراقبة كيف سيكون أداء التشكيلة الجديدة من الهواتف الذكية. المشكلة هي أنَّه قد لا يوجد سبب قوي لترقية الإصدار الجديد من الهواتف. ففي وقت سابق من هذا الشهر، أفادت "بلومبرغ نيوز" أنَّ شركة "أبل" تخطط لإطلاق أربعة إصدارات جديدة في سبتمبر مع تحسينات طفيفة في المميزات، وتصميمات قد تكون مماثلة لإصدار العام الماضي. وإذا كان هذا صحيحاً فسيكون بمثابة خيبة أمل كبيرة مقارنة بتشكيلة "أيفون 12" الحالية، التي كانت أولى إصدارات "أبل" التي تتمتَّع بأسرع قدرات لاسلكية من الجيل الخامس.

بالإضافة إلى ذلك، فهناك تعقيدات في سلاسل التوريد، فللربع الثاني على التوالي يقول المسؤولون التنفيذيون في الشركة، إنَّ نقص المكوِّنات سيضر بنتائج أعمالها، وقد يكون ضعف أداء الأسهم لهذا العام ناتجاً عن حالة عدم اليقين للعام المقبل.

أكثر ارتباطاً بالاقتصاد

على الجانب الآخر؛ فإنَّ النشاط الأساسي لشركة "ألفابت" يعدُّ أكثر ارتباطاً بالاقتصاد من أنشطة الشركة الأخرى، نظراً لأنَّ معظم تدفُّقات أرباحها تأتي من محرِّك البحث المهيمن، لأنَّه يتمتَّع بانتشار واسع النطاق. وهذا يعني أنَّه مع استمرار عمليات إعادة فتح الاقتصادات في الأرباع المقبلة، وعودة الحياة إلى طبيعتها، فمن المؤكَّد أن يتفوَّق أداء إعلانات "غوغل".

وبالإضافة إلى الإعلانات الرقمية؛ فإنَّ خدمات "غوغل كلاود" من "ألفابت" تحقق ازدهاراً أيضاً، فقد نمت إيراداته بنسبة 54% في الربع الثاني مقارنة بالعام السابق. اكتسبت الوحدة سمعة طيبة كأحدث أدوات الذكاء الاصطناعي، و بتكامل أفضل مع تقنيات البرمجيات مفتوحة المصدر مقارنة بالمنافسين. وعلى الرغم من أنَّها أصغر حجماً من "أمازون ويب سيرفسز"، و"أزور" التابعة لشركة "مايكروسوفت"، إلا أنَّها أصبحت لاعباً ثالثاً قادراً على الاستمرار.

بالطبع تخضع كلتا الشركتين التكنولوجيتين للتدقيق التنظيمي، إذ تقوم الحكومات في أنحاء مختلفة من العالم في التحقيق في ممارسات تجارية لـ"أبل" ومتجرها. في حين تمَّ رفع دعوى قضائية ضد "ألفابيت" من قبل وزارة العدل، والمدَّعين العامين للولاية. ومع ذلك فمن المرجَّح أن تستغرق هذه الإجراءات وقتاً للتوصُّل إلى حل.

وفي الوقت نفسه، يركِّز المستثمرون على أساسيات الأعمال الوسيطة، مما يشير إلى أنَّ "ألفابت" تقف على أرضية أكثر صلابة مقارنة بشركة "أبل". يبدو أنَّ اختيار "ألفابت" كان حكيماً.