شركة ناشئة لإنتاج أجهزة قابلة للزراعة في أدمغة البشر تتفوق على إيلون ماسك

توماس أوكسلي الرئيس التنفيذي للشركة مع جهاز "ستينترود"
توماس أوكسلي الرئيس التنفيذي للشركة مع جهاز "ستينترود" المصدر: شركة سينكرون
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

تدخل شركة عاملة بمجال واجهات الدماغ والحاسوب في تجارب سريرية بالولايات المتحدة لاختبار أجهزتها القابلة للزرع في أدمغة البشر، وهي خطوة كبيرة نحو إدخال الأجهزة المستقبلية في المزيد من الجماجم للمساعدة في علاج حالات مثل الشلل.

قالت شركة "سينكرون" (Synchron Inc)، التي يقع مقرها في نيويورك، إنها حصلت على إذن من إدارة الغذاء والدواء لاختبار أجهزتها على المرضى من البشر. وتعد التجربة، المعروفة بدراسة الجدوى المبكرة، ضرورية لإثبات أن الأجهزة المزروعة تعمل بأمان ويمكن بيعها يوماً ما في الولايات المتحدة.

اقرأ أيضا: هل يصبح العلاج عن بُعد مستقبل الرعاية الصحية بعد "كورونا"؟

وتغلبت "سينكرون" على الشركات الأخرى - بما في ذلك شركة "نيورالينك" (Neuralink) التي يملكها إيلون ماسك – من خلال إعلانها حصولها على الموافقة التنظيمية لإجراء اختبارات المنتج التجاري في أدمغة البشر. وعلق الدكتور جي موكو، كبير المسؤولين الطبيين في الشركة "سينكرون" وأستاذ جراحة الأعصاب في سلسلة مستشفيات "ماونت سيناي هيلث سيستم" (Mount Sinai Health System) في نيويورك قائلا: "تعتبر الطريقة التجارية أسلوباً آخر للقول إنها عملية وقابلة للتطبيق في الحياة الواقعية".

تكنولوجيا جديدة

تعتبر واجهات الدماغ والحاسوب التجارية مجالا جديدا نسبياً لإدارة الغذاء والدواء، حيث تخطط الوكالة لعقد ندوة عبر الإنترنت غدا الخميس، ستُقدّم خلالها المزيد من الإرشادات حول موضوعات مثل كيفية تصميم التجارب السريرية المناسبة.

ويتطلع أصحاب رؤوس الأموال المغامرة إلى تبنّي التكنولوجيا الجديدة بشكل مفاجئ، ومنذ بداية العام الجاري، جمعت الشركات الناشئة العاملة بمجال واجهات الدماغ والحاسوب ما قدره 133 مليون دولار، وفقاً لشركة الأبحاث "بيتش بوك" (PitchBook)، ويتجاوز هذا الرقم بالفعل رأس المال الذي جُمع خلال العام الماضي بأكمله، وهو الأكبر تقريبا منذ عام 2017، أي العام الذي حصلت فيه "نيورالينك" على 107 ملايين دولار. وفي الأسبوع الماضي فقط، صرحت شركة "بارادروميكسز" (Paradromics) أنها جمعت مبلغ 20 مليون دولار.

اقرأ أيضا: الأخوان جولياني يجمعان ثروة بمليارات الدولارات من شركة رعاية صحية

يشار إلى أن "سينكرون" أجرت بالفعل اختبارات متعددة لأنواع مختلفة، بما في ذلك تجربة سابقة لأربعة مرضى في أستراليا. من جانبه، قال الرئيس التنفيذي لشركة "سينكرون"، توماس أوكسلي، إن "هناك مجموعة من المخاوف المتعلقة بالسلامة التي لم يتم التعامل معها من قبل، بما في ذلك الأمن السيبراني، وهو جزء كبير من المناقشات التي أجريناها".

بجانب ذلك، تُخطّط الشركة لوضع جهاز يسمى "ستينترود" (Stentrode)، وهو أصغر من عود الثقاب، في الدماغ لمساعدة المرضى المصابين بالشلل على التحكم في الأجهزة الرقمية مثل مؤشرات الحاسوب من خلال أفكارهم؛ حيث تعمل الأجهزة المزروعة عن طريق الاتصال عبر سلك صغير مع جهاز مزروع آخر في الصدر، ومن ثم يرسل جهاز الإرسال إشارات إلى جهاز حاسوب خارج الجسم، بالقرب من المريض.

اقرأ أيضا: "أكسا آي إم" الفرنسية تستثمر 2.4 مليار دولار في علوم الحياة

وفي وقت لاحق من العام الجاري، تخطط "سينكرون" لإدراج ستة مرضى في تجربتها في الولايات المتحدة، والتي تشبه تقريباً المرحلة الثانية من التجارب السريرية لأي عقار. وعلى عكس العديد من واجهات الدماغ والحاسوب المزروعة الأخرى التي تتطلب جراحة في الدماغ، يتم زرع جهاز "ستينترود" عبر وعاء دموي في قاعدة العنق، وتحريكه باتجاه وعاء في الدماغ.

في حال نجاح الدراسة، فقد تنتقل "سينكرون" إلى الخطوة التالية من عملية الموافقة، و التي تستغرق سنوات. حيث قدّر الدكتور موكو أن جهاز "سينكرون" قد يكون متاحاً في الأسواق في غضون ثلاث إلى خمس سنوات.