ثلاثي عمالقة التقنية شهد ربعاً قياسي المكاسب أثار الشك حول آفاق النمو

خطوط ألياف ضوئية تجتمع بمقسم اتصالات. شركات التقنية حصدت ثمار تعافي الإنفاق الاستهلاكي والتجاري
خطوط ألياف ضوئية تجتمع بمقسم اتصالات. شركات التقنية حصدت ثمار تعافي الإنفاق الاستهلاكي والتجاري المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

سجلت ثلاث من أكبر الشركات في العالم " أبل" و"مايكروسوفت" و"ألفابيت" أرباحاً بلغت 57 مليار دولار في ربع تجاوز الأرقام القياسية بدفعٍ من انتعاش الإنفاق الاستهلاكي والتجاري.

لكن أتى تفاعل السوق هادئاً، حيث تساور المستثمرين الشكوكُ حول إمكانية استمرار هذه الشركات في تسجيل نمو بأرقام من خانتين في الفصول الربعية المقبلة.

تعاظمت كبريات شركات التكنولوجيا في العالم بوتيرة عارمة، حيث ارتفعت قيمها السوقية كثيراً منذ مطلع 2021 مع ارتداد اقتصادات العالم من مستويات الوباء الهابطة، وتجاوزت القيمة السوقية لكل من "أبل" و"مايكروسوفت" حاجز تريليون دولار، ما شدد الضغط لمواكبة الوتيرة.

صندوق النقد الدولي يرفع توقعات نمو الاقتصاد العالمي في 2022 إلى 4.9%

قال جيريمي برايان، مدير محفظة في "جريدينت انفستمنتس" (Gradient Investments)، في مقابلة مع تلفزيون "بلومبرغ": "كل هذه الشركات الثلاث، أبل ومايكروسوفت وغوغل، ذوات أداء استثنائي... إنها تبدو جيدة حقاً. إنها تعمل بشكل مثالي، وعملاؤها يعاودون التعامل معها أرتالاً".

رغم أن الشركات كانت متفائلة في استشرافها، غير أن تفاؤل المستثمرين أقل نتيجة إشارات على أن زخم العام المنصرم ينحسر.

كانت "مايكروسوفت" أولاهم في إعلان نتائج أعمالها الثلاثاء، مفصحة عن مبيعات تخطت توقعات المحللين للربع العاشر على التوالي.

ارتفاع أرضية المقارنة

قال أنوراغ رانا، المحلل في "بلومبرغ إنتليجنس" "إن إنفاق شركات التكنولوجيا قوي، ما يمكن من الحفاظ على نمو مزدوج الرقم في السنة المالية 2022... مع ذلك سيكون من الصعب على الشركة أن تتجاوز هذه الأرقام العام المقبل، خاصة مع تزايد شدة أرضية المقارنات".

انخفضت أسهم "مايكروسوفت" 3.4% في التداولات الممتدة- إلى حد كبير بسبب المخاوف بشأن النمو في أعمال الحوسبة السحابية- قبل أن تقدم الشركة توقعات متفائلة أدت إلى تهدئة السوق وتعافي السهم.

أعلنت شركة" أبل" عن زيادة الإيرادات بنسبة 36%، مدفوعة بقفزة بنسبة 50% في مبيعات "أيفون"، المنتج الرئيسي للشركة. قال المدير المالي لوكا مايستري، في مؤتمر عبر الهاتف مع المحللين أن إنتاج أجهزة "آبل" سيتأثر بشح بعض الرقائق، وستعود أعمال خدماتها المربحة إلى معدل نمو أقل وأكثر نمطية.

"أبل" تحذر من تباطؤ النمو بعد مبيعاتها القياسية

كما قال مايستري: "نتوقع نموا قوياً للغاية ذا خانتين في الإيرادات على أساس سنوي خلال الربع المنتهي في سبتمبر"، ومضى إلى القول: مع ذلك "نتوقع أن يكون نمو الإيرادات أقل من نمو الربع المنتهي في يونيو على أساس سنوي".

سلالات متحولة

قد يأتي هذا التحذير، وسط تقارير عن تزايد الإصابات من سلالات الفيروس المتحولة الجديدة، بمثابة سكنة للمستثمرين. لقد ضخ المستثمرون بالفعل مئات المليارات من الدولارات في أسهم أكبر شركات التكنولوجيا. وبذا ارتفعت أسهم "أبل" 11% منذ بداية 2021، حتى إغلاق الثلاثاء، في حين ارتقى سهم "ألفابيت" 51% وقفز سهم "مايكروسوفت" 29%.

هل تتفوق "غوغل" على "أبل"؟

سجلت "ألفابيت" أيضا أرقاماً قويةً، تعكس في الغالب انتعاش نشاط إعلانات "غوغل" الرئيسي، والذي نما بنسبة 69% على أساس سنوي. يأتي هذا بعد المشهد الاستثنائي في الربع الثاني من 2020، حين أدى انتشار فيروس كورونا إلى إغلاق الاقتصاد وسحق الميزانيات المخصصة للإعلانات. قال مسؤولون تنفيذيون بالشركة في مؤتمر عبر الهاتف إن "غوغل" استفادت هذا العام من زيادات متجددة في الإنفاق على البيع بالتجزئة والسفر.

كتب كريستوفر روسباخ، كبير مسؤولي الاستثمار في "جي ستيرن آند كو" (J Stern & Co) في مذكرة بعد الإعلان عن الأرباح "مع خروج الطلب المكبوت على الإنفاق الاستهلاكي من ظل الوباء، تستمر شركات الإعلان عبر الإنترنت في الاستفادة ... كهذا، رغم ارتفاع أسهم " ألفابيت" بأزيد من 50% منذ بداية 2021، فإن نتائج الأرباح القوية هذه واتجاهات الصناعة الإيجابية تأتي تبريراً فائضاً لهذه الخطوة ولارتفاع سعر السهم بعد ساعات التداول".

مع ذلك، خففت "ألفابيت" من التفاؤل بشأن المستقبل بعد نتائج أعمالها الفصلية الهائلة. حيث قالت روث بورات، المدير المالي للشركة إن إنفاق المستهلكين قد تحسن بالتأكيد، قبل أن تضيف: "نعتقد أن التنبؤ بالاتجاهات طويلة الأجل سابق لأوانه فيما يعاد فتح الأسواق، خاصة بالنظر إلى الزيادة الأخيرة في إصابات كوفيد عالمياً".