أذكى بطاريات السيارات الكهربائية قد لا تكون الأفضل

الجيل التالي من بطاريات السيارات الكهربائية قد يكون أكثر واقعية ويسهم في خفض تكلفتها وانتشارها
الجيل التالي من بطاريات السيارات الكهربائية قد يكون أكثر واقعية ويسهم في خفض تكلفتها وانتشارها المصدر: بلومبرغ
Anjani Trivedi
Anjani Trivedi

Anjani Trivedi is a Bloomberg Opinion columnist covering industrial companies in Asia. She previously worked for the Wall Street Journal.

تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

أدت الضجة المرتبطة بالسيارات الكهربائية إلى زيادة التوقعات المتعلقة بالجيل التالي من البطاريات طويلة الأمد، التي تأخذ السيارات إلى أبعد من ذلك في المستقبل، وكل ذلك بالسعر المناسب.

لكن التطورات الجديدة والاختراقات الكبيرة قد لا تكون السبيل إلى الأمام. ومن الأمثلة على ذلك نجاح إحدى أكبر شركات بطاريات السيارات الكهربائية في العالم، وهي شركة "كونتيمبوراري أمببيريكس تكنولوجيز" الصينية، أو "كاتل".

تمكنت "كاتل" من خفض أسعار البطاريات باستخدام تقنية قديمة، وأقنعت شركات صناعة السيارات بأن المنتج النهائي هو استثمار مفيد –ولم تكن هذه مهمة سهلة.

ولكن من خلال قيامها بذلك، حافظت "كاتل" على هوامش ربح إجمالية تزيد على 25% كل ربع سنة خلال السنوات القليلة الماضية.

وارتفع سعر سهم الشركة الصينية المدرجة في البورصة بنسبة 60% تقريباً هذا العام.

محاولات غير ناجحة

يناقض هذا ما يحدث في الصناعة الأوسع، حيث تتعثر شركات صناعة السيارات ومصنعي البطاريات في الحصول على بطاريات أرخص وأفضل، ويعبثون بالتركيبة وتكنولوجيا وكيمياء الإنتاج.

هناك مليارات الدولارات التي يتم ضخها في مصانع جديدة لتطوير الجيل التالي من المحركات التي يمكن أن تحافظ على سير السيارات لمسافات أطول وأطول.

النتيجة: يقوم صانعو السيارات باستعادة المنتجات، وتشتعل البطاريات المعيبة، ويبقى سعر السيارة الكهربائية، الذي يمثل نصفه تقريباً تكلفة البطارية، مرتفعاً بشكل كبير.

استراتيجية واقعية

كانت شركة "كاتل" واقعية، واعتمدت تقنية يُنظر إليها على أنها منخفضة التكلفة نسبياً - بطاريات الليثيوم والحديد والفوسفات، أو "إل إف بي" (LFP)، وجعلتها مقبولة على نطاق واسع لسيارات الركاب.

أعادت "كاتل" تصميم مجموعات البطاريات لتكون أكثر كفاءة مع عدد أقل من الأجزاء.

ورغم أن البطاريات ذات كثافة طاقة أقل ولن تجعل المركبات تسير بقدر البطاريات التي تحتوي على مواد كيميائية أحدث، إلا أنها آمنة وتحسنت من حيث الجودة والمتانة.

يعد شراء المواد الخام أيضاً أقل صعوبة، وهي مشكلة يواجهها المصنعون، الذين يحاولون حالياً الحصول على إمدادات ثابتة من السلع مثل الليثيوم والكوبالت والحفاظ عليها.

تُظهر تكاليف استراتيجية "كاتل" في مكان ما: تقترب حصة البحث والتطوير كجزء من المبيعات من 7%، وهو أعلى بكثير من أقرانها. كان الدعم مفيداً أيضاً. لكن الشركة أدارت رأس مالها بشكل فعال.

ورغم أن "كاتل" تُنتج أنواعاً أخرى من مجموعات نقل الحركة بتقنيات أحدث، فقد جعلت الشركة إصدار بطاريات "إل إف بي" الخاص بها محط تركيز أساسي في الوقت الحالي.

كما أن باقي السوق يلحق بالركب أيضاً، بما في ذلك الشخص المسؤول عن كل هذا الحماس للسيارات الكهربائية - إيلون ماسك.

وقعت شركة "كاتل" صفقات توريد مع شركات تصنيع السيارات، بما في ذلك "تسلا" و"فولكس واجن"، ما يعزز الثقة في البطاريات منخفضة التكلفة. وتحصل سيارات "تسلا" المصنوعة في الصين على بطاريات "إل إف بي" بشكل متزايد.

نقص محطات الشحن

هذا منطقي. في الوقت الحالي، حتى لو كان من الممكن قيادة السيارة لمئات الأميال، فإن العودة ستبقى مشكلة - لا تزال محطات شحن السيارات الكهربائية قليلة نسبياً. لكن النطاق كافٍ للاستخدام اليومي: يمكن لسيارة "تسلا موديل3" العاملة على بطارية "إل إف بي" أن تقطع مسافة 468 كيلومتراً (290 ميلاً).

يمكن لبطاريات النيكل والكوبالت والمنغنيز، أو (NCM)، أن تجعل المركبات تقطع مسافة أبعد قليلاً، حوالي 500 إلى 600 كيلومتر، وبعض الموديلات الأحدث تتباهى بمسافات تصل إلى 700 كيلومتر. ومع ذلك فهي ليست مستقرة في درجات الحرارة الأعلى.

كما أنها تحمل علاوة سعرية أعلى بكثير، أو تكلفة أعلى من المواد الخام. من شأن تسويقها على نطاق يساعد في الواقع على تحقيق الأرباح أن يثبت أنه تحدي في حد ذاته.

تحوّل في السوق

وفي الوقت نفسه، قامت شركات تصنيع البطاريات مثل "إل جي تشيم" في كوريا الجنوبية، وشركة "إس كيه إنوفيشين"، وشركة "سامسونغ إس دي آي" بتثبيت مواقعها، وتمسكت ببطاريات "الليثيوم أيون" الأغلى ثمناً والتي تحتوي على كميات كبيرة من النيكل.

قد لا تكون بطاريات "إل إف بي" بطاريات المستقبل، لكن قبضتها على السوق تشير إلى تحوّل بطيء نحو الواقعية، وهي علامة مشجعة، مع الأخذ بعين الاعتبار جميع الطموحات الخضراء التي تدور حولها. يزداد عدد بطاريات "إل إف بي" المستخدمة على مستوى العالم، ما يقلل التكلفة الإجمالية للمركبات الكهربائية ويخفف من المشكلة طويلة الأمد المتمثلة في أنها غالباً ما تكون أكثر تكلفة من سيارات محركات الاحتراق الداخلي.

إنه تذكير بأن الأهداف الكبيرة لا تضمن النصر دوماً، أو حتى عبور خط النهاية.