هل زاد عدد ساعات نوم الأمريكيين في عام كورونا؟

يبدو أن الناس يحاولون الحصول على مزيد من النوم عندما يتمكنون من ذلك
يبدو أن الناس يحاولون الحصول على مزيد من النوم عندما يتمكنون من ذلك تصوير: Acharaporn Kamornboonyarush / Ey/EyeEm
Justin Fox
Justin Fox

Justin Fox is a Bloomberg Opinion columnist covering business. He was the editorial director of Harvard Business Review and wrote for Time, Fortune and American Banker. He is the author of “The Myth of the Rational Market.”

تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

كم كان العام الماضي فظيعاً. مات مئات الآلاف من الأمريكيين بسبب مرض مخيف جديد، وأصيب به عشرات الملايين، وتقريباً انقلبت حياتنا رأساً على عقب. لكن مهلاً، على الأقل يبدو أننا حصلنا على مزيد من النوم!

هذه البيانات مأخوذة من "مسح استخدام الوقت الأمريكي"، وهو من بين أكثر المنتجات الإحصائية روعة لحكومة الولايات المتحدة.

أصدر "مكتب إحصاءات العمل" أرقام عام 2020 الأسبوع الماضي، وقد نالت هذه الأرقام بالفعل الكثير من الاهتمام.

العمل من المنزل

كان الاكتشاف الرئيسي الذي أعلنه "مكتب إحصاءات العمل" هو أن نسبة الأشخاص العاملين الذين قاموا بوظائفهم جزئياً على الأقل في المنزل تضاعف تقريباً من 22% إلى 42%.

من بين الأشياء الأخرى التي اكتشفها الصحفيون والباحثون في البيانات حتى الآن أن الأمهات العاملات اللاتي لديهن أطفال في عمر أقل من 12 عاماً يقضون وقتاً أطول في رعاية الأطفال من ممارسة وظائفهم مدفوعة الأجر، وأفادت 12% من النساء العاملات بالعمل ورعاية أطفالهن في وقت واحد أن الرجال قاموا بأعمال منزلية أكثر مما كان عليه الحال في عام 2019، ولكن ما زالوا يقومون بها بدرجة أقل من النساء.

زيادة ساعات النوم

لقد كنت أشعر بالفضول بشأن النوم. ليس من المستغرب أن يحصل الأمريكيون على المزيد منه في عام 2020، خاصة وأن إجمالي"مسح استخدام الوقت الأمريكي" يشمل "القيلولة ونوبات الأرق".

لقد مررت بذلك بالتأكيد (خاصة إذا قمت بتضمين نوبات الأرق أثناء الليل). ولكن بالنظر إلى قرع طبول التحذيرات المستمرة من أن الأمريكيين لا يحصلون على قسط كافٍ من النوم، تساءلت عما إذا كان عام الوباء يمثل حالة شاذة.

لكن الأمر لم يكن كذلك. كانت القفزة من 2019 إلى 2020 كبيرة بشكلٍ خاص، لكن الساعات التي يقضونها في النوم كانت في الغالب ترتفع منذ إجراء أول "مسح استخدام الوقت الأمريكي" في عام 2003.

بسبب الوباء، غاب موظفو مكتب الإحصاء الذين أجروا مسح استخدام الوقت لـ "مكتب إحصاءات العمل" ما يقرب من شهرين عن العمل، وهذا هو السبب في أن نتائج 2020 تغطي فقط الفترة بين شهر مايو حتى ديسمبر.

نتيجة لذلك، لا يقوم "مكتب إحصاءات العمل" بتضمينها في سلسلتها الزمنية السنوية التاريخية، ومقارنتها بدلاً من ذلك فقط ببيانات من نفس الفترة الزمنية في عام 2019.

لهذا السبب ولأسباب أخرى، يعتبر اتجاه ما قبل 2020 أكثر أهمية من زيادة العام الماضي الحادة نسبياً، ولكن بالنظر إلى أن ساعات النوم من مايو إلى ديسمبرمن عام 2019 كانت هي نفسها بالنسبة للعام بأكمله، مما يشير إلى عدم وجود تأثير موسمي كبير، لا أعتقد أن تضمين رقم 2020 كما فعلت هنا يمثل (جريمة في الرسم البياني) .

إن وجود محور "ص" (yوبدئه في مكان آخر بخلاف الصفر ليس جريمة في الرسم البياني)، (على الرغم مما يقوله بعض الناس)، ولكن نعم، فإن النسبة المئوية للتغييرات التي نتحدث عنها هنا، هي أقل أهمية من النظرة السريعة التي قد تقودك إلى التفكير.

حقيقة الحرمان من النوم

ارتفعت مدة النوم 1.9% من 2019 إلى 2020، و3.2% من 2003 إلى 2019. هذه التغييرات أكبر بكثير من الأخطاء المعيارية المقدرة من قبل "مكتب إحصاءات العمل"، ومع ذلك، فإن الارتفاع خلال العقدين الماضيين موزع بالتساوي حسب العمر، حيث حصلت كل مجموعة أقل من 65 عاماً على نوم أكثر في عام 2019 مقارنة بعام 2003.

كيف يمكن للمرء فهم ذلك مع وجود الرأي السائد بأن الهواتف الذكية في كل مكان والوتيرة المحمومة للحياة الحديثة تؤدي إلى آفة الحرمان من النوم؟ لا يمكن فهم ذلك تماماً.

إن "مسح استخدام الوقت الأمريكي" ليس هو المقياس الوحيد المتاح لمقدار النوم الذي نحصل عليه، ولا تشير جميع الأدلة المتاحة إلى نفس الاتجاه المشجع. في الواقع الأدلة المتاحة مشوشة.

"ثورة إديسون"

شيء واحد يمكن قوله ببعض الثقة، ألا وهو أننا نحصل على قسط أقل من النوم مقارنة بالعمر الذي سبق اختراع الضوء الكهربائي - وهو ما يسمى أحياناً بـ"ثورة إديسون المناهضة للنوم".

الدليل الكمي على ذلك محدود، لكن مؤسسة "غالوب" سألت الأمريكيين عن عادات نومهم في عام 1942، عندما كانت أجهزة التلفاز المنزلية نادرة والعديد من المناطق الريفية لا تزال تفتقر إلى الكهرباء، وكان متوسط ساعات النوم حوالي ساعة أطول مما كان عليه في استطلاعات الرأي التي أجريت في الآونة الأخيرة.

يبدو الاتجاه الثابت في نتائج مؤسسة "غالوب" منذ عام 1990 متوافقاً مع نتائج "مسح استخدام الوقت الأمريكي"، نظراً لأن كلاهما يظهر زيادة متواضعة في متوسط مدة النوم، لكن متوسط ساعات النوم التي أبلغت عنها مؤسسة "غالوب" أقل بكثير من متوسط "مسح استخدام الوقت الأمريكي"، ويرجع ذلك جزئياً إلى أن حسابات مؤسسة "غالوب" تستبعد فترات القيلولة أثناء النهار و"نوبات الأرق".

ولكن قد يكون أيضاً أن سؤال الناس عن عدد ساعات نومهم عادةً يؤدي حتماً إلى نتائج مختلفة ويُفترض أنها أقل موثوقية من جمع يوميات مفصلة على مدار 24 ساعة من ساعات اليوم السابق، وهو ما يفعله القائمون على "مسح استخدام الوقت الأمريكي".

المبالغة في تقدير ساعات النوم

وجدت دراستان حديثتان قارنتا التقييمات الذاتية التي يجريها الناس حول المدة التي ينامون فيها عادةً مع القياسات بواسطة أكتيغراف (وهو جهاز لقياس الحركة يعطي بيانات عن دورة النوم) لطول مدة نومهم الفعلية، خلصت إلى أن التقييمات الذاتية تميل إلى الخطأ في الاتجاه المعاكس لتلك التي أشار إليها خلاف مؤسسة "غالوب" مع "مسح استخدام الوقت الأمريكي".

وهذا يعني أن الناس يبالغون في تقدير عدد الساعات التي ينامون فيها عادة، مع وجود أخطاء أكبر بالنسبة لمن ينامون أقصر.

زيادة معدلات النوم القصير

أين يتركنا ذلك؟ حسناً، لم تجد مراجعة عام 2016 لكل دراسة من عام 1960 حتى عام 2013 تلك التي استخدمت طرقاً "موضوعية" (سواء أكتيغرافي أو تخطيط النوم) لقياس النوم أي توجه بطريقة أو بأخرى فيما يتعلق بمدة النوم. وجدت مراجعة عام 2010 التي ركزت على استطلاعات استخدام الوقت في الولايات المتحدة من عام 1975 حتى عام 2006، بما في ذلك الإصدارات الأربعة الأولى من "مسح استخدام الوقت الأمريكي"، أن متوسط وقت النوم كان تقريباً في عام 2006 كما كان في عام 1975، ولكنه كان نصف ساعة تقريباً أطول من الدراسات التي أجريت في 1985 و1998-1999.

ووجدت المراجعة الأخيرة أيضاً أن احتمالات أن تكون "نائماً قصيراً" - أي الحصول على ست ساعات أو أقل من النوم في الليلة - قد ارتفعت بشكل ملحوظ بالنسبة للعاملين بدوام كامل، وإن لم يكن ذلك بالنسبة للسكان ككل.

هناك دراستان حديثتان تستندان إلى مقابلات شملت المسح السنوي للمركز الصحي الوطني الذي يدعى"مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها"، والذي يسأل المستجيبين عن عدد ساعات النوم التي ينامون فيها عادةً، وجد هذا المسح أيضاً زيادات في النسبة المئوية لمن يقضون فترات نوم قصيرة خلال العقد الماضي.

ووجدت دراسة ركزت على البالغين العاملين أن النسبة المئوية التي تحصل على أقل من سبع ساعات من النوم في الليلة ارتفعت من 30.9% في عام 2010 إلى 35.6% في عام 2018، بينما كان هناك ارتفاع أعلى بين وظائف الخدمة الوقائية والعسكرية بلغ (50%)، ودعم الرعاية الصحية (45%).

ووجدت دراسة أخرى زيادة مماثلة، وإن كانت أصغر إلى حد ما، في النوم القصير بين جميع البالغين، وأن المواطنين من السود وأولئك الذين من أصول من أمريكية لاتينية أكثر عرضة للنوم لست ساعات أو أقل من البيض غير اللاتينيين.

عدم المساوة في النوم

إحدى القراءات المحتملة لهذا هو أن عدم المساواة في النوم قد يرتفع حتى مع ارتفاع متوسط مدة النوم.

غالباً ما لا يتحكم العاملون في خدمات الحماية ودعم الرعاية الصحية في جداول عملهم، والتي بدورها لا تتناسب غالباً مع إيقاعاتهم اليومية.

وتعد البيئة المنزلية أيضاً مشكلة، حيث يوجد ما يقرب من 11% من الأسر ذات أصول أمريكية لاتينية و3.6% من الأسر السوداء لديها أكثر من ساكن واحد لكل غرفة، مقارنة بـ 1.4% فقط بين البيض الذين ليسوا من أصول إسبانية، ربما أدت الضائقة المالية وعدم الاستقرار التي صاحبت الركود العظيم وأعقبته إلى جعل النوم أكثر صعوبة بالنسبة للكثيرين أيضاً.

الاستجابة للنصائح

من ناحية أخرى، بالنسبة للأمريكيين الذين يعيشون في أوضاع أكثر راحة وفي ظل سيطرتهم الأكبر على جداول أوقاتهم، قد يكون للرسائل الواردة من وسائل الإعلام والمؤسسات الطبية حول أهمية النوم تأثيراً فعلياً.

وجدت دراسة أجريت عام 2018 على بيانات "مسح استخدام الوقت الأمريكي" أن زيادة النوم منذ عام 2003 قد صاحبها انخفاض في الوقت الذي يقضيه الأناس في القراءة ومشاهدة التلفاز أو الأفلام (على أي نوع من الأجهزة) قبل النوم مباشرة.

استنتج معدو الدراسة، أساتذة الطب النفسي بجامعة "بنسلفانيا" ماتياس باسنر، وديفيد ف. دينغز، ما يلي:

يمكن تفسير ذلك على أنه علامة على الرغبة المتزايدة لدى أجزاء من السكان للتخلي عن هذه الأنشطة الشائعة قبل النوم للحصول على مزيد من النوم، وقد يُعزى ذلك جزئياً إلى الحملات التثقيفية والتقارير العلمية عن المخاطر الصحية الناتجة عن تقليل مدة النوم، والاهتمام المتزايد في قلة النوم وعواقبه في المؤلفات العلمية والرائجة.

أترون، الناس ينتبهون إلى النصائح الصحية التي يسمعونها ويقرؤونها. قد يكون الأمر عندما يتعلق في حالة النوم، هو أن ليس كل شخص يسمح له وضعه بالتصرف بناءً على تلك النصائح.