الذكاء الصناعي والتطبيقات والبيانات الضخمة قد تسهم في التصدي للوباء المقبل

رسم تصويري من إعداد إنكي وانغ
رسم تصويري من إعداد إنكي وانغ المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

فيما كانت إحدى السيدات تتجول على دراجتها النارية في منطقة ريفية شمالي تايلاند، شاهدت بقرة يخرج الزبد من فمها، فتوقفت جانباً والتقطت بعض الصور لها، ثمّ قامت بالتبليغ عمّا رأته بواسطة تطبيق هاتفي.

تدخلت السلطات المحلية، وحصرت انتشار فيروس الحمى القلاعية بثلاث بقرات، ما وفّر على المزارعين خسائر بملايين الدولارات، كانت لتجلب كارثة على القرية.

تعود هذه الحادثة إلى عام 2016، واليوم يتوقع أن يتوسع استخدام هذا التطبيق نحو دول أخرى في آسيا وأفريقيا، لا سيما بعد أن سلّط فيروس كورونا الضوء على مثل هذه التقنيات، وأكد على أهمية المراقبة المشددة واتخاذ الإجراءات السريعة، بالأخص ضمن المجتمعات الصغيرة. قال باتيبات سوسومبو الذي طوّر نظام الإنذار المبكر هذا، إن "كوفيد-19 يثبت أننا بحاجة إلى أعين وآذان في هذه الأماكن".

ما التالي؟

كان تطبيق "اكتشاف الأمراض وان هيلث التشاركي" الذي ابتكره باتيبات من بين المشاريع المشروعات التي نالت مكافآت إجمالية بلغت قيمتها 8 ملايين دولار في يونيو الماضي من قبل مبادرة "تحدي ترينيتي" (Trinity Challenge) المصممة للوقاية من الأوبئة، إذ كان وباء كوفيد-19 قد أدى إلى وفاة حوالي 4 ملايين شخص ووجّه ضربة موجعة للاقتصادات العالمية، كاشفاً عن مكامن الضعف في الأنظمة الصحية. ومن المتوقع حتى أن يكون الوباء التالي أشدّ خطورة. ونظراً لمثل هذا الاحتمال المروّع، ينكبّ الباحثون على العمل لاكتشاف الأمراض والحدّ من انتشارها بواسطة وسائل تكنولوجية متطورة جديدة، ومن خلال توسيع المراقبة، وتحسين تحليل البيانات، وتعزيز تطوير اللقاحات.

ما هي التكلفة؟

فيما يزاد الوضع إلحاحاً، لابدّ من زيادة الإنفاق على الوقاية من الأوبئة بنحو 15 مليار دولار في العام، أي بمقدار ضعفيّ المعدلات الحالية، من أجل تحسين الجهوزية، وذلك بحسب اللجنة المستقلة التي أنشأتها مجموعة الدول العشرين.

دعت سالي ديفيز، كبيرة المسؤولين الطبيين السابقة في إنكلترا، الحكومات بشكل خاص إلى مواصلة الاستثمار في هذا المجال. ويذكر أن ديفيز كانت قد أطلقت تحالف "ترينيتي" الذي يجمع ما بين الشركات التكنولوجية والجامعات وغيرها من المؤسسات، ويركز على استخدام البيانات لمنع مسببات الأمراض الناشئة من أن تؤدي إلى تفشٍ وبائي.

قالت ديفيز: "ما يثير قلقي فعلاً هو حين نتخطى هذه الأزمة، في خلال سنتين أو ثلاث، بأي سرعة سوف ينسون؟"

أدناه، خمسة جهود يتم بذلها من أجل مساعدة الحكومات والعلماء والشركات على استباق مسبب الأمراض الفتّاك التالي:

1- تطبيق "اكتشاف الأمراض وان هيلث التشاركي"

تزوّد هذه المنصة التايلاندية المزارعين المحليين بتطبيق هاتفي يمكّنهم من التبليغ عن الأمراض، ما يساعد المسؤولين المحليين على القيام سريعاً باكتشاف الأوبئة المحتملة التي يمكن أن تنتقل من الحيوانات إلى البشر.

2- فحوض تعداد الدم!

تسعى المملكة المتحدة إلى استخدام الذكاء الصناعي من أجل تحليل 3.6 مليار اختبار دم يتم إجراؤها سنوياً حول العالم، ما يسهم في إنشاء نظام اكتشاف مبكر لتفشي الأمراض المعدية.

3- معلومات MedShr ونظام الإنذار المبكر

يتخذ هذا المشروع من لندن مقرّاً له، ويخطط لاستخدام الذكاء الصناعي من أجل مراجعة البحوث والسجلات الطبية الإلكترونية من 1.4 مليون طبيب في 195 دولة، بالإضافة إلى وسائل التواصل الاجتماعي من أجل اكتشاف تفشي الأمراض.

4- لقاح واحد لكلّ فيروسات كورونا

تحالف ابتكارات التأهب الوبائي الذي وضع خطة بقيمة 3.5 مليار دولار للتصدي للأوبئة المستقبلية، يموّل تطوير لقاحات تستهدف كافة أنواع فيروسات كورونا، بالإضافة إلى لقاحات تستهدف فيروس "سارس-كوف-2" المسبب لمرض كوفيد-19.

5- مركز استخبارات الجائحات والأوبئة

تعمل منظمة الصحة العالمية بالتعاون مع الحكومة الألمانية، على إنشاء مركز في برلين متخصص في استخدام التطورات التكنولوجية من أجل التنبؤ بالمخاطر الصحية وتجنبها واكتشافها.