رئيس مؤتمر المناخ لـ"الشرق": المفاضلة بين البيئة النظيفة وحماية الاقتصاد خطأ

تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

أكَّد ألوك شارما رئيس مؤتمر الأمم المتحدة للتغيُّر المناخي COP26، أنَّ المفاضلة بين البيئة النظيفة وحماية الاقتصاد خطأ، مشيراً إلى أنَّ النمو الأخضر ممكن، و أنَّ هناك الكثير من دول العالم التي تحقِّق معدلات نمو جيدة، وهي تضع شروطاً وخططاً جديدة للمحافظة على البيئة.

وقال شارما في لقاء خاص مع قناة "الشرق" الإخبارية، على هامش زيارته الأولى للسعودية: " للمشككين في التغيُّر المناخي أردد ما قاله ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بخصوص ما يحصل في السعودية، حيث ذكر أنَّ موسم العواصف الصحراوية قد امتدَّ خلال حياته من خمسة أسابيع إلى ثلاثة أشهر، ونحن نرى أثر التغيُّر المناخي في جميع أنحاء العالم".

لا تعارض بين تنمية الاقتصاد والحفاظ على البيئة

وأضاف شارما: "لكنَّ هناك أمراً آخر يجب علينا قوله، وقد تطرَّق إليه الأمير محمد بن سلمان أيضاً، وهو أنَّ من الخطأ المفاضلة بين البيئة النظيفة وحماية الاقتصاد، لأنَّنا نستطيع تحقيق الأمرين معاً، ففي بلدنا المملكة المتحدة، أظهرنا أنَّنا تمكَّنا من تنمية اقتصادنا في آخر 30 عاماً بنسبة 80%، ونجحنا أيضاً في خفض الانبعاثات بأكثر من 40% أيضاً، وهذا يظهر أنَّ النمو الأخضر ممكن، وبرأيي كل دول العالم تريد تحقيق هذه النتيجة، ويجب أن تسعى إلى تحقيقها لكي نصل في نهاية المطاف إلى بيئة نظيفة، ومستقبل صحي وآمن للأجيال المستقبلية، على أن نصل معهم أيضاً إلى اقتصاد أكثر تعافياً مع تكوين الوظائف التي سيحتاجها شبابنا مستقبلاً".

أوضح رئيس مؤتمر الأمم المتحدة للتغيُّر المناخي الذي زار المملكة لمناقشة إمكانية تنسيق العمل العالمي بشأن تغيُّر المناخ، قبل انعقاد محادثات الأمم المتحدة الحيوية حول تغيُّر المناخ في مدينة "جلاسكو" بأسكتلندا خلال شهر نوفمبر المقبل، أنَّه خاض نقاشات مثمرة مع المسؤولين السعوديين.

أشار إلى أنَّه سعيد بالخطط التي اطَّلع عليها، وبالجهود التي يقوم بها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، ولاسيَّما مبادرة الشرق الأوسط الأخضر، والخطط الملموسة الموضوعة للوصل إلى مزيج للطاقة يأتي 50% منه من مصادر متجددة بحلول 2030.

وتابع: " فضلاً عن الوصول إلى هدف طموح يتمثَّل بزراعة 10 مليارات شجرة في السنوات المقبلة في السعودية. هذه هي أنواع المبادرات التي نحتاجها، وبرأيي هناك فرصة حقيقية هنا لتحقيق ما يريده ولي العهد، وهو أنْ تصبح السعودية بلداً عالمياً رائداً في التصدي للتغيُّر المناخي، وآمل أن يُبنى على المبادرات المعلن عنها هنا.

الحد من ارتفاع حرارة الأرض

وحول مؤتمر التغيُّر المناخي المنتظر عقده في جلاسكو نوفمبر المقبل، بيَّن شارما أنَّ لديه رسالة واحدة ينقلها إلى جميع الحكومات، ومفادها أنَّ قادة العالم قد اتفقوا في باريس في عام 2015 على فعل كلِّ ما بوسعهم للحدِّ من ارتفاع متوسط درجات حرارة العالم بأقل من درجتين مئويتين بكثير، وإبقاء هذه الزيادة أقل من درجة ونصف الدرجة المئوية فقط.

وأوضح شارما أنَّ الهدف العام من المؤتمر هو إبقاء ارتفاع درجة حرارة الأرض عند أقل من درجة ونصف الدرجة المئوية فقط، مبيِّناً أنَّ العلم يقول، إنَّنا قد سجَّلنا ارتفاعاً بأكثر من درجة مئوية في متوسط درجة الحرارة في أنحاء العالم، ونحن نرى تأثيرات ذلك".

وأضاف: "لفتني في هذا الصدد ما ذكره ولي العهد محمد بن سلمان من أنَّ موسم العواصف الصحراوية قد امتدَّ خلال حياته من خمسة أسابيع إلى ثلاثة أشهر. إذن آثار التغيُّر المناخي واضحة هنا في السعودية وفي أرجاء العالم، فقد رأينا الفيضانات المدمرة مؤخَّراً في الصين وأوروبا، وشهدنا زيادة حادَّة في درجات الحرارة في أمريكا الشمالية، وهناك حرائق الغابات في العالم. هي أمور سوف تتكرر. لذلك؛ فإنَّ هناك إلحاحاً للتحرُّك في العقد المقبل، ويجب أن نعمل جميعاً على التصدي للتغيُّر المناخي.

كشف شارما عن سعادته بالتفاعل المتزايد عالمياً مع قضايا البيئة والتغيُّر المناخي، مشيراً إلى أنَّ الحكومات، والشركات، والمجتمعات المحلية في جميع أنحاء العالم بدأت تدرك أهمية التصدي للتغيُّر المناخي الذي لا يعترف بالحدود".

أضاف: "نحن نسمع هذه الرسالة بشكل متزايد في جميع أنحاء العالم، كل واحد منا لديه دور يؤديه، وبموجب اتفاق باريس يتعيَّن على الحكومات طرح مستهدفات والتزامات طموحة لخفض الانبعاثات الغازية، لكنَّ هناك دوراً للشركات أيضاً، ونحن منخرطون في حملات عالمية تلتزم الشركات فيها بخفض انبعاثاتها للوصول في نهاية المطاف إلى الحياد الكربوني في 2050، وهناك أفراد في جميع أنحاء المعمورة يريدون أداء دورهم في هذه الجهود العالمية، ونحن جميعاً لدينا دور نؤديه في التصدي للتغيُّر المناخي".