تلوث تكساس يربك حسابات مورد الصلب لخط أنابيب "نورد ستريم 2"

تسعى شركة "فويستالبين أيه جي" للحصول على إذن من السلطات التنظيمية في ولاية تكساس الأمريكية لإصدار المزيد من التلوث أكثر مما كان متوقعاً في الأصل في مصنعها في منطقة ساحل الخليج الأمريكي
تسعى شركة "فويستالبين أيه جي" للحصول على إذن من السلطات التنظيمية في ولاية تكساس الأمريكية لإصدار المزيد من التلوث أكثر مما كان متوقعاً في الأصل في مصنعها في منطقة ساحل الخليج الأمريكي المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

تورطت الشركة النمساوية التي تعتبر المُوَرِّد الرئيسي للصلب لخط أنابيب الغاز "نورد ستريم 2" المثير للجدل الذي بنته روسيا في معركة بشأن التلوث من مصنعها في تكساس.

تسعى شركة "فويستالبين أيه جي" (Voestalpine AG)، التي أنفقت أكثر من مليار دولار على بناء المنشأة، جزئياً لإمداد مصانع الصلب في النمسا، للحصول على إذن من السلطات التنظيمية في ولاية تكساس الأمريكية لإصدار المزيد من التلوث أكثر مما كان متوقعاً في الأصل في مصنعها في منطقة ساحل الخليج الأمريكي. تجاوزت الانبعاثات من المصنع البالغ من العمر خمس سنوات حالياً الحدود المصرح بها من الانبعاثات، وقد رفع السكان المجاورون بالفعل دعوى قضائية فيدرالية.

أمريكا وألمانيا تهددان بفرض عقوبات على روسيا بسبب "نورد ستريم 2"

المفارقة

تلقي المعركة القانونية الضوء على المفارقات في سلسلة التوريد العالمية لشركة "فيوستالبين". حيث أسست الشركة أعمال تصنيع الحديد في ولاية تكساس للاستفادة من الإمدادات الوفيرة من الغاز الطبيعي الرخيص، ولكن جرى إعادة شحن بعض منتجات الحديد التي أنتجتها في مدنية "كوربوس كريستي" إلى منشآت التصنيع التي صنعت الصلب لخط أنابيب "نورد ستريم 2" الذي يبلغ طوله 1,200 كيلومتر. ونشب خلاف بقوة بين سياسيي ولاية تكساس حول العلاقة بين روسيا وألمانيا، بمن فيهم السناتور الجمهوري تيد كروز.

قدم خط الأنابيب، الذي يمكن أن يعيق أسواق صادرات الغاز الأمريكية ويخضع لعقوبات أمريكية، عقداً قياسياً لأكبر شركة لتصنيع الصلب في أوروبا الوسطى. ومع ذلك، تقول الشركة إن حجماً "ضئيلاً" من إنتاج ولاية تكساس شق طريقه إلى المشروع المدعوم من الكرملين الروسي، والمتوقع أن يبدأ في تدفق الغاز قبل نهاية العام الجاري.

الغاز الروسي.. كنز موسكو بين الرفض والترحيب أوروبياً

النزاع القضائي

أصبح مستقبل مصانع الحديد الآن في أيدي السلطات التنظيمية في تكساس، الذين يحتاجون إلى تقييم ما إذا كانت أعمدة الغبار المعدني التي تتدفق أحياناً من مداخن الأنابيب في المصنع تضر بالفعل بصحة السكان وممتلكاتهم. سيكون القرار ضد الشركة انتكاسة كبيرة بعد أن اضطرت إلى إلغاء أكثر من نصف استثمارها الأصلي في مدينة "كوربوس كريستي"، التي تزود أيضاً صانعي الصلب في أمريكا الشمالية بالحديد.

قالت شركة "فويستالبين" ومقرها مدينة لينز في النمسا في بيان رداً على أسئلة وكالة "بلومبرغ":

تعديل قيم الحد الأقصى للانبعاثات ليس له تأثير سلبي على البيئة أو جودة الهواء

أعلنت الشركة، التي ارتفعت أسهمها بنسبة 28% هذا العام، عن نتائج أعمال الربع الأول من السنة المالية يوم الأربعاء.

وعارض هذا سكان تكساس الذين يعيشون بالقرب من المصنع. وتم تقديم أكثر من 250 شكوى بالفعل، حيث قال السكان إنهم لم يتمكنوا من استخدام ممتلكاتهم بشكل طبيعي والتمتع بها بسبب تراكم غبار خام الحديد على السيارات والمنازل والساحات والمسابح والملاعب، كما كتب محققو الولاية في تقرير مكون من 338 صفحة. كما يجادلون بأن الجهود المبذولة للحد من التلوث وتنظيفه لم تكن فعالة.

الجمهوريون يناورون لإلغاء صفقة بايدن بشأن "نورد ستريم 2"

قال إيرول سمرلين، الناشط البيئي والمقيم القريب من المصنع، في جلسة استماع عبر الإنترنت يوم 27 يوليو دعت إليها السناتور عن ولاية تكساس جوديث زافيريني وتابعتها وكالة "بلومبرغ": "لقد عرضوا برامج لتنظيف المنازل وغسيل السيارات". "حسناً، لا يمكنك أن تأخذ رئتيك إلى مغسلة السيارات".

تظهر الدراسات العلمية أن الانبعاثات الصناعية الزائدة تؤدي إلى 150 مليون دولار على الأقل من الأضرار الصحية كل عام في ولاية تكساس. يريد سكان منطقة "كوربوس كريستي" من السلطات التنظيمية إجراء تحليل التكلفة والعائد لعملية رفع حدود التلوث المسموح بها في مصنع "فويستالبين".

قال سمرلين، الذي يعمل أيضاً كمحامي، إنه يُحَضِّر بالفعل استئنافاً إذا قررت السلطات التنظيمية في ولاية تكساس السماح بمستويات أعلى من الانبعاثات.

ممولو خط الغاز الروسي "نورد ستريم 2" يتعهدون بتنفيذه رغم التهديدات الأمريكية

وقعت شركة "فويستالبين" عقداً قياسياً لتوريد 300 ألف طن من ألواح الصلب إلى مشروع "نوريد ستريم 2" قبل أشهر فقط من بدء تصنيع الحديد المقلوب على الساخن في ولاية تكساس في عام 2016. وانخفض سهم الشركة 48 سنتاً، أو بنسبة 1.3%، ليصل إلى 37.08 يورو يوم الثلاثاء في بورصة فيينا.