تعثر تعافي السفر الجوي في الصين مع عودة شركات الطيران لإلغاء الرحلات

يقدم المسافرون رموزهم الصحية للفحص في مطار هونغكياو الدولي في شنغهاي، الصين
يقدم المسافرون رموزهم الصحية للفحص في مطار هونغكياو الدولي في شنغهاي، الصين المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

للأسبوع الثاني على التوالي، تراجع تعافي الحركة الجوية عالمياً خطوة إلى الوراء.

هبطت سعة مقاعد شركات الطيران بحوالي ربع نقطة مئوية لتصل إلى 68% من مستواها في نفس الأسبوع من عام 2019، أي قبل أن تتسبب جائحة كوفيد-19 في تعطيل توسع السفر على مدار سنوات، والذي كان مدعوماً بتزايد السائحين المنتمين للطبقة المتوسطة من الصين وجنوب شرق آسيا.

اقرأ المزيد: خفض توقعات النمو في الصين بعد تفشي متحول دلتا

دلتا تضرب التعافي

تسبب انتشار سلالة دلتا المتحولة من فيروس كورونا في أحدث تراجع تشهده حركة السفر عالمياً، والذي يأتي بعد انخفاض بمقدار نقطة واحدة تقريباً في الأسبوع السابق، وفقاً لمتتبع الرحلات الأسبوعية من بلومبرغ، والذي يستخدم بيانات من "دليل الطيران الرسمي للخطوط الجوية" لمراقبة مستوى التعافي. لتعود بذلك أكبر التحديات أمام حركة الطيران مرة أخرى في آسيا. حيث أجبر تفشي الفيروس على نطاق واسع في الصين منذ أن بدأ الوباء لأول مرة المسؤولين هناك على تعليق الرحلات الجوية وزيادة اختبارات عمال المطارات. ليضغط بذلك على جزء كبير من نشاط الطيران المحلي الضخم في البلاد، والذي حقق أفضل أداء بين أكبر الأسواق العالمية في فترة ما قبل الوباء.

ارتفاع الإصابات بـ"دلتا" في الصين.. والسلطات تفرض قيوداً إقليمية

في الولايات المتحدة، توقفت الطاقة الاستيعابية لعدة أسابيع بسبب قيود التوظيف والتقدم البطيء نحو رفع القيود الحدودية مع أوروبا والأسواق الأخرى.

في حين عودة الطيران في أوروبا، المنطقة الوحيدة التي يتم فيها استخدام ما يسمى بجوازات سفر اللقاحات على نطاق واسع، مزيداً من التقدم، على الرغم من أنها ستكون محدودة أيضاً بسبب الفشل في إعادة فتح السفر عبر المحيط الأطلسي بالكامل، وفقاً لرئيس الاستشارات العالمية في شركة بيانات وتحليلات الطيران "سيريوم" (Cirium)، التي تقوم بتتبع الحركة الجوية.

ماذا يحدث في السفر الجوي هذا الأسبوع

السؤال المطروح على شركات الطيران الآن هو ما إذا كان يمكن توزيع اللقاحات بالسرعة الكافية لمواجهة انتشار متحولات فيروس كورونا الجديدة.

سجلت شركات الطيران منذ بداية العام في الصين والهند والولايات المتحدة وأوروبا، على سبيل المثال لا الحصر، مكاسب ثابتة في ظل إضافة المزيد من الرحلات إلى جداولها ببطء، لكن شكَّل ظهور سلالة دلتا المتحولة من فيروس كورونا، تحدياً أمام العودة للوضع الطبيعي أولاً في الهند، ثم بريطانيا، والآن في الصين ودول آسيوية أخرى مثل إندونيسيا وفيتنام.

إغلاق سيدني يفرض على طيران "كوانتاس" تسريح 2500 موظف

في الوقت نفسه، هناك مؤشرات على إحراز تقدم– كان أبرزها في سنغافورة، التي وسَّعت نطاق برنامج اللقاحات بسرعة، وفي هونغ كونغ، التي بدأت هذا الأسبوع في تخفيف بعض القيود الأكثر صرامة في العالم.

قالت الإمارات العربية المتحدة، التي تربط مراكزها في دبي وأبوظبي مئات الآلاف من المسافرين يومياً بمناطق بعيدة، هذا الأسبوع، إنها سترفع الحظر الذي فرضته على المسافرين العابرين من الهند ودول أخرى في جنوب شرق آسيا.

الإمارات ستقدم جرعة ثالثة من لقاح "كورونا" لجميع المطعمين

قال موريس من "سيريوم" إنه على الرغم من أن سلالة دلتا المتحولة تشكل خطراً على التعافي، إلا أن الوتيرة المتزايدة لتلقي اللقاحات تدعو للتفاؤل.

قال موريس: "كنا نعلم دائماً أن عام 2021 سيشهد نهجاً متذبذباً في الأداء، لكننا كنا نأمل أن يحقق خطوات أكبر إلى الأمام".

في حين يبدو أن هذا هو الحال "سنعرف في الأسابيع القليلة المقبلة ما إذا كان التعافي في الصين، على سبيل المثال، تضاءل بسبب التفشي مؤخراً.. لكن في الوقت الحالي، بشكل عام، هناك ما يدعو للتفاؤل أكثر من التشاؤم".

قال الاتحاد الدولي للنقل الجوي، أمس الثلاثاء، إن 2020 كان أسوأ عام على الإطلاق بالنسبة لصناعة الطيران، حيث توقف 66% من أسطول النقل الجوي التجاري في العالم إبان استفحال الأزمة في أبريل.

"إياتا"يرفع تقديرات خسائر صناعة الطيران 25% إلى 48 مليار دولار في 2021

تعثر حركة الطيران في الصين

في الصين، انخفضت سعة شركات الطيران إلى ما دون مستويات ما قبل الوباء لأول مرة منذ خمسة أسابيع.

حددت الخطوط الجوية مقاعد أقل بنسبة 9.8% هذا الأسبوع مقارنة بالسابق، وفقاً لـ "دليل الطيران الرسمي للخطوط الجوية" مما قلل السعة إلى 95.7% من مستويات 2019.

بدأ تفشي الوباء في شرق الصين، مما أدى إلى توقف حركة الطيران في المطارات، بما في ذلك نانجينغ وبكين ويانغتشو.

في حين أن معدلات الإصابة الإجمالية لا تزال منخفضة، امتدت الإصابات لتصل إلى نصف مقاطعات البلاد البالغ عددها 32 مقاطعة في غضون أسبوعين فقط. وترفع الحكومات حالة التأهب القصوى، وتتحرك بسرعة لإغلاق الوصول إلى المدن وكذلك المعالم السياحية الشهيرة. ونصحت 46 مدينة على الأقل السكان بالامتناع عن السفر ما لم يكن ذلك للضرورة القصوى.

أدى الانخفاض السريع في حركة الطيران إلى حدوث توترات في جميع أنحاء سوق النفط الخام، حيث قلصت شركات الطيران رحلاتها بسرعة. وفي محاولة لحث المواطنين على عدم السفر، أخبرت إدارة الطيران المدني العملاء أنه يمكنهم طلب استرداد كامل قيمة الرحلات الداخلية حتى 31 أغسطس.

تظهر جداول رحلات الطيران لهذا الأسبوع، والتي من المحتمل ألا تعكس بعد التأثير الكامل للتطورات الأخيرة، تخفيض شركة "تشاينا ايسترن ايرلاينز" ومقرها شنغهاي قدرتها بنسبة 13% مقارنة بمستويات عام 2019 - بانخفاض 9 نقاط تقريباً في أسبوع. فيما سجلت شركة "اير تشاينا" تراجعاً أقل قليلاً، بنسبة 5.6% مقارنة بالأسبوع نفسه قبل عامين. في حين لا تزال شركة "تشاينا ساوثرن ايرلاينز" أقل بنسبة 3% مقارنة بمستويات ما قبل الوباء.

لكن شهدت شركة "تشاينا إكسبريس إيرلاينز" ومقرها تشونغتشينغ، وهي واحدة من أولى شركات الطيران الإقليمية المملوكة للقطاع الخاص في البلاد، انخفاضاً بنسبة 84% على أساس أسبوعي. لتصل النسبة لديها حالياً إلى 21% من مستويات 2019.

قال مارك مارتن، مؤسس شركة "مارتن كونسلتنغ" (Martin Consulting) ومقرها دبي: "سيزداد السفر الجوي في الصين سوءاً.. كما سيزداد الوضع سوءاً في جنوب شرق آسيا".