ارتدادة أسهم اليابان بعد الأولمبياد رهن للسيطرة على الوباء

صورة لشخص يرفع علم اليابان من اليوم الخامس لفاعليات السباحة في أولمبياد طوكيو
صورة لشخص يرفع علم اليابان من اليوم الخامس لفاعليات السباحة في أولمبياد طوكيو المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

يهيمن شبح الألعاب الأولمبية على سوق الأسهم اليابانية محدود النطاق منذ أشهر، مع تخوّف البعض من كارثة كوفيد وتفاؤل آخرين بتخطي البلاد نفسياً للأزمة بدفع من الفوز بالميداليات.

تبدو الفرص جيدة بدنو انتهاء الألعاب في غضون أسبوع. حيث يُعتبر تنظيم الألعاب الأولمبية بحد ذاته إنجازاً بفضل ضآلة الاضطرابات المرتبطة بكوفيد-19 وحصول الرياضيين اليابانيين على عدد قياسي من الميداليات الذهبية.

أسهم ألواح التزلج اليابانية تحتفل بفوز البلد المضيف بالميداليات الذهبية

النظرة المستقبلية للسوق مختلطة مع انقسام المحللين حول ما إذا كانت الأسهم اليابانية، التي يعززها بقوة الفوز بالميداليات عادةً، سترتفع في الشهور المقبلة تزامناً مع تقدم برنامج التطعيم على قدم وساق. البديل يتمثل في أن موجة متعاظمة من إصابات كوفيد وعدم الرضا الشعبي بشأن التعامل مع الوباء قد يفاقم ضعف أداء مؤشرات الأسهم اليابانية.

1.9 مليار دولار كلفة تأجيل "أولمبياد" طوكيو لـ2021

كانت الأسواق لتتأثر بالذهب الأوليمبي لو أتى في عامٍ عادي. لاحظ أكيوشي تاكوموري، كبير اقتصاديي شركة إدارة الأصول "سوميتو ميتسوي دي إس" أن متوسط نيكاي 225 يرتفع منذ عدة عقود إبان كل دورة أولمبية تقريباً تحقق فيها اليابان عدد ميداليات ذهبية يفوق التسعة.

بيد أن الألعاب أتت هذه المرة في خضم ارتفاع قياسي في انتشار فيروس كورونا، حيث يتزايد ضجر الجمهور من حالة الطوارئ غير المجدية. راهن رئيس الوزراء يوشيهيدي سوغا بسمعته على التعامل الآمن مع الأولمبياد والفيروس خلال تنافسه على قيادة الحزب في شهر سبتمبر قبيل الانتخابات العامة هذا الخريف.

التصاق صورة الفشل

"مع إقامة الألعاب الأولمبية وارتفاع عدد الإصابات خلالها، هناك خطر من أن تلتصق صورة الفشل في السيطرة على الوباء بحكومة سوغا"، بحسب تومويتشيرو كوبوتا، محلل السوق البارز في شركة "ماتسوي سيكيوريتيز" في طوكيو.

يدق بعض المستثمرين ناقوس الخطر لما قد يعنيه هذا بالنسبة للسيناريوهات التي افترضت حدوث انتعاش في فصل الخريف. حيث قّلَ ارتفاع مؤشر نيكاي 225 عن 1% لهذا العام، وهو من بين أسوأ مؤشرات الأسواق المتقدمة التي تتبّعها بلومبرغ أداءً.

كيف غير أولمبياد 1964 طوكيو إلى الأبد؟

يعتقد هيروشي ناميوكا، كبير استراتيجيي شركة إدارة الأصول "تي آند دي" أن "الاقتصاديين قد يضطرون في أسوأ الحالات إلى إعادة كتابة سيناريو التعافي الاقتصادي لفصل الخريف... وقد تنخفض شعبية إدارة سوغا لإصرارها على إقامة الألعاب الأولمبية رغم القضايا المحيطة، ما قد يلقي بثقله على الأسهم اليابانية".

ترى فئة أخرى أن طوكيو تتعلم، كما العواصم الأخرى، التعايش مع أعداد كبيرة من العدوى، ذاك أن المدينة التي تضم 14 مليون نسمة سجلت خمس حالات وفاة مرتبطة بكوفيد-19 فقط خلال الأسبوع الماضي. وفي هذا الشأن قال تيتسو سيشيمو، مدير صندوق في شركة "سايسون لإدارة الأصول": "يُركّز الناس بشكل أكبر على أعداد الحالات الخطيرة والوفيات، رغم أن البرامج الحوارية التلفزيونية قد تبدو مختلفة... الوضع مختلف تماماً عن العام الماضي".

توسع اللقاحات

يرجع الفضل في هذا الاختلاف لتوّسع في حملة اللقاحات ، حيث تلقى أكثر من 75% ممن تزيد أعمارهم عن 65 عاماً اللقاح بشكل كامل. في حين أن استطلاعات الرأي لا تزال تشير إلى أن معظم الناس غير راضين عن برنامج التلقيح، تتوّقع الحكومة أن يحصل أكثر من 40% من إجمالي السكان على جرعتين لدى انتهاء حالة الطوارئ الحالية نهاية أغسطس.

الألعاب الأولمبية في زمن كورونا.. لا عناق ولا تشجيع

يمكن أن تكون العوامل الخارجية، التي أثرت بشدة على الأسهم اليابانية هذا العام، بين المؤثرات أيضاً. قد يؤدي الضغط التنظيمي الصيني إلى ابتعاد المستثمرين الأجانب هناك، ما قد يفيد اليابان، فيما يرى المحللان ماساشي أكوتسو وهيكارو ياسودا في "إس إم بي سي نيكو سيكيوريتيز" (SMBC Nikko Securities) أن اليابان ستستفيد من بيانات الوظائف الأمريكية القوية وانخفاض مؤشر أسعار المستهلكين.

قال المحللان في مذكرة في 29 يوليو إن "توّقعات شهر سبتمبر تزداد إشراقاً في اليابان"، مشيرين بذلك إلى التوّقعات الخاصة بتطعيم أزيد من 50% من السكان بحلول سبتمبر واحتمالية تقديم الحزم التحفيزية قبل الانتخابات. أضافا: "كل ذلك يُمهّد الطريق للانتعاش المحلي بين سبتمبر وأكتوبر امتداداً لخلال ديسمبر".