"المانحين" يجمع 370 مليون دولار للبنان وصندوق النقد يحض على الحكمة

مواطم لبناني بمكتب صرافة في لبنان
مواطم لبناني بمكتب صرافة في لبنان المصدر: بلومبرغ
المصدر: الشرق
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

قال مكتب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن مؤتمر المانحين الذي يستهدف جمع مساعدات طارئة للاقتصاد اللبناني المتأزم جمع 370 مليون دولار اليوم الأربعاء، بحسب ما نقتله رويترز التي أشارت إلى إعلان الرئيس الأمريكي جو بايدن منح لبنان مساعدات اقتصادية بقيمة 100 مليون دولار، في الوقت الذي أعلنت فيه المديرة العامة لصندوق النقد الدولي كريستالينا جورجييفا اليوم الأربعاء أن لبنان، الغارق في أسوأ أزماته الاقتصادية، سيستفيد من 860 مليون دولار من مخصّصات حقوق السحب الخاصة التي ستُمنح للدول الأعضاء، داعية إلى استخدامها بحكمة بحسب وكالة الأنباء الفرنسية.

ووافق مجلس حكام صندوق النقد الاثنين على زيادة احتياطات دوله الأعضاء بمقدار 650 مليار دولار، ما سيسمح بزيادة المساعدات للدول الأكثر ضعفاً، بهدف دعم الاقتصاد العالمي الذي أرهقه تفشي وباء كوفيد-19، وستُخصص حقوق السحب الخاصة للدول الأعضاء بما يتناسب مع حصتها في صندوق النقد.

وقالت جورجييفا في بيان، خلال مشاركتها عبر الانترنت في مؤتمر دعم دولي للبنان نظمته فرنسا والأمم المتحدة "بالنسبة للبنان، هذا ليس بالشيء القليل".

وأوضحت "يمكن للبنان أن يحصل على نحو 860 مليون دولار من حقوق السحب الخاصة في هذا الوقت الحرج لتعزيز احتياطيات البلاد المستنفدة، وكذلك لتلبية الاحتياجات الملحة للشعب اللبناني".

شددت جورجييفا على أنّه "من الضروري استخدام حقوق السحب الخاصة بطريقة مسؤولة وحكيمة" معتبرة أنها "حاسمة" بالنسبة إلى لبنان الذي يعيش وضعاً "بائساً للغاية". وتابعت "إنه مورد ثمين. يجب صرفه بما يحقق أكبر فائدة للبلاد وسكانها".

وحقوق السحب الخاصة التي أطلقت في عام 1969 ليست عملة وليس لها وجود مادي. تستند قيمتها إلى سلة من خمس عملات دولية رئيسية هي الدولار واليورو والجنيه الإسترليني والرينمينبي أو اليوان والين.

بمجرد إصدارها، يمكن استخدام حقوق السحب الخاصة كعملة احتياطية تعمل على استقرار قيمة العملة المحلية أو تحويلها إلى عملات أقوى لتمويل الاستثمارات. وتكمن الفائدة بالنسبة للبلدان الفقيرة في الحصول على العملات الصعبة دون الحاجة إلى دفع أسعار فائدة كبيرة.

وشددت مديرة صندوق النقد على أن تخصيص حقوق السحب الخاصة لن يحل "المشكلات الهيكلية" ومشكلات "النظام على المدى الطويل". وحثّت على ضرورة تشكيل حكومة "تتمتع بالقدرة على إجراء إصلاحات وإعادة إحياء الاقتصاد" المتداعي حالياً.

انكمش الاقتصاد اللبناني، وفق جورجييفا، بنحو الثلث منذ عام 2017، و"من المتوقع أن ينكمش أكثر في 2021-2022، بينما البطالة آخذة في الانفجار".

وتابعت "وإضافة إلى ذلك، لا يزال الوباء ينشر الفوضى".

يغرق لبنان منذ صيف عام 2019 في أزمة اقتصادية غير مسبوقة، صنّفها البنك الدولي بين الأسوأ في العالم منذ منتصف القرن التاسع عشر. وبات أكثر من نصف اللبنانيين تحت خط الفقر، وفقدت الليرة اللبنانية أكثر من 90% من قيمتها أمام الدولار، فيما ارتفعت أسعار مواد أساسية بأكثر من 700% بحسب وكالة الأنباء الفرنسية.