شركات النفط الصخري تخطب ود المستثمرين بتوزيعات ضخمة تحيي القطاع

عامل يمر تحت أنابيب في منشأة لشركة "ديفون انيرجي" بألبيرتا الكندية
عامل يمر تحت أنابيب في منشأة لشركة "ديفون انيرجي" بألبيرتا الكندية المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

اتسمت البداية بالانضباط لأجل الإنتاج، أما الآن فقد آن أوان جني المكاسب.

غدت شركة "ديفون انيرجي" (Devon Energy) آخر شركة استخراج نفط صخري تسعى لجذب المستثمرين للعودة إلى القطاع عبر تقديم مكاسب سخية بفضل ارتفاع أسعار النفط هذا العام. أعلنت "ديفون" عن زيادة 44% في توزيعاتها في وقت متأخر من الثلاثاء، لتضخ أكثر من 330 مليون دولار لمساهميها هذا الربع. قفز سهم الشركة 2% تقريباً في فترة التداول بعد ساعات عمل البورصة.

جاء ذلك في أعقاب خطوات مشابهة من شركات "بايونير ناتشورال ريسورسيز" (Pioneer Natural Resources) و"دياموندباك إنيرجي" (Diamondback Energy) و"كونتيننتال ريسورسز" (Continental Resources)، حيث بدأ المنقبون عن النفط الصخري في محاكاة العائدات النقدية الضخمة لكبريات شركات النفط، في وقت اقترب فيه عائد أرباح "S&P 500" من أدنى مستوى له منذ عقدين.

شركات النفط العملاقة واثقة من عودة عهد الأرباح الكبيرة

ارتفعت أسهم "بايونير" 8% تقريباً لتسجل أفضل أداء ليوم واحد منذ مطلع ديسمبر. تهدف أكبر شركة استخراج نفط في حوض بيرميان إلى تسريع توزيعات الأرباح الخاصة لمدة ستة أشهر، وتخطط في نهاية المطاف لصرف 75% من التدفق النقدي الحر ربع السنوي للمستثمرين. بالنتيجة، يتلقى المساهمون ثمانية شيكات سنوياً بدل أربعة.

كتب سكوت هانولد، المحلل في "آر بي سي كابيتال" (RBC Capital Markets)، في مذكرة إلى العملاء: "تعمل هذه الإستراتيجية بشكل أفضل على مواءمة أسهم (بيونير) مع المحيط النفطي كما سيروج لدى مزيد من المستثمرين... يجب أن يوفر هذا عرضاً استثمارياً تنافسياً في مجال الطاقة والقطاعات الأخرى".

المستثمرون قبل الإنتاجية

تقدمت العقود الآجلة للنفط في الولايات المتحدة 45% هذا العام، وبهذه الوتيرة تسير على الطريق الصحيح لتحقيق أكبر زيادة سنوية منذ عام 2016. وبإعادة هذا القدر من المال للمساهمين، تشير شركات استخراج النفط الصخري إلى أنها ستقدم المكاسب الناجمة عن ارتفاع أسعار النفط الخام بدلاً من استخدامها لزيادة الإنتاج.

الرهان الخاطئ على أسعار الخام يكبِّد شركات النفط الصخري 12 مليار دولار

يمثل التركيز على العائدات أيضاً خطوة تغيير من عقلية النمو بأي ثمن التي تميزت بها الصناعة إلى أن حصل الركود في النفط الخام والوباء متزامنين، ما أجبر المنقبين على كبح جماح النمو.

استأنفت شركة "كونتيننتال"، منتج النفط الذي يسيطر عليه الملياردير هارولد هام، عمليات إعادة شراء الأسهم ببرنامج قيمته مليار دولار بعد أكثر من عام على تعليقها. زادت الشركة المنتجة للنفط التي تتخذ في أوكلاهوما سيتي مقراً لها، توزيعاتها بمقدار 36% أواخر الأسبوع الماضي. في الوقت نفسه، رفعت "دياموند-باك" الشركة المنقبة عن النفط في حوض بيرميان مكاسب المستثمرين السنوية 12.5% وخفضت الإنفاق الرأسمالي. كما أعلنت شركة "ماغنوليا للنفط والغاز" ( Magnolia Oil & Gas) عن أول توزيع أرباح تقوم به على الإطلاق.

حجب إمدادات

قال ترافيس ستيس الرئيس التنفيذي لشركة "دياموند-باك" خلال اجتماع مع المحللين عقد عبر الهاتف: "ما زالت إمدادات النفط محجوبة عن السوق عمداً" من "أوبك" وحلفائها. ومضى إلى القول: "ليس هناك داعٍ لنمو إنتاج النفط الصخري في الولايات المتحدة. لذلك سنواصل، استهداف إنتاج النفط بمستوى مستمر في المستقبل المنظور ".

روسيا تتوسع في إنتاج النفط الخام والمكثفات للمرة الأولى منذ 3 أشهر

كحال "بايونير"، كوفئت "كونتيننتال" و"دياموندباك" بمكاسب قوية في أسعار أسهمهما في تداول بورصة نيويورك. على النقيض، تعرضت شركة "كونوكو فيلبس" لضغوط من قبل بعض المحللين لعدم قيامها بما يكفي لتعزيز عوائد المساهمين.

سجلت أكبر شركة مستقلة للتنقيب عن النفط في الولايات المتحدة أرباحاً أفضل من المتوقع، وتحوز تسعة مليارات دولار من النقد ومكافئاته من أشباه النقد، لكنها اختارت في يونيو إعادة شراء الأسهم بدلاً من زيادة التوزيعات بشكل كبير.

من جانبه قال الرئيس التنفيذي لشركة "كونوكو" ريان لانس، إن الشركة "رائدة" في عائدات المساهمين، بعد أن تعهدت قبل بضعة أسابيع للمستثمرين، بإعادة 30% من التدفق النقدي، أو 6 مليارات دولار عن العام. وقال لانس يوم الثلاثاء: "شركات أخرى تعلن الآن فقط عن هذه البرامج، أو تعيد تفعيلها حالياً".

تعود أسعار الغاز المرتفعة هي الأخرى بالفائدة على هذا القطاع، الذي طالما اعتبر هذا الوقود منتجاً ثانوياً مكلفاً للنفط. فضل عديد المنتجين حرق الغاز بدل إنفاق الأموال على خطوط أنابيب لتسويقه. لكن الأسعار المرتفعة حولته الآن إلى سلعة أكبر قيمة.

قالت شركة "ماغنوليا" إنها توجه المزيد من الإنفاق "نحو حفر واستكمال بعض الآبار كثيرة الغاز" في منطقة إيغل فورد في جنوب تكساس.