لي شوفو ملياردير السيارات يدفع ثمن تمدُّد إمبراطوريته

الملياردير الصيني لي شوفو، رئيس مجلس إدارة مجموعة "زيجيانغ جيلي" القابضة
الملياردير الصيني لي شوفو، رئيس مجلس إدارة مجموعة "زيجيانغ جيلي" القابضة المصدر: بلومبرغ
Anjani Trivedi
Anjani Trivedi

Anjani Trivedi is a Bloomberg Opinion columnist covering industrial companies in Asia. She previously worked for the Wall Street Journal.

تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

اعتاد الملياردير الصيني لي شوفو خلط أجزاء إمبراطوريته مترامية الأطراف سعياً لأفضل قيمة، لكنَّ تدابيره الكبرى لم تعالج مشكلته الأم المتمثِّلة في تراكم الديون المتنامية.

تُقدِّم "زيجيانغ جيلي هولدنغ"، التي تسيطر على "جيلي أوتوموبيل هولدينغز" المدرجة في هونغ كونغ و"فولفو كار" السويدية، خطة جديدة كل بضعة أشهر لمختلف شركاتها التابعة. سواءً انطوت الخطة على إدراج في أسواق عامة، أو تسييل أصول، أو إنشاء علامات تجارية جديدة لتعزيز التقييمات، أو دمج أجزاء ووحدات مختلفة، يبدو الهدف في الغالب واحداً، ألا وهو نقل قيمة من مربع الى آخر، وتعظيم كفاءة جميع رأس المال العامل.

اعتاد معظم المستثمرين هذه المناورات، ولم يعد من الصعب معرفة دوافع لي شوفو. تتجه جوهرة تاجه "فولفو" في نهاية هذا العام إلى اكتتاب عام أولي قد يُقيِّمها بنحو 20 مليار دولار. كان هذا الرقم نقطة حساسة، بل وسقطت خطَّة إدراجها في عام 2018، لأنَّ لي شوفو والمستثمرين لم يتمكَّنوا من الاتفاق. لكن من الأفضل للمساهمين أن ينظروا إلى ما هو أبعد من تلك الجهود، وأن ينتبهوا إلى حركة التصليحات المستمرة، إذ ستؤثِّر هذه التحرُّكات على التوقُّعات في حال لم يسدد لي شوفو الديون على مستوى الشركة الأم.

نجم القطب

وافقت "فولفو" في يوليو أن تتولى مركز البحث والتطوير المملوك لها جزئياً، فضلاً عن عمليات التصنيع بـ "زيجيانغ جيلي" في الصين. جاء ذلك بعد أن تركت الشركتان خطَّة لدمج "جيلي أوتوموبيل"، و"فولفو"، التي كان يفترض أن تساعد في ترشيد الإنفاق الرأسمالي وتكاليف الإنتاج. إلا أنَّهما قامتا بعدها بإنشاء الوحدة الجديدة، "أوروباي" (Aurobay)، المملوكة شراكةً مع "زيجيانغ جيلي"، بهدف دمج عمليات محرِّك الاحتراق الداخلي، لتُصبح الشركة مورداً عالمياً لنظم محرِّكات ونقل حركة متكاملة.

قالت "فولفو" في الشهر ذاته، إنَّها تنوي زيادة حصَّتها في شركة السيارات الكهربائية ذات الأداء العالي "بولستار" (Polestar). وزادت قيمة الاستثمار فيها بعد أنْ أدى الاكتتاب الخاص إلى أثر تقييمي بنحو 2 مليار كرون سويدي (239 مليون دولار) لصالح "فولفو". كانت "بولستار" تجري محادثات للاكتتاب العام من خلال شركة "شيكات على بياض"، أو شركة استحواذ ذات أغراض خاصة، مما كان من شأنه تقييم الشركة مجمَّعة عند 25 مليار دولار، وفقاً لتقرير من بلومبرغ نيوز.

تجرَّدت "زيجيانغ غيلي" في يناير من ملكيتها في "بولستار"، وحوَّلتها إلى شركة فرعية مملوكة بالكامل لشركة "فولفو كارز تشاينا إنفيستمنت" (Volvo Cars China Investment).

غدق سويدي

العامل المشترك في كل ذلك هو الاعتماد على "فولفو"، وهي التي تدرُّ المال على "زيجيانغ جيلي". خلال السنوات التي مضت منذ اشترى لي شوفو صانع السيارات السويدي من شركة "فورد"، تمكَّن الملياردير من قلب مسار الشركة المُتعثِّرة، و توزِّع الآن أرباحاً على المساهمين الرئيسيين، وتُجري العديد من تعاملات الأطراف ذات الصلة مع الشركات التابعة والوحدات المرتبطة بشركة "جيلي". وزَّعت "فولفو" عبر وحدتها الصينية المشتركة حوالي 4.13 مليار كرون سويدي للشركة الأم في النصف الأول من العام علاوةً على 5.97 مليار كرون سويدي كجزء من أرباح خاصة. أصبحت "فولفو" العلامة التجارية الأقوى من ناحية تشغيلية مقارنة بشركة "جيلي" المحلية.

مع ذلك، قد تتعرَّض كل هذه القيمة للخطر جرَّاء تراكم ديون "زيجيانغ جيلي" لنحو 155 مليار يوان (23.9 مليار دولار) في نهاية 2020، ارتفاعاً من 126 مليار يوان قبل عام. حتى لو أنَّ "فولفو"، ووحدة "غيلي" المدرجة ليستا بهذا الحدّ من المديونية، فسيصعب إدارة مثل هذا القدر من الرافعة المالية على مستوى الشركة الأم، خاصة مع استمرار زيادة احتياجات الإنفاق، وصعوبة جمع رأس المال.

غَرم الدّين

أشارت وثيقة طرح سندات أخيراً إلى أنَّه "يُمكن أن يؤثِّر المستوى المرتفع نسبياً للمديونية والرافعة المالية للمجموعة على السيولة بشكل جوهري وسلبي"، مضيفةً أنَّ ذلك قد يتطلَّب زيادة التدفُّقات النقدية من العمليات تجاه سداد القروض، مخفضِّاً المتاح لصندوق رأس المال العامل. كما يُمكن أن يحدَّ عبء الديون المرتفع أيضاً من المرونة، وفقاً للوثيقة.

ترى "إس آند بي غلوبال رايتينغز" أنَّ لي شوفو غير قادر على خفض المديونية دون تمويل يأتي من ملكية في مختلف الشركات التابعة. كان من الممكن أن يُساعد إدراج وحدة "غيلي" في قائمة شركات الابتكار العلمي والتكنولوجي ببورصة "شانغهاي" الصينية في تراجع المديونية، لكنَّ ذلك فشل أيضاً. تبحث الشركة الآن في خيارات تمويل خارجي لوحدة السيارات الكهربائية حديثة الإنشاء، "زيكر إنتيليجينت تكنولوجي" (Zeekr Intelligent Technology).

بتحديد موعد أولي لطرح "فولفو" للاكتتاب العام نهاية العام، قد يجد لي شوفو أنَّه من المجدي تبسيط الأمور، إذ قد يقرِّبه سداد الدَّين في نهاية المطاف من التقييمات العالية التي يسعى إليها، كما سيكون المساهمون الآخرون أسعد لذلك.