اندماج أكبر مصنّعي أشباه الموصلات بالعالم يقترب من لحظته الأخيرة

وافقت شركة "غلوبال وافرز" (GlobalWafers) التايوانية على الاستحواذ على شركة "سيلترونيك" (Siltronic) الألمانية لصناعة رقائق السيليكون مقابل 3.75 مليار يورو (4.53 مليار دولار)، لتسجل بذلك صفقة أخرى في هذه السنة الاستثنائية لصناعة أشباه الموصلات العالمية.

وقالت الشركة في بيان لها يوم الأربعاء إن "غلوبال وافرز" ستدفع 125 يورو للسهم، في زيادة قيمتها 10% على سعر إغلاق سهم "سيلترونيك" يوم 27 نوفمبر، اليوم السابق للإعلان عن محادثات الاستحواذ. أفصحت الشركتان في وقت سابق أنهما تخوضان نقاشات فيما بينهما، ما دفع بأسعار أسهم الشركتين للارتفاع.

وذكرت"سيلترونيك" حينها، إن مجلسها التنفيذي يرى أن العرض جذاب ومناسب، وإن أضخم مساهميها، شركة و"اكر تشيمي" التي تملك 30.8% من الأسهم مستعدة لبيع حصتها.

فرصة لتطوير تكنولوجيا أشباه الموصلات المركبة

قالت رئيسة مجلس إدارة الشركة التايوانية وكبيرة المديرين التنفيذيين دوريس شو يوم الخميس إن "غلوبال وافرز" وعدت بعدم تسريح الموظفين أو إغلاق أي موقع تابع لـ"سيلترونيك" في ألمانيا قبل نهاية عام 2024. وأضافت أن الشركتين تمتلكان حالياً 20 معملاً في 10 دول.

وأوضحت تشو في مقابلة أجريت معها: "يمكن أن تساعد "سيلترونيك" على تعزيز قدرة "غلوبال وافرز" في مجال شبكات الجيل الخامس والطاقة وإنترنت الأشياء" وأضافت أن هذه الصفقة ستساعد شركتها أيضاً على تسريع تطوير تكنولوجيا أشباه الموصلات المركبة الأكثر تقدماً.

وأعلنت الشركتان أنهما تتوقعان استكمال الصفقة في النصف الثاني من عام 2021. وقالت تشو إن "غلوبال وافرز" واثقة من أن الصفقة ستجتاز المراجعة التي تقوم بها الجهات الناظمة.

قال ريتشارد شا، المحلل في "فوبون سيكيورتيز إنفيستمنت سريفسز" إن هذه الشركة ستصبح بعد الاندماج أضخم صانع رقائق سيليكون في العالم من حيث العائدات، مع حصة سوقية تتراوح ما بين 32% إلى 35%.

ستضع عملية الاستحواذ هذه نهاية لعملية تقديم وافرز لعروض شراء "واكر كيمي" والتي بدأت مع الإدراج العام لأسهم "سيلترونيك" في عام 2015. احتفظت شركة "واكر" حينها بغالبية أسهم "سيلترونيك"، ثم قامت بتخفيضها بشكل كبير وتسعى الآن إلى تصفيتها.

ستكون هذه الصفقة المقترحة الأضخم على الإطلاق بالنسبة لـ"غلوبال وافرز"، كما أنها واحدة من الأضخم في قطاع صناعة الرقاقات لهذا العام، مع تطلع الشركتين إلى الفترة ما بعد الوباء للعودة إلى المستوى الطبيعي للأعمال. كما سيضاف هذا العرض أيضاً إلى العدد المتنامي من صفقات أشباه الموصلات هذا العام والتي تسعى لتحطيم الرقم الأعلى المسجل في عمليات الاستحواذ على شركات صناعة الرقاقات في عام 2016، والبالغ 122 مليار دولار. كانت أضخم صفقة في عام 2016 من نصيب "سوفت بنك غروب" في عملية شراء شركة "آرم" بقيمة 32 مليار دولار.

تزداد شدة المنافسة في هذه الصناعة مع توجه شركات مثل "آبل"، التي كانت من العملاء في ما مضى، إلى تصميم رقائقها الخاصة وانتقال لاعبين أساسيين في هذا المجال مثل "إنفيديا غروب" إلى مجالات جديدة.

تعد "سيلترونيك"، التي يقع مقرها في ميونيخ، شركة تصنيع رائدة لرقائق السيليكون المستخدم في منتجات مثل الهواتف الذكية، الحواسب وشاشات أجهزة الملاحة والعرض الرقمية. حققت الشركة، التي تمتلك مواقع إنتاج ومكاتب في ألمانيا والولايات المتحدة وغيرها من الدول الصناعية المتقدمة، عائدات عالمية بحوالي 1.6 مليار دولار في عام 2019.

وأبلغت شركة "غلوبال وافرز"، التي تملك "سينو-أمريكان سيليكون برودكتس" حصة الأغلبية فيها، عن عائدات بلغت 58 مليار دولار تايواني جديد (2 مليار دولار) في عام 2019، ودخل تشغيلي وصل إلى 18 مليار دولار تايواني جديد. تراجعت أسهمها بنسبة 3.4% في التداولات الصباحية يوم الخميس ما قلّص مكاسبها لعام 2020 إلى 65%.

الجدير بالذكر أن "نامورا هولدينغ" عملت كمستشار لـ"غلوبال وافرز" في عملية الشراء؛ بينما عملت "كريدي سويس غروب" مع "سيلترونيك".