هل لدى سكارليت جوهانسون حجة في دعواها ضد "ديزني"؟

السؤال الأهم هو هل تجوز عرقلة متعاقد عن بلوغ هدف يخوله الحصول على مكافأة؟

سكارليت جوهانسون تودع تجمعاً انتخابياً بعد أن ألقت كلمة أمام المؤتمر الوطني الديمقراطي عام 2012.  الممثلة تقاضي شركة "ديزني" بدعوى أنها حرمتها فرصة الحصول على ربح من إيرادات لم تتحقق حين عرضت فيلمها عبر خدمة متاحة في المنازل عند طرحه في صالات العرض
سكارليت جوهانسون تودع تجمعاً انتخابياً بعد أن ألقت كلمة أمام المؤتمر الوطني الديمقراطي عام 2012. الممثلة تقاضي شركة "ديزني" بدعوى أنها حرمتها فرصة الحصول على ربح من إيرادات لم تتحقق حين عرضت فيلمها عبر خدمة متاحة في المنازل عند طرحه في صالات العرض المصدر: بلومبرغ
Stephen L. Carter
Stephen L. Carter

Stephen L. Carter is a Bloomberg Opinion columnist. He is a professor of law at Yale University and was a clerk to U.S. Supreme Court Justice Thurgood Marshall. His novels include “The Emperor of Ocean Park,” and his latest nonfiction book is “Invisible: The Forgotten Story of the Black Woman Lawyer Who Took Down America's Most Powerful Mobster.”

تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

ستخسر "ديزني" على الأرجح معركتها مع سكارليت جوهانسون في محكمة الرأي العام، لكن السؤال القانوني هام وله تداعيات على تعاملات تتعدى "مارفل سينيماتيك يونيفرس" والممثلة التي لعبت دور "الأرملة السوداء" لأكثر من عقد.

ادّعت جوهانسون أن شركة "والت ديزني" خرقت عقدها الشهر الماضي حين عرضت الفيلم الذي يحمل اسم تلك الشخصية في دور السينما وعبر خدمة "ديزني+" للمشاهدة عند الطلب في وقت واحد. تُجادل جوهانسون بأن تعويضها يعتمد في جزء كبير منه على أداء الفيلم في دور السينما، وأن وصوله إلى المنازل يحد من أرباحها المرجوة.

اختلط أمر الدعوى القضائية على المعجبين، لكن جوهرها الأساسي يبرز باستمرار، إذ غالباً ما ترهن التعويضات بحدث مستقبلي يوجبها ويسمى عادة "الزناد"، مثل تحقيق هدف مبيعات، أو إتمام صفقة، أو بيع عدد معين من الكتب. فهل يكون الطرف الذي يترتب عليه الدفع ملزماً بالسماح لهذا الحدث بالوقوع؟

لو اعتبرنا أن موظفة شريكة في مجال الوساطة العقارية كانت موعودة بمكافأة عند تحقيقها مبيعات سنوية بقيمة مليونيْ دولار، فهل يستطيع صاحب العمل تكليفها بوظيفة مكتبية تفادياً لدفع المكافأة عندما تحقق 1.5 مليون دولار؟ على الأرجح لا.

سوء النية

ربما سبق تَقبل مثل هذا السلوك، لكن معظم المحاكم راهناً ستقول إن الشركة تصرفت بسوء نية إن كان دافعها الوحيد منع الموظفة من بلوغ الحدث الذي يخولها الحصول على المكافأة .

فلنتخيل الآن لاعب كرة قدم محترف سيحصل على مكافأة قدرها مليونيْ دولار إن كان مدرجاً على جدول اللاعبين بفريقه في اليوم الأول من الدوري الوطني السنوي لكرة القدم الذي عادة ما يكون في مارس. وقام الفريق بإيقاف اللاعب في شهر فبراير لكي يتجّنب دفع المكافأة، لو قام اللاعب برفع دعوى أو تظلم فسيخسر.

"جونسون آند جونسون" تقود صفقة تاريخية بـ26 مليار دولار لإسقاط دعاوى الأفيون

إذاً ما الفرق بين هذه الحالات؟ ستقول المحكمة إن الشريكة والشركة العقارية وقّعا عقداً على افتراض مشترك يقضي بإتاحة الفرصة لها لمحاولة كسب المكافأة. يأتي سوء النية في انتهاك هذا الافتراض لتفادي دفع المكافأة. من ناحية أخرى، وقّع لاعب اتحاد كرة القدم الأمريكي عقده على خلفية مختلفة تماماً، حيث يعرف كلا الطرفين أن الفرق المحترفة تقوم بإيقاف اللاعبين بانتظام لكي تتجّنب دفع مكافآت الجداول، وهو أمر يبدو كممارسة مُسلّم بها في اتفاقيات التفاوض الجماعية، بالتالي فإن إيقاف اللاعب لمنعه من ربح المكافأة لا يخالف أي افتراض مبدئي.

معيار فضفاض

يعتبر منتقدو معيار "حسن النية" أنه فضفاض للغاية، ما يمنح القضاة سلطة تقديرية شبه مطلقة في إعادة صياغة الاتفاقات. رغم ذلك، يُطبق هذا المعيار بل وقوضيت استوديوهات الأفلام بنجاح غير مرة لاختراقه. على ما يبدو أن محاكم كاليفورنيا سمحت للدعاوى بالاستمرار حتى على ما يبدو أنه أرضية مجردة، كما في ادعاء أن الاستوديو لم يُقيِّم بإنصاف أفلاماً تسعى للحصول على صفقة تطوير.

الرجل الذي هزم "شل".. كيف ربح محام غير معروف دعوى تاريخية؟

ستعمل دعوى جوهانسون على تحديد خلفية الفرضية المشتركة للطرفين، كما في أمثلة الرياضي المحترف وشريكة المبيعات. تزعم جوهانسون في دعواها أن الطرفين فهما أن الوعد التعاقدي بأن فيلم "الأرملة السوداء" سيحظى "بإطلاق واسع في الصالات"، أي أنه "سيبقى حصرياً في دور السينما لما بين 90 و120 يوماً تقريباً". تؤكد الممثلة على أن هذا هو السائد في الصناعة وهو ما تتّبعه "مارفيل". حيث يكون الاستوديو قد انتهك الفرضية المشتركة بإطلاقه فيلم "الأرملة السوداء" عبر "ديزني+" في الوقت الذي أتيح بدور السينما أيضاً، وفقاً لهذه الحجة.

إيقاع الضرر بالإيعاز

فيما يخص جوهانسون، حسن النيّة يعني التفاوض على تسوية قبل تحويل عرض فيلم "الأرملة السوداء" ليكون في دور السينما وعبر الفيديو المنزلي في وقت واحد.

دفعت شركة "وورنر براذرز" 200 مليون دولار في صفقات مع نجوم كثر ترتبط تعويضاتهم بأداء أفلامهم في دور العرض، قبل أن تنقل جميع أفلام عام 2021 للعرض عبر منصتين، وفقاً للممثلة، التي قالت إن "ديزني" رفضت مناقشة الأمر.

مع ذلك، ثمة غرابة في دعوى جوهانسون، فهي لا تدّعي على "مارفل" بل تقاضي "ديزني"، مدعية أنها أوقعت الضرر عبر حث شركة تابعة على التصرف بسوء نية. لاحظ آخرون أن الادعاء بأن شركة ما تسبّبت في ارتكاب شركة تابعة خرقاً أمر غير معتاد، حيث تعامل الشركة وتوابعها ككيان واحد في الغالب. لكن معارك هوليوود تتخذ طرقاً فرعية تثير الاستغراب، وحين تعود المياه إلى مجاريها يعود الجميع للعمل سوياً.

بموجب قانون كاليفورنيا، يتحتم على جوهانسون كي تفوز بالدعوى تبيان أن "ديزني" كانت تنوي حث "مارفل" على التصرف بسوء نيّة. تحاول الدعوى تحقيق ذلك المطلب جزئياً من خلال المقاربة بأن مكافآت كبار المديرين التنفيذيين في "ديزني" تعتمد على تطويرهم أعمال "ديزني +"، ما يجعل هدفهم مناقضاً لهدفها.

درءاً للإصابة

وصف بيان صادر عن "ديزني" الدعوى القضائية بأنها "محزنة ومثيرة للقلق، خصوصاً بسبب تجاهلها القاسي للآثار العالمية المروّعة والممتدة لوباء كوفيد-19". إذا تبنى الاستوديو هذا الطرح كدفاع قانوني، يُمكننا أن نتوقّع أن تحاجج "ديزني" بأن دافعها للإطلاق المشترك لفيلم "الأرملة السوداء" كان حميداً تماماً، وأنها سعت لتجنيب أعداد كبيرة من محبي دور السينما المخاطرة بالتعرّض للعدوى بدل البقاء بأمان في منازلهم. حجّة ليست سيئة أيضاً، رغم أن الباحثين المعاصرين قد يجيبون بأنه ينبغي على المحكمة أن تقرر أياً من أطراف العقد يتعيّن عليه تحمّل مخاطر الوباء.

صناعة السينما العالمية تتطلع لإقامة "كان" رغم مخاوف "كورونا"

باختصار، لدى الجانبين حجة بالغة. إن كنتم ترغبون بالتكهن حول النتيجة إليكم هذا: ستسوى القضية بحلول الخريف في سبتمبر. لا تصب هكذا خلافات قانونية مطوّلة في خانة أحد في هذه الصناعة شديدة الحساسية تجاه صورتها. سواء عاد الازدهار إلى دور السينما أو بقيت خواءً بعد عام، لن يتذكر أحد حدوث هذا الخلاف.