"أبل" تضع برنامجاً في أجهزتها للإبلاغ عن الاستغلال الجنسي للأطفال

شركة أبل
شركة أبل بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

صرّحت شركة "أبل" بأنها ستطلق برنامجاً جديداً، في وقت لاحق من هذا العام، يحلل الصور المخزنة في حسابات "آي كلاود" لمستخدمي الشركة، لرصد الصور المُسيئة جنسياً للأطفال، لتقوم بالتبليغ عن الأمر للسلطات المختصة. وسرعان ما أثارت هذه الخطوة مخاوف المدافعين عن الخصوصية.

ثلاث ميزات جديدة

كجزء من الإجراءات الوقائية الجديدة التي تركز على الأطفال، أعلنت الشركة أيضاً عن ميزة جديدة لتحليل الصور المرسلة والمستقبلة للأطفال أو منهم، في تطبيق الرسائل التابع للشركة، لتحديد المسيئة منها. كما أعلنت "أبل" أيضاً عن ميزات جديدة في مساعدها الصوتي الرقمي "سيري"، تتيح التدخل عند بحث المستخدم عن مواد مسيئة ذات صلة. وقد استعرضت شركة التكنولوجيا العملاقة الواقع مقرها في كوبرتينو، كاليفورنيا، الميزات الثلاث الجديدة مؤخراً، وقالت إنه سيتم استخدمها في وقت لاحق في عام 2021.

قاعدة بيانات

في حال اكتشفت "أبل" صور مُسيئة للأطفال في حساب المستخدم، تتم مراجعة الحالات من قبل فريق بشري في الشركة، ثم يتم إبلاغ المركز الوطني للأطفال المفقودين والمستغلين، الذي يعمل مع وكالات إنفاذ القانون. كما صرحت "أبل" بأنه سيتم تحليل الصور على أجهزة "آيفون" و"آيباد"، الخاصة بالمستخدمين في الولايات المتحدة، قبل تحميلها سحابياً.

كذلك، أوضحت الشركة أنها ستكتشف الصور المسيئة، من خلال مقارنة الصور بقاعدة بيانات لحالات الإساءة الجنسية على الأطفال، مُقدمة من المركز الوطني للأطفال المفقودين والمستغلين (NCMEC). كما تستخدم الشركة تقنية تسمى "التطابق العصبي" (NeuralHash) لتحليل الصور وتحويلها إلى "مفتاح" أو مجموعة فريدة من الأرقام، ومن ثم تتم مقارنة هذا المفتاح، بقاعدة البيانات باستخدام التشفير. وقد أشارت شركة "أبل" إلى أن هذه العملية تضمن عدم تمكن الشركة من التعرف على الصور التي لا تتطابق مع قاعدة البيانات.


انتهاكات الخصوصية

في هذا الصدد، قالت مؤسسة "إلكترونيك فرونتير" إن شركة "أبل" تفتح باباً خلفياً لميزات الخصوصية التي تم الترويج لها بشكل كبير للمستخدمين، من خلال الأدوات الجديدة. وأضافت المؤسسة في منشور على موقعها الإلكتروني: "من المستحيل بناء نظام يحلل الصور من جهة بيانات العميل، يمكن استخدامه فقط للصور المسيئة جنسياً، المرسلة أو المستلمة من قبل الأطفال". وأضافت: "حتى الجهود حسنة النية لبناء مثل هذا النظام، سوف تكسر الوعود الرئيسية لتشفير الرسائل على برنامج الرسائل نفسه، وتفتح الباب أمام انتهاكات أوسع".

كما عبّر باحثون آخرون عن قلقهم أيضاً؛ حيث كتب ماثيو غرين، أستاذ التشفير في "جامعة جونز هوبكنز"، على "تويتر": "بغض النظر عن خطط "أبل" طويلة المدى، فإن الإشارة التي ترسلها واضحة جداً". مضيفاً "من وجهة نظر الشركة (المؤثرة جداً)، فإنه من الآمن إنشاء أنظمة تفحص هواتف المستخدمين، للبحث عن المحتويات المحظورة".

"أبل" تواجه تدقيقاً فرنسياً لضمان عدم انتهاك خصوصية مستخدمي "آيفون"

"أبل" تحذِّر من حلول صينية لتجاوز قواعد الخصوصية لمستخدمي هواتف "آيفون"

بيانات مُستغلة

فضلاً عن ذلك، قال النقاد إن هذه الخطوات لا تتماشى مع حملات "أبل" الإعلانية التي تقول بأن "ما يحدث على جهاز "آيفون" الخاص بك، يبقى على الـ"آيفون" الخاص بك". حيث كتب الصحفي دان غيلمور: "هذا ينقض ضمانات الخصوصية التي تقدمها الشركة بشكل كامل. وهي مجرد البداية لما ستطلبه الحكومات في كل مكان. حيث ستكون جميع بياناتكم هدفاً للاستغلال، وستكونون ساذجين في حال اعتقدتم خلاف ذلك".

من جانبها قالت شركة "أبل" إن معدل الخطأ في نظام كشف هذا هو "أقل من واحد لكل تريليون" سنوياً، وإنه يحمي خصوصية المستخدم. وأضافت الشركة في بيان: "لا تعرف "أبل" عن صور المستخدمين إلا إذا كان لديهم مجموعة من مواد الإساءة الجنسية للأطفال في حسابات "أي كلاود" الخاصة بهم؛ وحتى في هذه الحالات، لا تتعرف "أبل" إلا على الصور التي تطابق مواد الإساءة الجنسية على الأطفال".

كما قالت الشركة إن أي مستخدم يشعر أنه تم الإبلاغ عن حسابه عن طريق الخطأ، يمكنه تقديم استئناف. وبهدف الرد على مخاوف الخصوصية المتعلقة بالميزة، نشرت "أبل" تقرير يحوي معلومات تفصيلية توضح هذه التكنولوجيا، بالإضافة إلى تحليل طرف ثالث من عدة باحثين لهذه التقنية الجديدة.

مؤيدو التطبيق

أشاد جون كلارك، الرئيس والمدير التنفيذي للمركز الوطني للأطفال المفقودين والمستغلين، بشركة "أبل" بسبب هذه الميزات الجديدة. وقال كلارك في بيان قدمته شركة "أبل": "إن إجراءات السلامة الجديدة هذه يمكنها إنقاذ حياة الأطفال الذين يتم التغرير بهم عبر الإنترنت، ويتم تداول صورهم المروعة ضمن محتوى مسيء جنسياً للأطفال".

علاوةً على ذلك، فإن الميزة في برنامج الرسائل اختيارية، ويمكن للأهل اتاحتها على الأجهزة التي يستخدمها أطفالهم. حيث سيتحقق النظام من المواد المسيئة في الصور المستلمة، وتلك الجاهزة للإرسال من قبل الأطفال. وفي حال تلقى الطفل صورة ذات محتوى جنسي، فسيتم تشويشها وسيتعين على الطفل النقر فوق زر إضافي لعرضها. وفي حال قام الطفل بعرض الصورة، فسيتم إخطار أهله. وبالمثل، إذا حاول الطفل إرسال صورة مسيئة، فسيتم تحذيره وسيتلقى ذويه إشعاراً بذلك.

كافة أجهزة وتطبيقات الشركة

الجدير بالذكر أن "أبل"، قالت إن ميزة الرسائل تستخدم التحليل من طرف الجهاز فقط، ولا يمكن للشركة عرض محتويات الرسالة. وتنطبق هذه الميزة على خدمة رسائل "أي مسج"، من "أبل"، والتقنيات الأخرى مثل خدمة رسائل الوسائط المتعددة.

بالإضافة إلى ذلك، فإن الشركة بصدد طرح ميزتين مرتبطتين بـ"سيري"، والبحث في أجهزتها. حيث ستكون الأنظمة فيها قادرة على الرد على الأسئلة المتعلقة بالإبلاغ عن استغلال الأطفال والصور المسيئة، وتقديم معلومات حول كيفية تقديم التقارير والإبلاغ عن ذلك. في حين تحذر الميزة الثانية المستخدمين الذين يجرون عمليات بحث عن مواد مسيئة للأطفال. كما قالت الشركة إن ميزات الرسائل و"سيري" سيتم استخدامها في أجهزة "آيفون"، و"آيباد"، و"ماك"، و"ساعة أبل" التابعة للشركة.