شركات الطيران متفائلة بانفراجة في السفر لمسافات طويلة

توقعات بتعافي السفر الجوي لمسافات طويلة مع تخفيف قيود الدول على المسافرين مع انتشار اللقاح وتزايد الاتجاه نحو فكرة "التعايش مع كورونا"
توقعات بتعافي السفر الجوي لمسافات طويلة مع تخفيف قيود الدول على المسافرين مع انتشار اللقاح وتزايد الاتجاه نحو فكرة "التعايش مع كورونا" المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

بعد 18 شهراً من الكآبة التي خيمت على توقعات الرحلات الجوية لمسافات طويلة، بدأت شركات الطيران أخيراً في إبداء نبرة أكثر تفاؤلاً بشأن بعض أسواق السفر الأكثر ربحاً في العالم.

تثير إعادة الفتح الجزئي للطرق الرئيسية عبر شمال الأطلسي ومراكز النقل الحيوية في الشرق الأوسط التوقعات بأن الرحلات بين القارات في طريقها للتعافي من الركود المدمر، الناجم عن جائحة فيروس كورونا.

كانت شركة "لوفتهانزا" الألمانية هي الأحدث في توقع حدوث صعود كبير، وذلك وسط تخفيف قيود كوفيد- 19، وزيادة معدل التطعيم.

قالت شركة الطيران الألمانية الوطنية، أمس الخميس، إن أمريكا الشمالية قد تفتح بداية من أواخر الصيف، وستتبعها آسيا في نهاية العام.

وفي مؤتمر عبر الهاتف أعقب إعلان نتائج الربع الثاني، قال الرئيس التنفيذي، كارستن سبور، إنه يشعر بالتشجيع؛ بسبب المستويات العالية من الاهتمام بالأماكن التي يُسمح فيها بالسفر.

قال سبور: "بينما ننتظر إعادة فتح المنطقة الموجودة عبر دول المحيط الأطلسي أمام الأوروبيين، تُظهر نقطة البيع الأمريكية طلباً مرتفعاً للغاية، مما يؤدي إلى انتعاش أعمالنا في الرحلات لمسافات طويلة".

وأشار إلى تسارعٍ ملحوظ في الطرق المؤدية إلى أفريقيا وأمريكا الوسطى والجنوبية، بالإضافة إلى التقدم في مكافحة الوباء في آسيا. وأضاف: "محادثاتنا الثنائية مع الحكومات تسير بشكل جيد، وحتى الهند تسير بشكل جيد."

في تطور إيجابي للسفر لمسافات طويلة، أعلنت المملكة المتحدة، يوم الأربعاء الماضي، عن مزيد من التخفيف للقيود الحدودية. وانتقلت الهند والإمارات العربية المتحدة وقطر إلى حالة الخطر المتوسط ​​من عالية الخطورة، مما يعني أن الوافدين لن يحتاجوا بعد الآن إلى الخضوع للحجر الصحي في الفنادق.

تعد الهند، التي تتمتع بعلاقات عميقة مع المملكة المتحدة، محركاً رئيسياً للرحلات الدولية، بينما تُعدّ مناطق الخليج موطناً لشركات النقل الكبرى، بما في ذلك شركة طيران الإمارات في دبي، التي حصلت على لقب أكبر شركة طيران للمسافات الطويلة حول العالم، قبل تفشي فيروس كورونا.

قالت شركة طيران الإمارات إن الاهتمام بالسفر ارتفع بين عشية وضحاها، بينما قالت شركة الخطوط الجوية القطرية المنافسة لها إنها تتوقع زيادة في الحجوزات خلال الأيام المقبلة.

أوضح ستيفن زات، المدير المالي لشركة "أير فرانس – كيه أل إم"، الأسبوع الماضي، أن مبيعات التذاكر كانت "رائعة" في الربع الثاني، في حين أن عوامل الحمولة تعمل بنسبة 60٪ على خطوط شمال الأطلسي، بعد أن فتح الاتحاد الأوروبي أبوابه أمام الزوار الأمريكيين. وتضيف المجموعة المزيد من مسارات المسافات الطويلة خلال فصل الشتاء، بما في ذلك الخدمات من باريس إلى تنزانيا وسريلانكا وسلطنة عمان.

رغم أن شركات الطيران تتفق على أن الاتجاهات تسير في الاتجاه الصحيح، إلا أن وتيرة التعافي لا تزال غير واضحة.

فعلى عكس "لوفتهانزا" و"أير فرانس - كيه أل إم"، تضع شركة "آي إيه جي" المالكة للخطوط الجوية البريطانية حداً للسعة المتاحة، بينما قالت "رولز- رويس هولدينغز"، التي تعمل محركاتها في طائرات المسافات الطويلة، اليوم الجمعة، إن تحقيق هدف التدفق النقدي لعام 2022 قد يتأخر، بسبب فشل عدد ساعات الطيران في الانتعاش بسرعة كافية.

قال وارن إيست، الرئيس التنفيذي لشركة "رولز – رويس" في مكالمة إعلامية: "إن المعدل الدقيق وتوقيت العودة خارج عن سيطرتنا". وأضاف: "نحن نعلم أن الطلب الأساسي موجود، والأمر يتوقف على موعد وضع الحكومات مخططات حماية السكان، مع السماح بالسفر الدولي كذلك".

سلالة "دلتا"

كان التحدي الأكبر هو ظهور سلالات كوفيد الجديدة، جنباً إلى جنب مع وجود خليط غير متناسق من القواعد المتغيرة، في الوقت الذي تحاول فيه الحكومات وقف انتشار تلك السلالات.

أدى ذلك إلى إرباك الركاب، وتعطيل الرحلات في بعض الأحيان، أو تركهم يقاتلون من أجل استرداد الأموال في الرحلات الملغاة.

وجعلت حالة عدم اليقين من الصعب على شركات الطيران والمسافرين على حد سواء الاعتماد على التطورات الإيجابية كشيء مستدام.

على سبيل المثال، فرضت الصين قيوداً جديدة في محاولة لإبطاء تفشي المرض الذي تسبب فيه متحور دلتا، وأصاب أكثر من 500 حالة منتشرة في نصف البلاد.

وهناك -كما هو الحال في العديد من الدول الآسيوية- تمسكت الحكومة بتطبيق قواعد احتواء صارمة.

مع ذلك، هناك بعض الأدلة على أن الحكومات بدأت تتحد حول مبدأ مشترك، وهو السماح للأشخاص الذين تم تلقيحهم بشكل كامل بالدخول.

أيضاً، حقق الاتحاد الأوروبي مكاسب سفر سريعة خلال فصل الصيف عبر تطبيق نظام طلب جواز سفر اللقاح، مع إعطاء الجرعات بشكل سريع.

وتستعد فرنسا لتوسيع هذا المطلب ليشمل جميع رحلات الطيران والقطارات عالية السرعة، بعد أن قالت "أير فرانس – كيه أل إم" الأسبوع الماضي إن التجارة عبر المحيط الأطلسي قد انتعشت، مع عوامل تحميل تبلغ حوالي 60٪.

هذا الأسبوع، قالت هونغ كونغ إنها ستسمح بدخول السائحين الذين تم تطعيمهم من جميع الأماكن في العالم -باستثناء 10 أماكن- اعتباراً من يوم الاثنين المقبل، مما يخفف بشكل كبير من بعض القيود الحدودية الأكثر تشدداً، مقارنة بأي مكان آخر.

وسيتمكن الزوار من الدول متوسطة الخطورة بما في ذلك الولايات المتحدة من الدخول لأول مرة للبلاد منذ بداية الوباء -رغم أن ذلك مشروطٌ بالإقامة في فندق الحجر الصحي- بينما يمكن للمقيمين في هونغ كونغ من أماكن مثل المملكة المتحدة والهند العودة إلى ديارهم.

التعايش مع كوفيد

قال وزير النقل البريطاني، غرانت شابس لراديو بي بي سي، إنه مثلما أصبح الفيروس جزءاً من الحياة اليومية، سيكون التحدي هو "تعلم التعايش معه مع السفر الدولي أيضاً"، مضيفاً أن التطعيم الكامل سيصبح على الأرجح شرطاً لدخول البلدان في المستقبل.

حتى الولايات المتحدة، التي حظرت معظم الزوار الأوروبيين منذ العام الماضي عندما انتشرت الموجة الأولى من الفيروس في جميع أنحاء المنطقة، تبدو أكثر انفتاحاً على تخفيف القيود.

أوضح جيف زينتس، منسق الاستجابة لفيروس كوفيد- 19 في البيت الأبيض، يوم الخميس الماضي، أن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن قد تضع نظاماً يطالب الأجانب بالتطعيم الكامل قبل دخول البلاد، وهي خطوة ستحل في النهاية محل الحظر المفروض على البلاد، والذي بدأه الرئيس السابق دونالد ترامب.

وقال وزير النقل الفرنسي جان بابتيست دغباري لراديو فرانس إنفو: "يبدو أن هناك طريق ينفتح". مضيفاً: "هذا تطور سعيد وسنواصل العمل مع نظرائنا الأمريكيين حتى يصبح واقعاً ملموساً".

يأتي التفاؤل المتزايد بشأن السفر لمسافات طويلة وسط انطلاق الرحلات الأقصر طولاً بالفعل على طريق الانتعاش، وذلك بعد التخفيف السابق لقيود السفر المحلية والإقليمية.

ختاماً، صرحت "رايان إير هولدينغز"، أكبر شركة طيران منخفضة التكلفة في أوروبا، شهر يوليو الماضي، إنها ستضخ المزيد من المقاعد في السوق مع زيادة الحجوزات، في حين تهدف منافستها "ويز إير هولدينغز" إلى إعادة طاقتها التشغيلية لمستويات ما قبل كوفيد هذا الشهر، لتصبح واحدة من أولى المشغلين الرئيسيين في القيام بذلك.