أرامكو عكس التيار.. الاستثمار بالإنتاج قبل توزيع الأرباح

موظف يقف أمام خزان نفط لشركة أرامكو في مصفاة رأس تنورة السعودية
موظف يقف أمام خزان نفط لشركة أرامكو في مصفاة رأس تنورة السعودية المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

تُخالف "أرامكو" السعودية الاتجاه بين شركات البترول الكبرى، من خلال إنفاقها المكاسب غير المتوقعة نتيجة ارتفاع أسعار النفط هذا العام، على تعزيز قدراتها الإنتاجية بدلاً من زيادة توزيعات الأرباح على المساهمين.

رغم حفاظ "أرامكو" على توزيعات أرباحها السنوية الهائلة والبالغة 75 مليار دولار - وهي الأعلى في العالم وأغلبها يذهب إلى الحكومة - فإنها حتى الآن تقاوم المسار الذي يتبناه عمالقة القطاع ويتمثل بتوزيع المزيد من الأرباح على المستثمرين.

خلال الأسبوعين الماضيين، أعلنت شركات مثل "بريتيش بتروليوم" (BP) و"شيفرون" (Chevron) و"رويال داتش شل" (Royal Dutch Shell) أنها ستزيد عمليات إعادة شراء الأسهم وتوزيعات الأرباح، مؤكدةً بذلك على ثقتها بأن الأسوأ بما يتعلق بأزمة كورونا قد انتهى. ويدعم الارتفاع في أسعار السلع، حيث قفز الخام بنسبة 40% العام الحالي، صافي أرباحها، في الوقت الذي تخفض فيه معظمها الإنفاق على الاستكشاف والإنتاج الجديد.

أمّا الوضع بالنسبة لـ"أرامكو" فمختلف، إذ حافظت الشركة، الواقعة في الظهران شرق السعودية، على توزيعات أرباحها العام الماضي كما هي، رغم انهيار أسعار البترول، لا بل إنها اضطرت لبيع سندات للوفاء بالتزاماتها تجاه المساهمين.

لكن، رغم التحول الصعودي في أسعار البترول، تبدو توزيعات أرباح العملاق السعودي في الوقت الراهن أقلّ جاذبية نسبةً إلى المنافسات الرئيسيات، حيث أشارت "أرامكو" إلى توزيعات أرباح عند حوالي 4% من سعر السهم، بينما ستدفع "بي بي" و"شيفرون" و"إكسون موبيل" ما يفوق 5%.

في هذا الإطار، أفصح زياد المرشد، نائب رئيس "أرامكو" للمالية والاستراتيجية، للصحفيين اليوم الأحد عندما أعلنت الشركة عن صافي أرباح بقيمة 25.5 مليار دولار للربع الثاني من العام: "سنقدم إخطاراً في وقتٍ لاحق من عام 2021 عمّا إذا كنا سنلتزم بتوزيعات الأرباح القائمة أو نقوم بخلاف ذلك".

علماً أن التدفقات النقدية الحرة لدى "أرامكو" ارتفعت إلى 22.6 مليار دولار، مُتجاوزةً للمرّة الأولى منذ جائحة كورونا توزيعات الأرباح الفصلية للشركة البالغة 18.8 مليار دولار.

يوضح المرشد قائلاً: "لدينا ترتيب هرمي واضح لوضعنا النقدي.. بدءاً من مواصلة الإنفاق الرأسمالي، ثم الانتقال لدفع توزيعات الأرباح العادية".

عليه، يأتي دفع المزيد من الأموال إلى المساهمين في آخر قائمة الأولويات، وكذلك الأمر بالنسبة لخفض الدين الذي لا يزال فوق المستوى الذي تستهدفه الشركة.

تعزيز الإنتاج

رغم تعهد بعض الشركات الغربية بخفض الاستكشافات الجديدة كجزء من مبادرة خفض انبعاثات الكربون، كلّفت الحكومة السعودية "أرامكو" بضخ المزيد من البترول.

لتحقيق هذا الهدف، من المتوقع أن تبلغ النفقات الرأسمالية للشركة خلال العام الحالي 35 مليار دولار. جزء منها سيتم توجيهه لزيادة القدرة الإنتاجية إلى 13 مليون برميل يومياً من 12 مليون برميل حالياً.

ويرى أمين ناصر، الرئيس التنفيذي لشركة "أرامكو"، أن "هناك علامات جيدة على التعافي العالمي لناحية الطلب على الطاقة. وفي ظل الاستثمارات الأقل التي نشهدها من المُنتجين الآخرين عالمياً، فإن ذلك يخلق فرصة لنا".