بالرغم من نتائج مالية إيجابية.. أسهم شركات "اس آند بي 500" بالكاد تتزحزح

استقبل المستثمرون موسم أرباح ممتاز للشركات الأمريكية في الربع الثاني، ولكن بكسل.

تجاوزت نتائج أعمال شريحة كبيرة من شركات "ستاندرد أند بورز 500" تقديرات أرباح "وول ستريت"، لكنَّ أسعار أسهمها بالكاد تزحزحت. إنَّه الربع الثاني على التوالي الذي يشهد استجابة باهتة من المستثمرين لنتائج الأعمال، مما يغذي فكرة أنَّه من المقرر أن تتراجع الأسهم الأمريكية بعد ارتفاعها بنسبة 18% هذا العام.

ذروة النمو تضع مكاسب "ستاندرد آند بورز 500" على المحك

تأتي هذه الاستجابة الفاترة في الوقت الذي تتزايد فيه حالات الإصابة بسلالة "دلتا" المتحوِّلة، كما تقلِّص بنوك "وول ستريت" خطط العودة إلى المكاتب. وتعثَّرت الارتفاعات الأخيرة في أسهم "أمازون"، وأسهم التكنولوجيا الضخمة الأخرى التي تقود عادةً مكاسب المؤشر القياسي.

أداء باهت

وقالت جيل كاري هول، محللة الأسهم في "بنك أوف أمريكا"، في مقابلة مع تلفزيون بلومبرغ يوم الجمعة: "يشير موسم الأرباح إلى أنَّ الكثير من الأخبار الجيدة قد تمَّ تسعيرها بالفعل. وحتى الشركات التي تفوَّقت لا تتفوَّق كثيراً في الأداء".

في معظم نتائج أعمال الشركات المدرجة بمؤشر "ستاندرد آند بورز 500"، تجاوزت 85% من الشركات تقديرات الأرباح، وفقاً للبيانات التي جمعتها بلومبرغ. وفي المتوسط، ارتفعت أسهمهم بنسبة 0.2% في اليوم التالي للأرباح. وهذا يعكس سلوك الأسهم نفسه عندما تمَّ الإعلان عن نتائج أعمال الربع الأول، فقد تراجعت الأسهم بمتوسط 0.1% عقب الإعلان عن نتائج الأعمال الجيدة.

بعد الأداء القياسي لـ"ستاندرد آند بورز 500".. رهانات الهبوط تتزايد

تغاضى المستثمرون حتى الآن عن المخاوف التي تلوح في الأفق، إذ صعد مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" إلى قمم جديدة. و برغم التقييمات المرتفعة تاريخياً، واحتمال تضخم الأسعار لفترات طويلة، وتقليص التحفيز النقدي، وتصاعد معدلات الإصابة بكوفيد 19؛ كان التركيز على استمرار تحقيق الشركات لأرباح أكبر، وأسعار فائدة منخفضة.

ما يزال "غولدمان ساكس" متفائلاً بشأن الاتجاه الصعودي للأسهم الأمريكية. وبالاعتماد على هذين العاملين، رفع البنك الأسبوع الماضي مستهدفَ نهاية العام لمؤشر "ستاندرد آند بورز 500". توقَّع الخبراء الاستراتيجيون بقيادة ديفيد كوستين أن ينهي المؤشر عام 2021 عند 4,700 نقطة، مما يعني صعوداً بنسبة 6% تقريباً عن سعر إغلاق يوم الجمعة، وارتفاعاً من التقدير السابق البالغ 4,300.

“تسلا" تحبط وول ستريت بأول نتائج أعمال كشركة من الفئة الممتازة

كتب المحللون الاستراتيجيون في مذكرة بحثية: "بالنسبة إلى الإجماع، نتوقَّع نموَّاً أقوى للإيرادات، والمزيد من التوسُّع في هامش الربح قبل الضرائب، إذ تدير الشركات التكاليف بنجاح، وبالنظر إلى حصول شركات التكنولوجيا، ذات الهامش المرتفع، على حصة أكبر من المؤشر".

تباطؤ الشركات العملاقة

كان تفاعل أسهم شركات التكنولوجيا (يمثِّل أكبر 5 منها حوالي خمس وزن مؤشر "ستاندرد آند بورز 500") بعد الإعلان عن نتائج الأعمال ضعيفاً بشكل خاص. كما أنَّ 94% من شركات التكنولوجيا التي أعلنت عن نتائج أعمالها تفوَّقت على تقديرات الأرباح، ومع ذلك انخفضت أسهمها بمعدل 0.6% في اليوم التالي، وفقاً للبيانات التي جمعتها بلومبرغ.

قالت جينا مارتن آدامز، كبيرة استراتيجيي الأسهم في "بلومبرغ انتيليجنس": "عندما تكون التقييمات مرتفعة للغاية، فيجب فعلاً زيادة الأرباح. ارتفعت أرباح شركات التكنولوجيا بالفعل، لكنَّ المشكلة التي يواجهونها هي نفسها التي يواجهها الجميع".

تفوَّق أداء مؤشر "ناسداك 100" لشركات التقنية، على مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" في طريقه إلى موسم الأرباح، في ظلِّ استعداد المستثمرين مسبقاً لتباطؤ النمو في القطاعات الأكثر تقلُّباً، مثل القطاعات المالية والصناعية، وراهنوا على أنَّ شركات التكنولوجيا يمكنها أن تستمر في توسيع مبيعاتها بالقدر نفسه. ساعدت بعض التوقُّعات المخيِّبة للآمال من مجموعة الشركات العملاقة على تهدئة هذا الاتجاه بعد أن حذَّرت شركات مثل "أبل" من أنَّ النمو مهيأ للتباطؤ.

اقرأ المزيد: "أبل" تحذر من تباطؤ النمو بعد مبيعاتها القياسية

إنَّ الاستجابة الباهتة لنتائج الأعمال لاتسبب القلق بالنسبة إلى ديفيد دونابديان، كبير مسؤولي الاستثمار في "سي آي بي سي برايفت ويلث" (CIBC Private Wealth) الذي يرى أنَّه ما يزال بإمكان الأسهم إنهاء العام عند مستويات أعلى من المستويات الحالية، ولكن مع قيادة القطاعات الدورية للتوسع الاقتصادي.

وقال في مقابلة معه: "سينمو الاقتصاد أعلى من المتوسط، ليس فقط حتى نهاية هذا العام، ولكن حتى نهاية عام 2022 أيضاً. سترى أداءً جيداً للغاية من بعض هذه الأسهم الدورية".