كيف سيتعامل بايدن مع مخلفات الحرب التجارية؟

صادرات الفول الصويا من الولايات المتحدة تأثَّرت بشدة خلال مراحل الحرب التجارية مع الصين
صادرات الفول الصويا من الولايات المتحدة تأثَّرت بشدة خلال مراحل الحرب التجارية مع الصين المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

قد يتعيَّن على تجار السلع، الذين يعولون على الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن إلغاء التعريفات الجمركيَّة على واردات بقيمة 370 مليار دولار من الصين، الانتظار لفترة أطول قليلاً، إذ قال بايدن بالفعل إنَّه لن يلغي الرسوم على الواردات من الصين، على الفور، ويحذِّر خبراء حالياً أنَّه من المرجَّح أن يركِّز على القضايا المحلية.

ومع توليه مهام منصبه يدخل بايدين في مواجهة أزمة فيروس كورونا، ودعم الاقتصاد بعد أن فقد الملايين وظائفهم بسبب إغلاق الشركات نتيجة الوباء.

وأثَّرت الحرب التجارية التي شنتها إدارة ترمب مع الصين على مدار عامين بشدة على الأسواق الزراعية، مع توقُّف صادرات فول الصويا إلى أكبر مستورد في العالم تقريباً في بعض المراحل التي مرَّت بها الحرب التجارية.

وفي حين أنَّ المرحلة الأولى من الاتفاق التجاري التي جرى توقيعها في وقت سابق من العام الجاري أعادت بعض الاستقرار إلى الأسواق مع ازدهار مشتريات المحاصيل، إلَّا أنَّ التعريفات الجمركية لا تزال سارية، والعلاقة بين الولايات المتحدة والصين لا تزال متقلِّبة.


وقال فيل كارستينغ، الذي لعب دوراً بارزاً بأن تولي حملة بايدن اهتماماً بشأن القضايا الزراعية، في مؤتمر بمقرِّ الرابطة الوطنية للحبوب والأعلاف يوم الخميس :" يسألني الناس، لا محالة، عن بعض الاختلاف فيما ستكون عليه الخطوط العريضة في نهج بايدن هاريس، ولكن على المدى القريب، أودُّ أن أقول كوفيد- كوفيد- كوفيد". وأضاف " "لقد أوضح بايدن أنَّه يتعيَّن علينا أولاً القيام ببعض الأمور لإنعاش اقتصادنا في الداخل".

وكان تجار الزراعة والمعادن يراقبون عن كثب تحركات بايدن للتعرُّف على خطط الرئيس المنتخب، ليس فيما يتعلق بالصين فقط، ولكن حول التعريفات الجمركية على الصلب والألمنيوم أيضاً، التي هزَّت العلاقات مع الشركاء التجاريين الآخرين للولايات المتحدة بما في ذلك كندا، والاتحاد الأوروبي، والمكسيك.


امتيازات إضافية

من المحتمل أن يسعى بايدن إلى الحصول على نوع من الامتيازات الإضافية من الصين قبل إزالة التعريفات الجمركية أو تخفيضها، كما قال جيفري جريش، نائب الممثِّل التجاري الأمريكي السابق، في المؤتمر الافتراضي الذي عقدته الرابطة الوطنية للحبوب والأعلاف خلال الأسبوع الجاري.

وأضاف جريش، الذي ساعد في التفاوض حول المرحلة الأولى من الاتفاق التجاري قبل مغادرة مكتب الممثل التجاري للولايات المتحدة في وقت سابق من العام الجاري، أنَّ التنازلات الإضافية التي من المحتمل أن يحصل عليها بايدن من الصين يمكن أن تشمل التدخلات السيبرانية، وضوابط الشركات الحكومية، والدعم الحكومي لها.

وقال: "لقد تغيَّر النموذج في العلاقة مع الصين على مدى السنوات القليلة الماضية، وليست هناك عودة إلى الوراء في هذه المرحلة .. نحن بلا شك بلد منقسم بشدة، لكن الأمر الوحيد الذي يبدو أنَّ الجميع يتفق عليه، الجمهوريون والديمقراطيون على حدٍّ سواء، هو الحاجة إلى تبني الصرامة مع الصين".

وقال كارستينغ، إنَّ أزمة فيروس كورونا سلَّطت الضوء على القضايا الريفيَّة الرئيسية بما في ذلك النظام الصحي المتوتِّر، ونقص الوصول إلى النطاق العريض، وهو أمر ليس مهماً فقط للتعلُّم عن بعد والرعاية الصحية عن بُعد، ولكنه مهمٌّ أيضاً لتنفيذ أدوات الزراعة الدقيقة.

كما سلَّط الوباء الضوء على هشاشة النظام الغذائي، إذ يواجه المستهلكون نقصاً في السلع الغذائية بالمتاجر، كما يعاني الملايين من الجوع.

وقال: "رأى المواطنون الأمريكيون المنتجين يقومون بتصرفات مؤلمة للغاية في الأيام الأولى لتفشي الوباء: التخلص من الحليب، وإخلاء السكان".

وتابع " في الوقت نفسه، شاهد المواطنون الأمريكيين يصطفون بأرقام قياسية في بنوك الطعام، إذ سيؤدي تجمع هذه الأمور إلى الكثير من البحث عن الذات".

العلاقات مع الحلفاء

وعلى عكس ترمب، من المرجَّح أن يحاول بايدن التعامل مع الصين، بالإضافة إلى العلاقات التجارية الشاملة بشكل متعدد الأطراف.

وقال كارستينغ، إنَّ هذه الأمور قد تستغرق وقتاً، وتتطلَّب من الولايات المتحدة إصلاح علاقتها مع العديد من حلفائها.

لكنَّ جريش يحذِّر من أنَّ جمع الحلفاء أمر يسهل قوله، ويصعب فعله.

وقال جريش، إنَّ العديد من الدول الآسيوية تعتمد على التجارة مع الصين، وقد

لا ترغب في "تغيير الوضع" ، في حين أنَّ الاتحاد الأوروبي المؤلَّف من 27 دولة، له مصالح مختلفة.

فإيطاليا، على سبيل المثال، وقَّعت على مبادرة الحزام والطريق، التي ساعدت الصين على التنويع بعيداً عن اعتمادها على الولايات المتحدة.

وقال جريش : "المشكلة هي أنَّ العديد من حلفائنا لديهم مصالح مختلفة عنَّا عندما يتعلق الأمر بالصين .. لا ينبغي أن نتوقَّع أي تغيير بداية إدارة بايدن".