السفر الجوي في الصين يسجل أكبر تراجع منذ ظهور الوباء

يقدم المسافرون رموزهم الصحية للفحص في مطار هونغكياو الدولي في شنغهاي، الصين
يقدم المسافرون رموزهم الصحية للفحص في مطار هونغكياو الدولي في شنغهاي، الصين المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

تراجعت الطاقة الاستيعابية لشركات الطيران في الصين بأكبر قدر منذ ظهور وباء كوفيد-19 بعد تفعيل قيود جديدة على التنقل نتيجة ازدياد حالات الإصابة بسلالة دلتا المتحولة.

هبط عدد المقاعد التي توفرها شركات الطيران 32% في أسبوع واحد، ما سرّع تراجعا بدأ في الدولة في نهاية يوليو، وفقا لبيانات شركة أبحاث الطيران "أو إيه جي" (OAG). أدت العثرة الصينية إلى تراجع السعة العالمية بنسبة 6.5% للأسبوع، فيما يركد التعافي في أوروبا وأمريكا الشمالية.

شركات الطيران متفائلة بانفراجة في السفر لمسافات طويلة

وجه الارتفاع في حالات الإصابة في الصين لطمة لقطاع السياحة على البر الرئيسي خلال ذروة موسم العطلات الصيفية. تصارع الصين أوسع تفشٍ فيها منذ ظهور الوباء لأول مرة في مدينة ووهان أواخر 2019، بعد تخطيها الولايات المتحدة خلال إحدى مراحل الأزمة كأكبر سوق طيران في العالم.

تعطيل ومغالبة

بعد أن ظهرت في الهند، انتشرت سلالة دلتا المتحولة في بريطانيا وعطلت خططها لإعادة فتح الاقتصاد، والآن تضع التعافي الاقتصادي في الولايات المتحدة وأوروبا في خطر، وتواصل الدول الآسيوية الأخرى، مثل تايلاند وفيتنام، مغالبة تفشي الوباء.

تبلغ الطاقة الاستيعابية لصناعة النقل الجوي عالميا 64% مقارنة بمستويات ما قبل الوباء بعد تراجع بنسبة 4% مقابل مستويات 2019 في أسبوع واحد، ولم تتغير السعة كثيرا في الولايات المتحدة، وكذلك في أوروبا، بعد المكاسب السريعة في يونيو ويوليو.

تعثر تعافي السفر الجوي في الصين مع عودة شركات الطيران لإلغاء الرحلات

رغم إعادة الفتح الجزئي مع أوروبا، استقرت السعة في الولايات المتحدة خلال الشهرين الماضيين تقريباً، فيما تكافح شركات الطيران لإعادة بناء طاقتها الاستيعابية بعد انحسار شديد في بداية الوباء. أثارت شركة الطيران منخفض التكلفة "فرونتير إيرلاينز" (Frontier Airlines) الأسبوع الماضي مخاوف جديدة عندما نسبت ضعف حجوزاتها لسلالة دلتا.

تدابير الاحتواء

قد يقيد السفر عبر الأطلنطي أكثر. يدرس الاتحاد الأوروبي إعادة تطبيق قيود السفر على الزائرين من الولايات المتحدة الأسبوع المقبل، مع ارتفاع الإصابات بفيروس كورونا مجدداً، حسبما ذكرت "بلومبرغ نيوز" يوم الجمعة.

انتشر أحدث تفشٍ في الصين، والذي بدأ في مدينة نانجينغ الشرقية، عبر أكثر من نصف أقاليم الدولة وفرض قيودا أكثر صرامة على الحركة، وتقف السعة حالياً في الدولة عند أدنى مستوى مقارنة بـ 2019 في الأسبوع المنتهي 8 فبراير، عندما كانت الصين تصارع ارتفاع الحالات في بداية عطلة العام القمري الجديد.

عاد السفر الجوي سريعاً بعد هذه الكبوة، وتوقع مسؤولو صحة صينيون السيطرة على التفشي الحالي خلال أسبوعين أو ثلاثة أسابيع إذا طبقت تدابير الاحتواء بالكامل.

رغم أن أغلب الشعب هائل العدد تلقى اللقاح، قال مسؤول صحي سابق، يعمل مستشاراً لرابطة اقتصاديات الصحة الصينية، في مقال إن الدولة ستطبق ضوابط صارمة على حدودها لمنع كوفيد-19 من اكتساب موطئ قدم، وستواصل محاولة القضاء على الفيروس بدلا من "تعلم التعايش" معه.

أصدرت شركة مطار العاصمة بكين الدولي، المدرجة في هونج كونج، تحذيرا بشأن الأرباح الأسبوع الماضي، متوقعة أن تتسع خسارتها الصافية إلى 860 مليون يوان (133 مليون دولار) في الأشهر الستة حتى يونيو، بسبب تأثير الوباء على معدل نقل الركاب.