الملياردير الياباني "ماياسوشي سون" يثير الجدل مجدداً باستثماراته الشخصية

ماسايوشي سون  مؤسس "سوفت بنك"
ماسايوشي سون مؤسس "سوفت بنك" المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

قال ماسایوشي سون، إنه سيشرع في استثمارات شخصية إلى جانب صندوق "رؤية" التابع لـ"سوفت بنك غروب" وهي خطوة مثيرة للجدل قد تؤدي إلى تعارض في المصالح، إذ تدعم شركته شركات التكنولوجيا الناشئة.

وكشف الملياردير الياباني عن هذه الخطوة مع الإعلان عن أرباح شركته، موضحاً أنه سيبدأ الاستثمار المشترك في صندوق "رؤية 2"، وهي أداة استثمارية كانت "سوفت بنك" هي مُصدرها الوحيد لرأس المال، ويمكن أن يستثمر سون ما يصل إلى 2.6 مليار دولار وسيمتلك 17.25% من حقوق الملكية، وسيكون لديه ترتيب مماثل مع صندوق "سوفت بنك" في أمريكا اللاتينية.

تضارب مصالح

عادة يميل قادة الأعمال إلى تجنب الخلط بين مصالحهم المالية الشخصية ومسؤوليات الشركة، ويحذِّر خبراء الحوكمة من أنه قد يكون هناك تضارب في المصالح، خاصة عندما يكون لدى الشركة مساهمون عامون.

وعلى سبيل المثال إذا كان للمدير التنفيذي، حصة شخصية في شركة ناشئة، فقد يخلق ذلك ضغطاً إضافياً على صندوق "رؤية" لضمان عدم تعرض الشركة للانهيار.

وقال كيرك بودري، المحلل في "ريديكس ريسيرش" في طوكيو، إن المستثمرين كانوا يحبسون أنفاسهم في انتظار المزيد من عمليات إعادة الشراء، وبالتالي لم يكن هذا هو الإفصاح الذي يأملونه، وأضاف: "إنه يثير مخاوف حوكمة الشركات".

وأثار خلط سون لمصالحه الشخصية مع مصالح شركته انتقادات من قبل. وعندما أنشأ "سوفت بنك" وحدة أطلق عليها "إس بي نورث ستار" لتداول الأسهم والمشتقات، استحوذ سون على حصة شخصية بنسبة 33% في الوحدة، وتساءل المحللون ومديري الصناديق عن السبب وراء اختيار الملياردير هذا الهيكل بالنظر إلى الارتباك وتعارض المصالح المحتملين.

موافقة مجلس الإدارة

وأثناء مؤتمر صحفي يوم الثلاثاء بعد إصدار نتائج الأعمال، دافع سون عن أحدث قراراته، وقال إن مجلس إدارة "سوفت بنك" وافق على الهيكل بينما امتنع هو عن التصويت.

وقال سون: "لأنني مؤمن بذلك، أريد الإدارة أن تشاركني المخاطر الاستثمارية... وفي الأوقات الجيدة والسيئة، هناك شيء واحد لا يتغير وهو إيماني بأن ثورة الذكاء الاصطناعي ستستمر بلا شك خلال السنوات العشر إلى العشرين الآتية".

ولم تكن موافقة مجلس الإدارة مطمئنة للجميع.

وقال كوجي هيراي، رئيس الدمج والاستحواذ في شركة الاستشارات "أسيست كو": "ربما يكون المجلس قد وافق على ذلك، لكن هل هناك أي مدير يقدر على أن يقف في وجه سون، مؤسس ومالك "سوفت بنك"؟... وتوجد احتمالية لتضارب المصالح هنا".

وقال سون، إنه خطط لمساهمة الإدارة العليا في أول صندوق "رؤية"، ورغم موافقة مجلس الإدارة على البرنامج، فإنه لم يُطبَق أبداً مع انزلاق صندوق "رؤية" للمنطقة الحمراء وانهيار أسعار أسهم "سوفت بنك".

"لقد أصبحت فقيراً"، هكذا أشار سون مازحاً إلى اقتراضه الشخصي بضمان أسهم شركته.

تحمل المخاطر منفرداً

وأوضح المؤسس أن الشركاء في شركات رأس المال المغامر يحصِّلون عادة رسوم أداء تتراوح بين 20% إلى 30%، لكن صندوق "رؤية" لا يقدم حوافز مماثلة، ومن المفترض أن يُقدم الاستثمار المشترك فوائد مالية تتضمن جانباً سلبياً.

وقال سون: "سأتحمل المخاطر كاملة بنفسي أولاً... ثم سأوزعها إلى أشخاص آخرين في الإدارة، ونريد أن تظل تلك الثقافة في سوفت بنك".

أثارت الشركة اليابانية مخاوف في الماضي نتيجة عدم امتلاكها بنية حوكمة وامتثال كافية مع تطورها إلى شركة استثمارية قابضة، واستقالت مديرة "سوفت بنك"، يوكو كاواموتو، من مجلس إدارة الشركة بعد عام واحد في يونيو، وكتبت مذكرة مغادرة استثنائية للغاية سلطت الضوء على حاجة الشركة إلى عمليات تدقيق وحوكمة داخلية أفضل.

وكتبت: "تحتاج سوفت بنك غروب إلى صياغة شكل من الحوكمة يسمح لماسايوشي بإظهار مواهبه بالكامل وهو ما يمكن دمجه بعد ذلك كقيمة للمساهمين".

إحباط المستثمرين

ومن غير المرجح أن تُنعش تصريحات "سوفت بنك" يوم الثلاثاء سعر سهم الشركة، والذي تراجع بحوالي الثلث من ذروته في مارس، وكان يتطلع المستثمرون إلى إعادة شراء الشركة للمزيد من أسهمها، لكن رفض سون التعليق على هذه الخطوة، بينما كان يعلن عن تراجع حاد في أرباح أعمال صندوق "رؤية".

وبلغ دخل الوحدة في الأشهر الثلاثة المنتهية في 30 يونيو 235.6 مليار ين (2.1 مليار دولار)، بانخفاض عن أرباح قياسية بلغت 2.27 تريليون ين في الربع السابق، وبلغ صافي دخل الشركة، التي تتخذ من طوكيو مقراً لها، 761.5 مليار ين خلال الربع، ولم تُنشر أرقام أرباح التشغيل.

فقدان المكاسب

وحظيت أعمال الاستثمار الخاصة بسون بأداء قوي نتيجة الارتفاع العالمي في أسهم التكنولوجيا، ما عزز أرباح صندوق "رؤية" لمستوى قياسي لثلاثة أرباع متتالية في العام المالي الماضي، ومنذ ذلك الحين، فقد بعض أكبر الرابحين في الشركة مكاسبهم وانهارت عملاقة التجارة الإلكترونية الكورية الجنوبية "كوبانغ إنك" بحوالي 20%، وحالياً تهدد حملة المشرِّعين الصينيين على قطاع التكنولوجيا بدفع أرباح صندوق "رؤية" إلى المنطقة الحمراء في الربع الجاري.

وأعلن "سوفت بنك عن خسارة قدرها 4.3 مليار دولار في تقييم "كوبانغ" رغم أنها ساهمت بـ24.5 مليار دولارفي أرباح صندوق "رؤية" في الربع السابق.

صدمة صينية

وكانت المكاسب من "ديدي غلوبال"، التي كان طرحها في نهاية الربع واحداً من أكبر الإدراجات الأمريكية في العقد الماضي، هي السبب الرئيسي وراء ربحية الشركة، وساهمت "ديدي" بـ3.2 مليار دولار في صافي الأرباح.

لكن بمجرد إقفال دفاتر الربع، أطلق منظم الفضاء الإلكتروني الصيني حملة على قطاع التكنولوجيا في الدولة، ما تسبب في انهيار محفظة "سوفت بنك" الصينية، وتراجعت أسهم "ديدي"، التي أُزيلت من متاجر التطبيقات بأمر من بكين، وأسهم الشركة الناشئة لمشاركة الشاحنات على غرار "أوبر"، "فول ترك أليانس كو"، بأكثر من 30% منذ نهاية يونيو، وفقدت شركة "تشانغ مين إديوكيشن"، التي تعد جزءاً من قطاع التعليم الخاص الذي قالت عنه الحكومة إنه "استحوذ عليه رأس المال"، أكثر من 60% من قيمتها.

وقال بودري: "مشكلة صندوق "رؤية" التابع لـ"سوفت بنك" هو أن أكبر استثماراته حتى الآن كان أدائها متوسط إلى ضعيف مثل "وي ورك" و"أوبر" و"ديدي"... وتشكل تلك الشركات الثلاثة وحدها حوالي ربع الصندوق، ما يجعلها عقبة أداء لا تستطيع بقية أصول الصندوق التغلب عليها".

الرهان على الذكاء الاصطناعي

وفي المؤتمر الصحفي، دافع سون عن سجل أداء الشركة، وأشاد بنجاح استثماراتها طويلة الأجل، وقال إن صناديق "سوفت بنك" لديها 88.2 مليار دولار في صورة قيمة عادلة غير محققة بجانب 18.3 مليار دولار في صورة قيمة محققة.

وجادل سون بأن استثماراته لم تتركز في منطقة جغرافية بعينها، وأوضح أن الصين تمثل 23% فقط من إجمالي قيمة الصندوق وأنها شكلت 11% فقط من الاستثمارات الجديدة الربع الماضي.

وقال سون، إن المستثمرين يتعين عليهم إعطاء الاستثمارات الصينية بعض الوقت بالنظر إلى التنظيمات الجديدة التي أمامها من عام إلى عامين لكي تُستكمل.

واعترف أن أغلب محفظة شركته التي تضم أكثر من 300 شركة تتكون من شركات الذكاء الاصطناعي، لكنه أضاف أنه لا يوجد شك في أن التكنولوجيا ستكون محور المستقبل.

وقال سون: "إذا فشل الذكاء الاصطناعي، سيفشل "سوفت بنك، وهذه مخاطرة".

وقلص "سوفت بنك" ممتلكاته في أسهم التكنولوجيا، وذلك بمثابة علامة تحذيرية للمستثمرين الآخرين، ولم يعد يدرج "فيسبوك"، و"مايكروسوفت"، و"ألفابت"، و"نتفلكس" ضمن استثماراته، وكانت بيانات الإفصاح معدلة حتى 30 يونيو.