لماذا يراهن وارن بافيت على شركة صينية للسيارات الكهربائية؟

وارن بافيت الملياردير الأمريكي
وارن بافيت الملياردير الأمريكي المصدر: بلومبرغ
Anjani Trivedi
Anjani Trivedi

Anjani Trivedi is a Bloomberg Opinion columnist covering industrial companies in Asia. She previously worked for the Wall Street Journal.

تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

حصل قطب المال والأعمال الملياردير وارن بافيت على الكثير من الاستثمارات السليمة بفضل استراتيجية الشراء والاحتفاظ التي تتسم بالصبر والدراسة.

أصبح من الواضح أنه يطبق الاستراتيجية مرة أخرى في قطاع المركبات الكهربائية.

بالنسبة للمستثمرين الذين يضخون الأموال في التكنولوجيا، سيكون من الحكمة التفكير في كيفية نظر وارن بافيت لمستقبل القطاع.

"بي واي دي"

ارتفعت قيمة حيازات شركة "بيركشاير هاثاواي" التي يملكها الملياردير وارن بافيت في "بي واي دي كو ليمتد"، وهي واحدة من أقدم الشركات المُصنِّعة للسيارات وبطاريات السيارات في الصين.

ارتفع سعر سهم "بي واي دي" بنسبة 30% تقريباً منذ بداية 2021.

دعم بافيت "بي واي دي" لأكثر من 10 سنوات، حيث يمتلك حوالي 22% بالشركة المدرجة في هونغ كونغ، التي تزيد قيمتها السوقية على 915.6 مليار دولار هونغ كونغ (117.6 مليار دولار)، وبالتالي تزيد عن القيمة السوقية لشركة " نيو إنك" الصينية المُصنِّعة للسيارات، من الجيل الجديد المدرجة في نيويورك.

إذن، كيف يختلف ذلك عن بقية السيارات الكهربائية والتي تستمر في الارتفاع؟

تكنولوجيا البطاريات

"بي واي دي" هي أكثر من مجرد شركة ناشئة أخرى تحاول منافسة "تسلا". إنها تقترب من إتقان التكنولوجيا المناسبة لبطاريات السيارات الكهربائية، الجزء الأساسي أو جوهر السيارة الكهربائية الذي يمثل نحو 50 % من السعر، وهي ضرورية لاقتناء السيارات الكهربائية على نطاق واسع. الأمر الذي شحذ عزيمة "بيركشاير".

اكتشف تشارلي منغر، شريك رجل الأعمال بافيت منذ فترة طويلة، عبقرية وانغ تشوانفو، الكيميائي والباحث وراء انطلاق "بي واي دي"، مما أدى إلى شراء "بيركشاير" حصة 10 % مقابل حوالي 230 مليون دولار في الشركة خلال عام 2008.

في المقالة الرئيسية التي تصدرت مجلة "فورتشن" لعام 2009، وصف منغر، وانغ بأنه "مزيج من توماس إديسون وجاك ويلش [من شركة جنرال إلكتريك] - مثل إديسون في حل المشكلات التقنية، ومثل ويلش في إنجاز ما يحتاج إلى القيام به. إنني لم أر شخصية مثل ذلك". اتضح أن هذه دعوة قائمة على الوعي تماماً.

يفهم وانغ البطاريات، فعند حدوث التناغم السليم، سيحدد مدى جودة السيارات المجهزة بمجموعة البطاريات هذه ويمكن أن تفعل ذلك.

لقد تم منح شركته وضعية أفضل، في حين تتعثر بقية الشركات في القطاع، من خلال عمليات الاسترداد وحرائق البطاريات.

تكلفة مناسبة

تتسم سيارات "بي واي دي" الكهربائية بأنها عملاقة، ولا تحمل الروعة التقنية لسيارات الجيل الجديد مثل "نيو" أو الطراز إكس الذي تنتجه "تسلا".

لكنها تتمتع بالسعر المناسب وتكنولوجيا البطاريات الآمنة. إنها حالياً أكبر شركة لتصنيع المركبات الكهربائية في الصين، وتبيع سيارات أكثر من الشركات المنافسة في البر الرئيسي.

ضاعفت شركة "بي واي دي" تصنيع بطاريات ميسورة التكلفة على نطاق واسع - وراهنت على التكنولوجيا لتحقيق هذا الهدف.

في نتائجها السنوية لعام 2020، قالت الشركة، إنها ستوقف خطط اعتماد بطاريات النيكل والكوبالت والمنغنيز، والتي يعمل عليها معظم الشركات المصنعة للسيارات والبطاريات.

بدلاً من ذلك، حولت "بي واي دي" كل اهتمامها إلى ما يسمى بطاريات الليثيوم والحديد والفوسفات، أو "إل إف بي" لما يسمى ببطارية "بليد"، والتي تم إنتاجها في أوائل 2020.

من شأن تحول تركيز وانغ إلى بطاريات الليثيوم والحديد والفوسفات، تغيير قواعد اللعبة. إنها أرخص سعراً وأسهل في الاستخدام.

أكثر أماناً

تعد الكيمياء أكثر استقراراً من نوع البطارية المؤلفة من الليثيوم والنيكل والكوبالت والمنغنيز ( إن سي إم) الذي يَعِدٌّ بأن تقطع السيارات مسافة مئات الكيلومترات، ولكنه ليس آمناً.

في الوقت نفسه، تشغل بطارية "بليد" المسطحة مساحة أقل وتقلل من وزن السيارة، وهي مشكلة أخرى كان على الشركات المصنعة للسيارات مواجهتها.

تمكنت "بي واي دي" من خفض التكاليف بنسبة 30% تقريباً وتقليل عدد الأجزاء مع تعزيز الكفاءة أيضاً.

تستحوذ "بي واي دي" على ما يقرب من 15% من سوق البطاريات في الصين، بعد شركة "كونتمبروري أمبريكس تكنولوجي ليمتد".

عالمياً، قد تبلغ حصتها 3% في سوق السيارات الكهربائية بحلول عام 2025، وفقاً لتقدير محللين في "غولدمان ساكس".

يشير "غولدمان" إلى أن شحنات "بي واي دي" لسياراتها الخاصة والمبيعات الخارجية - يمكن أن تصل إلى 30% من استهلاك الصناعة.

الكيمياء رهان واقعي

تدرك الشركات المصنعة للسيارات أيضاً أن هذا هو الطريق إلى الأمام. أو على الأقل، حتى يتم إنتاج خيارات أخرى تجارياً لا ينتُج عنها حرائق متكررة للبطاريات.

تجري شركة "تسلا" اختباراً لبطارية "بليد" التي تصنعها "بي واي دي" من أجل طرازها "واي"، وفقاً لتقارير في وسائل الإعلام الصينية.

تريد شركات صناعة السيارات مثل "فولكس واجن" من جانبها، صنع البطاريات الخاصة بها.

حتى بالنسبة لواحدة من أكبر شركات صناعة السيارات في العالم، فهذه مهمة صعبة من غير المرجح أن تسفر عن نتائج قريباً.

تبين أن اعتراف "بيركشاير" بخبرة وانغ وقيمة كيمياء البطاريات (أكثر بكثير من بقية السيارة نفسها) يعد مكسباً- في الوقت الحالي.

إذا تمكن وانغ وشركته من البقاء في صدارة المنافسة مع تطور تكنولوجيا المركبات الكهربائية، فقد تكون "بي واي دي" نموذجاً للمستثمرين لمراقبتها.

يمثل الأمر - أكثر من الخطط الرائعة ولكن البعيدة لبعض شركات صناعة السيارات – بمثابة نوع من الواقعية التي جذبت اهتمام بافيت.