أسوأ موجة حرائق في تاريخ الجزائر تقتل 65 شخصاًَ وتدمر الغابات

رجل يراقب ألسنة اللهب والدخان المتصاعد من حريق غابات في التلال الحراجية في منطقة القبائل، شرق العاصمة الجزائر
رجل يراقب ألسنة اللهب والدخان المتصاعد من حريق غابات في التلال الحراجية في منطقة القبائل، شرق العاصمة الجزائر المصور: رياض كرامدي / أ ف ب
المصدر: الشرق
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

تسبَّبت أسوأ موجة حرائق تشهدها الجزائر في تاريخها، في مقتل ما لا يقل عن 65 شخصاً، وتدمير مساحات واسعة من الغابات، مما يجعلها أحدث دولة متوسطية تتعرَّض لحرائق مدمِّرة مع ارتفاع درجات الحرارة إلى مستويات غير مسبوقة.

وارتفعت حصيلة ضحايا حرائق الغابات، المندلعة منذ الإثنين، إلى 65 شخصاً، بينهم 28 عسكرياً، و37 مدنياً حتى مساء الأربعاء، بحسب وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية (وأج).

قال النائب العام لدى مجلس قضاء ولاية تيزي وزو، عبد القادر عمروش، في مؤتمر صحفي: "هذه الحرائق فعل إجرامي جاء نتيجة القرارات التي عبَّر عنها رئيس الجمهورية خلال لقائه الأخير بالصحافة، والمتعلِّقة بحماية الثروة الغابية".

وشدَّد عمروش على أنَّ "هذه الحرائق مدبَّرة من أطراف لا تريد الخير للبلاد، بسبق الإصرار، وبتدبير مسبق، وليس نتيجة عامل طبيعي"، موضِّحاً أنَّ ما يؤكِّد أنَّ هذه الحرائق تمَّت بفعل فاعل هو "اشتعال النيران يوم 9 أغسطس في آن واحد، وفي نقاط غابية مختلفة، وحيز جغرافي مختلف بغضِّ النظر عن الولايات الأخرى".

ونقلت الوكالة عن علي محمودي، مدير عام إدارة الغابات قوله، إنَّ 17 حريقاً فقط تمَّ إخمادها، من أصل 103 حرائق اندلعت في 17 محافظة منذ يوم الإثنين، موضِّحاً أنَّ ولاية تيزي وزو وحدها سجَّلت 30 حريقاً مروعاً.

أما عن أسباب هذه الحرائق، فلم يستبعد محمودي احتمال العمل الإجرامي, مشيراً إلى أنَّ ارتفاع درجات الحرارة لا يمكن أن يكون السبب الوحيد وراء نشوب كل هذه الحرائق.

ونشرت الحكومة قوات الجيش للمساعدة في مكافحة الحرائق المستعرة على أشدّها في منطقة القبائل الجبلية، فيما أعلن الرئيس عبد المجيد تبون الحداد العام ثلاثة أيام على القتلى، وجمَّد أنشطة الدولة التي لا صلة لها بالحرائق.

وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، إنَّ بلاده سترسل طائرتين قاذفتين للمياه إلى منطقة القبائل، وكتب على حسابه عبر تويتر "أتمنى تقديم كل دعمنا للمواطنين الجزائريين. اعتباراً من اليوم، سيتمُّ إرسال طائرتين (من طراز) كنداير وطائرة قيادة".

انتشرت حرائق الغابات في مساحات كبيرة في الجزائر، وتركيا، واليونان في الأسبوع الأخير. وقالت هيئة مراقبة للأحوال الجوية تابعة للاتحاد الأوروبي، إنَّ منطقة البحر المتوسط أصبحت من مراكز حرائق الغابات بفعل ارتفاع حرارة الطقس.