"بنك أوف أمريكا" يداني "جيه بي مورغان" في السباق على الصفقات الآسيوية

شعار "بنك أوف أمريكا" على مبنى فرع له في نيويورك
شعار "بنك أوف أمريكا" على مبنى فرع له في نيويورك المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

يكاد "بنك أوف أمريكا" يلحق بركب أكبر منافسيه، مصرف "جيه بي مورغان تشيس آند كو"، في المجال المصرفي الاستثماري في آسيا والمحيط الهادئ، حيث بدأت عملية إعادة بناء نشاطه على مدى ثلاثة أعوام، وتركزت على الفوز بصفقات كبيرة، تؤتي أكلها.

قال بيتر غوينتهارت، الرئيس المشارك للخدمات المصرفية الاستثمارية في المنطقة، في مقابلة أن البنك، ومقره في مدينة شارلوت بولاية نورث كارولينا، قلص "فجوة كبيرة" مع "جيه بي مورغان" الذي يحتل المرتبة الثالثة من حيث الرسوم الآتية من منطقة آسيا والمحيط الهادئ، ليحل خلفه مباشرة. قال: "نحن متقاربون إلى حد كبير"، لكنه رفض الإدلاء بتفاصيل محددة.

"كريدي سويس" يتعمق في الصين بالتوسع في الطروحات الأولية

تتماشى التحركات في آسيا مع طموح البنك العالمي الذي حدده ماثيو كودير، رئيس الخدمات المصرفية العالمية للشركات والاستثمار، لاحتلال المرتبة الثالثة في كل التصنيفات، سواء حسب القطاع أو المنطقة أو المنتج. حقق البنك رقما قياسيا بلغ 2.1 مليار دولار من رسوم الخدمات المصرفية الاستثمارية في الربع الثاني، وهو ثالث أعلى مستوى عالمياً.

تساهم الخدمات المصرفية الاستثمارية الآن بنحو 15% من إجمالي أعمال "بنك أوف أمريكا" في آسيا، حيث تضاعفت عما كانت عليه قبل ثلاث سنوات، وفقا لأشخاص مطلعين على التفاصيل طلبوا عدم ذكر أسمائهم فيما يخص مناقشة موضوعات داخلية. يأتي ذلك في وقت تزدهر فيه عملية إبرام الصفقات، بينما تضغط أسعار الفائدة المنخفضة على مجالات أخرى من العمل المصرفي.

أوضح غوينتهارت أن البنك زاد بشكل كبير من عدد "الأحداث ذات الرسوم الضخمة"، بما في ذلك العمل على الطروح العامة الأولية في بورصة هونغ كونغ لشركة "بايدو" (Baidu) وشركة "كوايشو تكنولوجي" (Kuaishou Technology).

زيادة توظيف وعائدات

نمت عائدات البنك المصرفية الاستثمارية في منطقة آسيا والمحيط الهادئ إلى حوالي 700 مليون دولار، وفقا للأشخاص المطلعين الذين قالوا إن عدد موظفي القسم في المنطقة بلغ نحو 300 شخص بعد تعيين أزيد من 70 مصرفياً هذا العام، منهم خريجين جدد.

تسرُّب موظفي "كريدي سويس" في الشرق الأوسط بسبب أجواء عمل سامة

قال الأشخاص المطلعون إن عائدات "غولدمان ساكس غروب" و"مورغان ستانلي" تزيد على مليار دولار لكل منهما، بخلاف عائداتها من اليابان.

رفض غوينتهارت التعليق على التوظيف، كما لم يعطِ البنك أرقاماً لكل قسم على حدة في آسيا. رفض المتحدثون الرسميون في "جيه بي مورغان"، و"غولدمان"، و"مورغان ستانلي" التعليق.

قال متحدث باسم البنك، استناداً لبيانات شركة "ديلوجيك" (Dealogic)، إن مكاسب إبرام الصفقات وضعت "بنك أوف أمريكا" متأخرا بأقل من 20 مليون دولار عن "جيه بي مورغان"، التي تحتل المركز الثالث لهذا العام في المنطقة خلف "مورغان ستانلي" و"غولدمان ساكس". قال المتحدث: "إن هذا يضيق الفجوة من مائتي مليون دولار قبل ثلاث سنوات".

يحتل البنك الآن المرتبة الخامسة بين البنوك الدولية في آسيا والمحيط الهادئ وفقاً لمقياس رئيسي، وهو ضمان الاكتتابات، وفقا لبيانات جمعتها "بلومبرغ". يتقدم البنك بمركز واحد على "جيه بي مورغان"، التي تراجعت من المرتبة الثالثة العام الماضي.

حملة الصين

"بنك أوف أمريكا" هو من المصارف الأجنبية التي تواجه رياحاً معاكسةً جراء حملة تنظيمية في قطاع التكنولوجيا في الصين أدت لتعطيل خطط عدد من الشركات لطرح عام أولي في الولايات المتحدة. يفتقر البنك بخلاف منافسيه لعملية أوراق مالية في البر الرئيسي، حيث تعمل أسماء أخرى في وول ستريت على توسيع أعمالها.

حملة الصين على قطاع التكنولوجيا تعني صيفاً سيئاً للمستثمرين في كل مكان

بيّن غوينتهارت أن البنك يتطلع بدلاً عن ذلك إلى عمليات الإدراج بالبورصة لشركات التكنولوجيا في جنوب شرق آسيا والهند، ويركز أكثر على الرعاية الصحية وصفقات المستهلكين في الصين. قال: "ستستفيد السوق غير الصينية من حقيقة أن لديك الكثير من المستثمرين العالميين الذين يبحثون عن بدائل ويستثمرون في النمو في آسيا... في الوقت الحالي، من الصعب جدا عليهم الاستثمار في شركات التكنولوجيا الصينية المدرجة في الولايات المتحدة".

غوينتهارت، الذي كان يرأس قسم جنوب شرق آسيا وسنغافورة للبنك، أتى به "كودير" لإدارة الأعمال الاستشارية في المنطقة عام 2019 مع ألكس تو، وهو صانع صفقات كبير سابق في "مورغان ستانلي". كما نقل المقرض المصرفيين المخضرمين مات باسلر وكريغ كوبين إلى هونغ كونغ في أغسطس الماضي كرئيسين متعاونين لأسواق رأس المال في منطقة آسيا والمحيط الهادئ.

يعتبر كسب الأعمال في آسيا مهما لأن أكثر من نصف عملاء المنطقة يدفعون رسوماً للمرة الأولى، مع الارتفاع الكبير في عدد الشركات الناشئة مليارية القيمة التي تتجه للاكتتاب العام. قال غوينتهارت إن العملاء المتكررين يتركزون في اليابان وأستراليا.

تعيينات

عين غوينتهارت مؤخرا ستة رؤساء إداريين في جميع أنحاء آسيا، بمن فيهم المصرفي السابق لدى "جيه بي مورغان"، ويني نغ، وهو الرئيس المشارك لقطاع العقارات في آسيا ورئيس تغطية هونغ كونغ. انضم أيوش جونجونوالا من "سيتي غروب" لتولي دور جديد لتغطية قطاع التكنولوجيا في جنوب شرق آسيا. كما التحق كيفين يانغ من شركة " تشاينا ميرشانتس سيكيوريتيز - هونغ كونغ" (China Merchants Securities HK) للتركيز على صفقات الصين، وعين سوبهراجيت روي، الذي كان يعمل سابقا مع شركة "كوتاك سيكيوريتيز" (Kotak Securities)، رئيساً لأسواق رأس المال العالمية.

بعد سلسلة فضائح مالية.. كيف تخلص"كريدي سويس" من مديريه؟

انضم كارل روزمان في أستراليا من "كريدي سويس غروب" وأتى تيم ريان من "سي بي أر إي" (CBRE) ليغطيا قطاعي الطاقة والعقارات على التوالي. كان البنك يعيد البناء هناك منذ أن تولى صانع النجاح السابق في بنك غولدمان ساكس جو فياض رئاسة فريق البنك في أستراليا عام 2019.

قدم الفريق المشورة بشأن أربع صفقات قيمتها الإجمالية 3.6 مليار دولار جرى الإعلان عنها الاثنين، بما في ذلك بيع "سيتي غروب" عمليات التجزئة الخاصة بها لمصرف "ناشيونال أستراليا بنك" (National Australia Bank)، وشراء "دا-إتشي لايف هولدينغز" (Da-Ichi Life Holdings) بقيمة 660 مليون دولار لشركة "ويست باك بانكينغ" (Westpac Banking) لأصول التأمين على الحياة. قدم "بنك أوف أمريكا" المشورة للمشتري في كلتا الصفقتين.

في غضون ذلك، كان "بنك أوف أمريكا" تنهي ببطء بعض عمليات خفض المخاطر إلى أدنى حد التي كان تحملها كإرث من الأزمة المالية لعام 2008. قال الرئيس التنفيذي بريان موينيهان عام 2018، الذي كان يكرر في كثير من الأحيان شعار "النمو المسؤول"، إن قسم الخدمات المصرفية الاستثمارية ربما غدا "زائد الحذر بعض الشيء". حصة الأعمال الاستشارية من إجمالي إيراداتها أصغر من منافسيها في وول ستريت لأن الخدمات المصرفية للشركات وخدمات الخزانة شكلت جزءا كبيرا من دخلها.

قال غوينتهارت إن الدفع نحو العالمية تمكنه من مواصلة تخصيص الموارد لبناء امتيازه في آسيا. وأضاف قوله: "الشيء الجيد هو أنه من السهل إجراء تلك المحادثة مع نيويورك لأن الاستراتيجية متسقة نحو العالمية".