"سعة التخزين"... سلاح "أبل" السرّي لتحقيق أرباح ضخمة

"تيم كوك" الرئيس التنفيذي لشركة "أبل" أثناء إطلاق أحد منتجات الشركة في مقرها في كوبرتينو كاليفورنيا يوم 10 سبتمبر 2019
"تيم كوك" الرئيس التنفيذي لشركة "أبل" أثناء إطلاق أحد منتجات الشركة في مقرها في كوبرتينو كاليفورنيا يوم 10 سبتمبر 2019 المصدر: غيتي إيمجز
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

هناك ثلاثة أشياء يمكنك توقعها بالتأكيد في كل جيل جديد من "آيفون"، وهي: أنها ستحتوي على كاميرا أفضل من سابقتها، ومعالج أسرع، وأن "تيم كوك"، الرئيس التنفيذي لشركة "أبل"، سيطلق عليه: "أفضل آيفون تم صنعه على الإطلاق".

بالنسبة إلى كل القوة السحرية التكنولوجية، قد تبدو تحسينات الكاميرا والرقاقة إلى حد ما غير مثيرة. لكن السحر الحقيقي هو تأثير هذه التحسينات على أرباح "أبل"، لأنه على عكس الابتكارات الأخرى مثل "معرّف الوجه" (Face ID)، النظام الذي يتيح التعرف إلى الوجه المستخدم لإلغاء قفل أجهزة "آيفون"، تحقق تحسينات الرقاقة والكاميرا فائدة مزدوجة للشركة التي تتخذ من كوبرتينو بولاية كاليفورنيا مقراً لها، وهي: أن المستهلكين لا يدفعون مبلغاً أكبر على الميزات الجديدة فحسب، بل ينتهي بهم الأمر أيضاً وهم بحاجة إلى مزيد من السعة التخزينية؛ لتحقيق أقصى استفادة من هذه الميزات. ومما ظهر مؤخراً، فإن التخزين عبارة عن مصدر أرباح وفيرة بشكل لا يصدق. بل وفي الواقع، قد تكون السعة التخزينة إلى حد كبير، سلاح شركة "أبل" السرّي.

تعزيز أرباح سعة التخزين

يبدو أن تشكيلة "آيفون" الجديدة ستعمل على تعزيز هذا النهج. فإلى جانب ترقيات الكاميرا الأخرى، ستشمل الهواتف تنسيق فيديو عالي الجودة، والذي سيحمل اسم "برو ريس" (ProRes) عندما يتم إصدارها في الأسابيع القليلة المقبلة، حسبما أفادت "بلومبرغ نيوز" يوم الثلاثاء الماضي، بالإضافة إلى المزيد من تحديثات الرقائق.

مع كل تحسين في جودة الصورة، تأتي زيادة متناسبة في متطلبات التخزين. ويعتبر تنسيق الصور الجديد الذي أضافته "أبل" إلى "آيفون" العام الماضي، والذي يحمل العلامة التجارية "برو رو" (ProRaw)، أكبر بمقدار 12 مرة من تنسيق "جاي بي إي جي" (JPEG) القياسي. وستؤدي ملفات الفيديو الأكبر حجماً إلى تفاقم الاتجاه. (وهذه أخبار سيئة بشكل خاص لمن تستهلك لقطاتهم العشوائية 36 غيغابايت بالفعل أو نحو ذلك بشكل مربك).

تعتبر حاجة المستهلكين إلى المزيد من السعة التخزينية، أمراً مربحاً للغاية، حيث يدفع المستهلك 100 دولار لإضافة 128 غيغابايت من التخزين، بينما من غير المرجح أن تتكلف "أبل" أكثر من 20 دولاراً لنفس الرقاقة. وإذا كنت تفضل تخزين البيانات عن بُعد، فإن عرض "آي كلاود" (iCloud) من "أبل" يتمتع بهوامش ربح مماثلة. إلى جانب ذلك، قد يكون أولئك الذين اختاروا بالفعل الحصول على جهاز "آيفون 12 برو ماكس" (iPhone 12 Pro Max) بقيمة 1099 دولاراً، أقل قلقاً بشأن دفع المزيد من الأموال للحصول على سعة إضافية.

أما سرعات التنزيل الأسرع، وقوة المعالجة الأكبر، فلهما التأثير ذاته. وتتيح لك شبكة الجيل الخامس تنزيل المزيد من البيانات بسرعة أكبر، لكنك تحتاج إلى سعة لتخزينها على جهازك، كما هو الحال مع ألعاب "ويز-بانغ" (whiz-bang) التي يتم تمكينها عبر استخدام رقائق أسرع.

تجني "أبل" ثمار كل هذا، حيث من المتوقع أن تقفز عائداتها بنسبة 33%، لتصل إلى المستوى المذهل البالغ 365 مليار دولار هذا العام. وعلى الرغم من أن جزءاً فقط من ذلك بالطبع يأتي من خيارات الذاكرة الإضافية، إلا أنه يوضح كيف يمكن أن يكون للاستثمار الحكيم في تحسين التقنيات الصحيحة، تأثير مضاعف على الربح، حتى في ظل غياب الميزات الجديدة الرائجة أو المنتجات الرائدة. وقد قفز متوسط ​​سعر بيع جهاز "آيفون" من 748 دولاراً في نهاية عام 2019 إلى 938 دولاراً في شهر مارس الماضي.

لذا، بينما ننتظر أن تكشف "أبل" في النهاية عن اختراعها الكبير التالي، سواء في السيارات ذاتية القيادة، أو النظارات الذكية، أو أي شيء آخر مختلف تماماً، فإن الشركة الأكثر قيمة في العالم، تُظهر في هذه الأثناء، مدى ربحية لعبة البوصات التي تقوم بها.