التحول نحو السيارات الكهربائية أحد التحديات التي تواجه شركات الوقود الأحفوري المصدر: بلومبرغ

أسهم الطاقة الأمريكية تتجاهل تحذيرات التغير المناخي وتنتعش رغم العقبات

المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

أثار التقرير الهام حول الاحتباس الحراري الأسبوع الماضي، والذي دعمته الأمم المتحدة، الكثير من القلق لدى الحكومات والمواطنين بشأن الوقود الأحفوري، بينما سادت حالة من اللامبالاة في ردود أفعال المستثمرين بصناعة النفط والغاز.

وأنهت أسهم شركات الطاقة، التي قادت مؤشر "إس آند بي 500" إلى الأعلى خلال معظم العام، الأسبوع بتغيير طفيف، فيما انتعشت أسعار النفط جرّاء عمليات بيع في وقت سابق من الشهر، رغم تأكيد التحذيرات بأنه يتعيّن على العالم التخلّي عن الوقود الأحفوري سريعاً

كما يتعيّن على المستثمرين حالياً الموازنة بين عائدات الصناعة المرتفعة وتحسين الربحية، مقابل التوقّعات طويلة الأمد لعالم أقل إنتاجاً للكربون. تتعلق المسألة الجوهرية بالمدة الزمنية التي ستستغرقها الدول في التخلّص التدريجي من محركات الاحتراق الداخلي خلال العقود القادمة، ونوعية اختلالات العرض والطلب التي ستحدث طوال المسار.

اقرأ أيضا: تحليل: عائدات أسهم الطاقة المتجددة فاقت 3 مرات الوقود الأحفوري خلال عقد

وقال مارتن بيليتيه، مدير المحفظة في "ويلينغتون-ألتوس برايفيت كاونسيل": "معظم المستثمرين لا يصدقون أن كارثة ستحل بسبب تغيّر المناخ. ليس هناك شك في مسألة التحوّل نحو مصادر الطاقة المتجددة، لكن موضع التساؤل يتعلّق بوتيرة هذا التحوّل".

على الجانب الآخر، قفزت أسهم الطاقة هذا العام بفضل استرداد أسعار النفط انتعاشها من عمليات الإغلاق الناتجة عن وباء كورونا، وتناوب المستثمرين على القطاعات التي تتسم بالدورية. ومن هذا المنطلق، تفوقت مجموعة الطاقة، التي تضم الشركات النفطية الكبرى مثل "إكسون موبيل" ومصافي التكرير من أمثال "فيليبس" بنسبة 30%، على القطاعات المُكلّفة للغاية مثل التكنولوجيا في المعيار القياسي.

عقبات متزايدة

مع ذلك، يتعيّن مراقبة انتعاش هذا العام بشكل مُكثّف لكي يتبين ما إذا كان الأمر مجرد علامة مضيئة وسط الانخفاض طويل الأمد، أم أنها بداية مستدامة للانتعاش. وعلى عكس معظم القطاعات الأخرى، تظل أسهم الطاقة أقل بكثير من مستويات ما قبل الجائحة، بعد سنوات من العوائد الضعيفة، وتدهور المشاعر حيال مساهمتها في ظاهرة الاحتباس الحراري. ويبلغ وزن مؤشر "إس آند بي 500" للطاقة حالياً نسبة لا تتعدى 2.5% في المؤشر الأوسع، هبوطاً من نسبة 11% في عام 2014.

اقرأ أيضا: اليابان تجري تغييرات جذرية لخفض الوقود الأحفوري وزيادة الطاقة المتجددة

تواجه أسهم الطاقة مجموعة من العقبات تشمل الاعتماد المتزايد على السيارات الكهربائية، والاستثمار البيئي والاجتماعي وحوكمة الشركات، والمخاطر التي تهدد النمو العالمي، وارتفاع حالات الإصابة بفيروس كوفيد-19. ونتيجة لتصاعد موجة الفيروس أيضاً، قامت الوكالة الدولية للطاقة، الخميس الماضي، بخفض توقعاتها للطلب على النفط لبقية العام.

بالتوازي، تستعد الولايات المتحدة لموجة استثمارية في قطاعات السيارات الكهربائية، والطاقة المتجددة، ومبادرات الطاقة النظيفة ضمن قانون الإنفاق الضخم الذي أقرَّه مجلس الشيوخ هذا الأسبوع.

جاذبية الأسهم

لكن قائمة مشكلات شركات النفط والغاز لم تقلّص من جاذبية أسهمها بالنسبة لبعض خبراء الاستراتيجية في "وول ستريت". ففي الأسبوع الماضي، أوصت لوري كالفاسينا بـ "آر بي سي" المستثمرين بالحفاظ على انكشاف أكبر على أسهم قطاعي الطاقة والمالية، رغم تراجع التوّقعات الخاصة بأسهم القيمة عامة، بينما صنّفت سافيتا سابراميانيان من "بنك أوف أمريكا" أسهم الطاقة على أنها الاختيار الأفضل، نظراً لإمكانية تحقيقها أرباحا أعلى، والدعم الأكبر الذي يقدمه القطاع للتقييمات المنخفضة من بين جميع القطاعات الأخرى.

وأشارت البيانات المُجمّعة من قبل "بلومبرغ إنتيليجينس" إلى أن شركات الطاقة شهدت خلال الربع الثاني ارتفاعاً في إيراداتها بأكثر من الضعف، ومن المتوقّع أن يتجاوز نمو المبيعات مثيلها في كافة القطاعات الأخرى بالفترة المتبقية من العام.

اقرأ أيضا: لوبي الوقود الأحفوري يناور في معركة المناخ.. ونشطاء البيئة يتشككون

في نفس الوقت، قفز إجمالي السيولة النقدية في الميزانيات العمومية إلى 72 مليار دولار خلال الربع الثاني، بزيادة نسبتها 36% عن العام السابق. ويتم تداول مؤشر "إس آند بي 500" للطاقة بأرباح مُقدّرة تصل إلى 16 ضعفاً على مدار الـ12 شهراً القادمة، بينما يتم تداول مؤشر "إس آند بي 500" بـ 22 ضعفاً.

وفي مقابلة، قال ريان بوشيل، الرئيس ومدير المحفظة في "نيو هافين أسيت مانيجمنت" إن أسهم الطاقة قد تواجه الكثير من العقبات المستقبلية، إلا أنها تبدو في وضع جيد حالياً بعد سنوات من قلة الاستثمار في الإنفاق الرأسمالي، مضيفاً أن "هناك مشكلة حقيقية في العرض، لكنك ستستمر في تحقيق الأرباح والتدفق النقدي الجيد".