"طالبان" تسيطر على العاصمة الأفغانية وتعلن انتهاء الحرب بعد 20 عاماً من القتال

مقاتلون من حركة طالبان يجلسون فوق سيارة في أحد شوارع ولاية لغمان/ أفغانستان
مقاتلون من حركة طالبان يجلسون فوق سيارة في أحد شوارع ولاية لغمان/ أفغانستان المصدر/ أ ف ب
المصدر: الشرق
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

أعلنت حركة طالبان، اليوم الإثنين، انتهاء الحرب في أفغانستان، بعد 20 عاماً من القتال، وذلك بعد سيطرة الحركة على القصر الرئاسي في كابول، ورحيل القوات الأجنبية التي تقودها الولايات المتحدة، ومسارعة الدول الغربية لإجلاء مواطنيها.

قالت "طالبان"، إنَّها تخطط لإعلان "إمارة أفغانستان الإسلامية" الجديدة قريباً،

وقال مسؤول في طالبان لوكالة "رويترز": "إنَّ أكثر من 90% من المباني الحكومية تحت سيطرة الحركة، وهناك أوامر للمقاتلين بعدم التسبُّب في أيِّ ضرر".

وفرَّ الرئيس الأفغاني أشرف غني من البلاد أمس مع دخول المسلحين المدينة قائلاً، إنَّه آثر تجنُّب سفك الدماء، في حين تكدَّس مئات الأفغان في مطار كابول أملاً في مغادرة البلاد.

اقرأ أيضاً: من قندهار إلى كابول.. كيف بدأت طالبان رحلة الحرب والسلطة؟

العائدون إلى السلطة.. من هم أبرز قادة طالبان؟

أفغانستان.. حقائق وأرقام عن بلاد لم تستقر يوماً

هبة الله أخوند زاده.. زعيم طالبان العائد إلى كابول

أشرف غني يسلم مفاتيح كابول.. "خيانة" أم "حقن للدماء"؟

طالبان تسيطر على المباني الحكومية.. وواشنطن تدفع بقوات إضافية لتأمين مطار كابول

وذكر مسؤولون في حركة طالبان، أنَّهم لم يتلقوا أي تقارير عن أيِّ اشتباكات بمختلف أنحاء البلاد، وذلك بعد يوم من سيطرة الحركة على العاصمة كابول، وانهيار الحكومة المدعومة من الولايات المتحدة، وقال عضو كبير في الحركة: "الوضع هادئ، وفقاً لما لدينا من تقارير".

قائد بحركة طالبان يقول لـ"رويترز"، إنَّه قد صدرت أوامر للمقاتلين بالسماح للأفغان باستئناف أنشطتهم اليومية، وإنَّه لا ينبغي لهم ترهيب المدنيين.

يقول ناصر زهير مستشار الاقتصاد السياسي في مركز جنيف للدراسات، في لقاء مع قناة الشرق الإخبارية، إنَّ أفغانستان تواجه فوضى في الوقت الحالي، بسبب انهيار القوات العسكرية الأفغانية، ولم يكن أي طرف، بما فيها الولايات المتحدة الأمريكية يتوقَّع هذا الانهيار السريع.

ردود فعل دولية

قال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون يوم الأحد، إنَّه لا ينبغي لأحد الاعتراف المتبادل بحكومةٍ في أفغانستان من صنع طالبان، مضيفاً أنَّ من الواضح أنَّه ستكون هناك إدارة جديدة في البلاد قريباً جداً، مضيفاً في مقابلة "لا نريد أن يعترف أي أحد على الصعيد الثنائي بطالبان، نريد موقفاً موحَّداً بين الجميع بقدر المستطاع".

من جهتها أبدت الصين التي تتشارك حدوداً مع أفغانستان تمتدُّ على 76 كلم، استعدادها، يوم الإثنين، لإقامة "علاقات ودية" مع حركة طالبان، غداة سيطرة المتمرِّدين على كابول، وأكَّدت متحدِّثة باسم وزارة الخارجية الصينية هوا شونيينغ أنَّ بكين "تحترم حق الشعب الأفغاني في تقرير مصيره ومستقبله".

في مواجهة خطر حصول فوضى في أفغانستان، بدأت بكين اعتباراً من سبتمبر 2019 محادثات مع طالبان التي زار وفد منها الصين آنذاك.

نقلت وكالة "تاس" للأنباء عن زامير كابولوف، الممثِّل الخاص للرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشأن أفغانستان قوله، إنَّ روسيا لا ترى أنَّ حركة طالبان في أفغانستان تمثِّل تهديداً لآسيا الوسطى، مشيراً إلى أنَّ موسكو مهدت الطريق سلفاً لإقامة اتصالات مع طالبان.

مخاوف أميركية بعد إطلاق سراح آلاف السجناء بينهم عناصر من "القاعدة" في أفغانستان

مسؤولون أميركيون: الرئيس الأفغاني غادر كابول دون علم وزراء حكومته

صرَّح متحدِّث باسم المفوضية الأوروبية، اليوم الإثنين، أنَّ الاتحاد الأوروبي، يعمل مع الدول الأعضاء لإيجاد حلول سريعة لنقل الموظفين الأفغان التابعين له وأسرهم إلى مكان آمن، وقال مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، إنَّ وزراء خارجية الاتحاد سيعقدون اجتماعاً طارئاً غداً الثلاثاء لمناقشة سقوط أفغانستان في أيدي حركة طالبان، مضيفاً: "أفغانستان تقف عند مفترق طرق. يتعلَّق الأمر بأمن ورفاهية مواطنيها، إضافة إلى الأمن الدولي".

من جانبها، أعلنت وزيرة الجيوش الفرنسية فلورانس بارلي أنَّ أوَّل عملية إجلاء جوي من كابول ينظِّمها الجيش الفرنسي بين العاصمة الأفغانية، التي سقطت بين أيدي حركة طالبان الأحد، وقاعدته في الإمارات، مرتقبة "بحلول مساء الإثنين"، و مشيرةً بحسب وكالة "أ ف ب"، إلى أنَّ هناك عشرات الفرنسيين الذين ينبغي إجلاؤهم، وكذلك "أشخاص تحت حمايتنا".

قالت فنلندا اليوم الإثنين، إنَّها ستغلق سفارتها في العاصمة الأفغانية كابول على الفور حتى إشعار آخر بسبب الوضع الأمني، وأضافت أنَّه "يجري إجلاء الدبلوماسيين من البلد".