إيطاليا تستهدف إنعاش الطروحات الأولية بعد التهاوي في 2020

البورصة الإيطالية
البورصة الإيطالية المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

ما الفرق الذي قد يحدثه عامٌ واحد؟ بعد أن أنهت ميلان عام 2019 كأكبر سوق في أوروبا للطروحات الجديدة في البورصة، ما سلط الضوء على المجموعة الواسعة من الشركات الصغيرة المملوكة لعائلات إيطالية، انهار سوق الطروحات الأولية في إيطليا عام 2020 مع عزوف المستثمرين خلال كورونا.

فبعد عام شهد 35 طرحا أوليا للجمهور بقيمة 2.9 مليار دولار، طرحت 15 شركة فقط أسهمها في ميلان في 2020 وجمعت 745 مليون دولار، وفقا لبيانات جمعتها بلومبرغ. وحتى مع وجود 3 طروحات حالياً قيد الإعداد، تتخلف إيطاليا عن بريطانيا والسويد والنرويج في عدد الصفقات.

ويقول ماكرو دافيدي، مدير الإستراتيجية والصفقات في منطقة البحر المتوسط في "إرنست آند يونغ": "مقارنة بالدول الأخرى، عانت إيطاليا بالتأكيد أكثر العام الحالي فيما يتعلق بالطروحات الأولية للجمهور".

لكنه يشير إلى أن نشاط الصفقات ارتفع في "سوق الاستثمار البديل" في الأسابيع الماضية. وهناك أيضاً مجموعة من الصفقات قيد الإعداد؛ "لذا نتوقع أن نرى تدفقاً جيداً من الطروحات الأولية في الربع الأول من عام 2021".

القطاعات المسيطرة

لعبت الظروف التجارية الصعبة في 2020 دوراً مضاداً لنقاط القوة التقليدية لإيطاليا، وهي الشركات الصغيرة والمتوسطة في قطاعات مثل التصنيع والسلع الاستهلاكية والتجزئة، وعانت هذه القطاعات بقدر أكبر أثناء كورونا، بينما هيمنت قطاعات التكنولوجيا والرعاية الصحية على نشاط الاكتتابات العامة خلال 2020؛ بحسب دافيدي.

ومن بين الشركات التي طرحت أسهمها العام الحالي في ميلان، كانت "جي في إس GVS" وهي الوحيدة التي سُمح لها بالتداول في السوق الرئيسية لبورصة إيطاليا، وارتفعت أسهم صانعة الأقنعة الواقية من المخاطر البيولوجية ومكونات الفلاتر لأجهزة التهوية بنسبة 79% منذ طرحها الأولي في يونيو.

ويعتبر المصرفيون في ميلان ارتفاع النشاط بدءاً من يونيو علامة إيجابية للعام المقبل، ويعتبر ماسيمو جيونسو، المدير التنفيذي لـ"سي إف أو سيم CFO SIM": أن "أغلب صفقات العام الحالي كانت في النصف الثاني من العام، وأن أداءها كان جيداً إلى حد كبير.. ونتوقع في الأشهر المقبلة نشاطاً كبيراً في ظل التحضير للعديد من الاكتتابات العامة".

الطروحات المُنتظَرة

يرى أنطونيو أميندولا، مدير محفظة في "أكوميا Acomea"، أن العام المقبل سيكون أفضل من 2019 فيما يخص الطروحات الأولية بالنظر إلى العديد من المحفزات الإيجابية في المستقبل، بما في ذلك تحسن الاقتصاد والإغاثة من صندوق التعافي للاتحاد الأوروبي، خاصة وأنه من المتوقع أن تحصل إيطاليا على أكبر مساعدات.

واصطفت العديد من الشركات بالفعل لطرح أسهمها؛ إذ تتوقع شركة "كومال Comal" لتركيب أنظمة الطاقة الشمسية أن تبدأ التداول في السوق الرئيسي للبورصة الإيطالية في 16 ديسمبر؛ ووفق مديرها التنفيذي، ألفريدو باليتي: "لقد شهدنا نمواً كبيراً في الأشهر الثلاثة الماضية، وقررنا طرح أسهمنا لجمع أموال ودعم خطط التطوير".

ويؤكد ماسيمو ماوري، المدير التنفيذي لـ"سيكو Seco"، أنه على جدول شركته، المتخصصة بتقديم حلول "إنترنت الأشياء"، الطرح الأولي في النصف الأول من 2021. ويضيف: "نحن نلتزم بخططنا نتيجة الأداء الجيد للغاية للشركة.. ونعمل في قطاعٍ تسارع بسبب كورونا"، حيث شكلت الحلول الرقمية للقطاعات الطبية والأدوية حوالي 40% من الإيرادات، كما طورت الشركة جهاز تنفس رئوي غير غازي.

وقد تطرح شركة التكنولوجيا الحيوية "فيلوجن Philogen"، إلى جانب "ليما كوربوريت LimaCorporate" المتخصصة في الأجهزة الطبية الترميمية، أسهمهما العام المقبل؛ حسبما نقلت صحيفة "إل سولي 24 أور". وفي حين أعلنت "فيلوجن" أن إدراج الأسهم خيار تدرسه، رفضت "ليما كوربوريت LimaCorporate" التعليق على الأمر.

أين الكبار؟

مع ذلك، لا يزال سوق الطروحات في إيطاليا تنقصه الأسماء الكبيرة التي تأخذه إلى المستوى التالي، ورغم أن العلامات التجارية المعروفة مثل "فالنتينو فاشن جروب" و"إيتالي" المتخصصة في سوق الأغذية والمطاعم، يُقال بشكل متكرر إنهما ستطرحان أسهمهما في المستقبل، فإنهما لم تعلنا عن أي خطط بعد.

واقتصرت الطروحات في ميلان بشكل أساسي على الشركات الصغيرة خلال العامين الماضيين، فمن بين الاكتتابات في 2020، جمعت 12 شركة أقل من 10 مليون يورو (12 مليون دولار)، حسبما أظهرت البيانات.

ويتوقع ماسيمو جيونسو أن يشهد العام المقبل "عودة الطروحات من القطاعات التقليدية مثل السيارات والمنتجات الفاخرة والسفر"، ويقول: "سيكون من الجيد رؤية بعض الأسماء الكبيرة والثقيلة بين الشركات الإيطالية التي ستطرح أسهمها للاكتتاب العام، ولاسيما المزيد من الشركات في السوق الرئيسية للبورصة".