برنامج المحلل المالي المعتمد "CFA" مضيعة هائلة للوقت

يستغرق اجتياز اختبارات المحلل المالي المعتمد ساعات دراسية طويلة للغاية دون أن يكون لها دور كبير في فتح المجال للإبداع في مجال الأعمال
يستغرق اجتياز اختبارات المحلل المالي المعتمد ساعات دراسية طويلة للغاية دون أن يكون لها دور كبير في فتح المجال للإبداع في مجال الأعمال المصدر: بلومبرغ
Jared Dillian
Jared Dillian

Jared Dillian is the editor and publisher of The Daily Dirtnap, investment strategist at Mauldin Economics, and the author of "Street Freak" and "All the Evil of This World." He may have a stake in the areas he writes about.

تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

يؤدي موظفو الشؤون المالية الشباب مرتين في السنة طقساً مقدساً، إذ يتقدَّمون إلى مراكز الاختبار مع أكياس قابلة للإغلاق مليئة بأقلام الرصاص والآلات الحاسبة المالية لإجراء الاختبارات التي ربما ستحدِّد نجاحهم المهني في المستقبل.

أنا أشير هنا إلى اختبارات المحلل المالي المعتمد (CFA)، التي يُعرف عنها أنَّها صعبة. انخفض معدل النجاح الأخير إلى أدنى مستوياته على الإطلاق، فقد نجح 25% فقط من المتقدِّمين للاختبار في المستوى الأول من الاختبارات.

المحلل المالي المعتمد

تأسست امتحانات المحلل المالي المعتمد في عام 1963 كوسيلة لوضع معايير الكفاءة في تحليل الأوراق المالية.

إذا نجحت في جميع المستويات الثلاثة، وحصلت على شهادة المحلل المالي المعتمد؛ فمن المفترض أن تعرف أشياءً عن المحاسبة، والبيانات المالية، والمشتقات، ونظرية المحفظة.

لم يكن مثل هذا المعيار موجوداً قبل شهادة المحلل المالي المعتمد، وكانت صناعة الأوراق المالية تفتقر إلى تسمية مهنية، مثل المحلل المالي المعتمد، التي يحتاجها العاملون في مهنة المحاسبة لممارسة مهنتهم.

لكن المحلل المالي المعتمد ليس امتحانَ ترخيص. يعمل المحللون الماليون المعتمدون، وغير الحاصلين على الاعتماد على حدٍّ سواء في مجال الخدمات المصرفية الاستثمارية، وبحوث الاستثمار والتجارة.

هناك امتحان للترخيص في الشؤون المالية، ويطلق عليه "السلسلة 7" (Series 7)، لكنَّه ليس صعباً للغاية.

وقتٌ طويل للغاية

إذا لم تكن شهادة المحلل المالي المعتمد ترخيصاً لممارسة العمل المالي، فما هي؟ يخضع الكثيرون للامتحانات للمضي قدماً في حياتهم المهنية، معتقدين أنَّ اعتمادهم كمحلل مالي معتمد (CFA) قد يُكسبهم ترقية أو وظيفة ذات راتب أفضل.

في الواقع، تعدُّ شهادة المحلل المالي المعتمد واحدة من عدة عوامل قد يأخذها صاحب العمل في الاعتبار خلال عملية التوظيف.

لقد صادفت العديد من العاملين في الشؤون المالية من ذوي الرتب المنخفضة، وموظفي المكاتب الخلفية الذين يخضعون للامتحانات على أمل أن يتقدَّموا إلى المكتب الأمامي، بحثاً عن الاحترام وراتب أعلى. لكنَّهم لا ينجحون في ذلك في كثير من الأحيان.

يعدُّ الوقت أكبر تكلفة مرتبطة بقرارك في أن تصبح محللاً مالياً معتمداً. لا يكلِّف اختبار المحلل المالي المعتمد الكثير من الدولارات الفعلية، وهي بضعة آلاف لكامل الدورة الدراسية فقط. ولكنَّه يستغرق وقتاً هائلاً يمتدُّ عبر عدَّة مئات بل آلاف الساعات الدراسية لكلِّ مستوى.

وذلك إذا اجتاز المتقدِّم جميع الاختبارات الثلاثة من المحاولة الأولى، وهو ما ينجح به حوالي 20% فقط من الأشخاص.

أما بالنسبة إلى الـ80% من الباقين، فهو التزام لأربع أو خمس سنوات، وأحياناً لفترة أطول.

لدي العديد من الأصدقاء الذين اختفوا على ما يبدو بمجرد أن بدأوا دراسة برنامج المحلل المالي المعتمد، ولم نجدهم لمدَّة ثلاث سنوات.

ضرورية في بعض المهن

مع انخفاض معدلات النجاح، أصبح من المهم أكثر من أيِّ وقت مضى إجراء تحليل شامل للتكلفة والعائد عند اتخاذ قرار بشأن إجراء اختبارات المحلل المالي المعتمد.

غالباً ما تكون الفائدة هي المصداقية البحتة، إذ يمكنك وضع أحرف "CFA" بعد اسمك. ونعم، هناك بعض المهن في مجال التمويل التي تتطلب، لجميع النوايا والأغراض، شهادة محلل مالي معتمد. تعدُّ إدارة الأصول واحدة منها، وكذلك أبحاث الاستثمار، وبدرجة أقل الخدمات المصرفية الاستثمارية.

في هذه الحالات، قد يكون عدم الحصول على شهادة المحلل المالي المعتمد بمثابة خطوة تقيّد المسار الوظيفي. في حين لا يحتاج المتداولون حقاً إلى شهادة محلل مالي معتمد.

يقول العديد من المحللين الماليين الذين يحملون هذه الشهادة، إنَّ القيمة في التعيين هي نتاج الوقت والجهد المبذولين فيه، كما يظهر التزامهم بالمهنة. يبدو هذا مثل نظرية العمل ذات القيمة بالنسبة لي.

لم يكن لدي انطباع بأنَّ غير المحللين الماليين المعتمدين كانوا أقل التزاماً من المحللين الماليين المعتمدين.

الأمر لا يستحق العناء

تقدَّمت لامتحان المستوى الأول في عام 2002، واجتزته بعد تخرُّجي مباشرة من برنامج ماجستير إدارة الأعمال. ثم تقدَّمت للمستوى الثاني في عام 2003، لكني كنت أعاني من قدر كبير من الاضطرابات الشخصية وفشلت. في تلك المرحلة قررت أنني كمتداول، لست بحاجة إلى ذلك، ولم يكن الأمر يستحق العناء. لست نادماً على قراري ذاك.

أدركت عندما كنت أدرس للامتحانات أنَّني لم أكن أتعلَّم المادة حقاً؛ كنت أتعلَّم فقط كيفية اجتياز الاختبار. أنا بصراحة لا أتذكَّر شيئاً واحداً تعلَّمته من برنامج المحللين الماليين المعتمدين.

من ناحية أخرى، حصلت على قدر كبير من برنامج ماجستير إدارة الأعمال، الذي كان تجربة غامرة، مع حضور الدروس بشكلٍ شخصي ومحاضرات يلقيها ضيوف ومجموعات دراسية.

ما يزال ماجستير إدارة الأعمال الخاص بي يؤتي ثماره. وقد تسبَّب معهد المحلل المالي المعتمد، سواء عن قصد أو بغير قصد، بالموت الرحيم لدرجة الماجستير في إدارة الأعمال.

في "وول ستريت"، يحظى المحلل المالي المعتمد بتقدير أعلى بكثير، وهو أمر سيئ للغاية، لأنَّ درجة الماجستير في إدارة الأعمال (أو برامج الدراسات العليا الأخرى) تنتج موظفين أكثر حكمة وتفكيراً.

عرض مسرحي

أكبر انتقاد لديَّ لبرنامج المحلل المالي المعتمد، هو أنَّه لا يجعلك مستثمراً أفضل بالضرورة. إذا كان هناك دليل ملموس على تفوُّق الصناديق التي يديرها حملة شهادة المحلل المالي المعتمد على الصناديق تحت إدارة أشخاص لا يحملون هذه الشهادة، فسيكون ذلك سبباً مقنعاً لإجراء الاختبار. لكن لا يوجد شيء؛ فهو عرض مسرحي فحسب.

ولا تتمُّ تغطية أي من الأشياء المثيرة للاهتمام التي تحدث في مجال التمويل هذه الأيام، مثل دراسة التوجهات وعلم النفس، ضمن أي تفاصيل في برنامج المحلل المالي المعتمد.

برنامج المحلل المالي المعتمد مضيعة هائلة للوقت. سيكون من الأفضل قضاء ثلاث سنوات في أي مسعى آخر. سواء أدرك الناس ذلك أم لا؛ فإنَّ التمويل مهنة تتطلَّب الكثير من الإبداع. يعمل برنامج المحلل المالي المعتمد على قتل الإبداع لدى الناس.

لديَّ انطباع بأنَّ الناس أصبحوا غير مغرمين ببرنامج المحلل المالي المعتمد (وربما معهد المحلل المالي المعتمد، الذي تمكَّن من جمع أموال ونفوذ كبيرين)، وكان ردُّ الفعل العنيف يختمر منذ فترة.

لم أرفض استكمال برنامج المحلل المالي المعتمد (CFA) فحسب؛ بل قرَّرت الحصول على ماجستير في الفنون الجميلة بدلاً من ذلك. ربما سيكون ذلك استخداماً أفضل لوقتي.