العالم يحتاج إلى تشييد مزيد من المباني المناسبة للجميع

مجمّع "سويت ووتر سبيكتروم" في ولاية كاليفورنيا بالولايات المتحدة
مجمّع "سويت ووتر سبيكتروم" في ولاية كاليفورنيا بالولايات المتحدة المصدر: شركة "ليدي مايتوم ستايسي"
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

يمتد مجمّع "سويت ووتر سبيكتروم" على مساحة نحو ثلاثة أفدنة، ويقع على بعد أربعة أحياء من وسط مدينة سانوما في منطقة واين كنتري بولاية كاليفورنيا. ويضمّ هذا المكان ذو الطابع الهادئ حديقة للنباتات العضوية، وحمام سباحة، وممرات واسعة تربط بين سلسلة من المباني المنخفضة، والمزينة بألوان حيادية، وتعلوها أسقف عازلة للصوت. كما أن المكان مزود بمصابيح مرتبطة بأجهزة استشعار الحركة، وجدران عازلة للصوت، وأرضيات معدّة للتدفئة والتبريد.

قيود كورونا لم تكن كلها سيئة.. لنُبقِ على متعة الساحات المفتوحة

بيئة داعمة

يعمل تصميم المبنى على الحدّ من الضجيج، ومن المحفزات الحسيّة، ليكون مناسباً لسكان المجمّع من الراشدين الذين يبلغ عددهم 16 شخصاً من المصابين بالتوحد. وتضمّ المباني السكنية فيه غرف نوم أحادية لتعزيز الاستقلالية، ومطابخ، وغرف جلوس مشتركة لتوفير الدعم والتواصل الاجتماعي للسكان. كما توجد مكتبة تمتلئ رفوفها بالكتب المتنوعة، فيما تُستخدم المأكولات المزروعة في الحديقة أو في الخيام المغلقة (الدفيئة)، إما لتحضير الطعام في المجمّع، وإما للبيع محلياً. كما يستضيف المركز الاجتماعي في المجمّع برامج متنوعة يهدف جميعها إلى دعم "الحياة الهادفة".

يشكل المفهوم الذي بُني على أساسه مجمّع "سويت ووتر" مكسباً لمجتمع الأشخاص ذوي الاضطرابات النمائية على أنواعها. وهو المشروع الأول من نوعه الذي يجري تصوّره وتنفيذه فعلياً على أرض الواقع. اليوم، يسعى المهندسون المعماريون والناشطون في مجال حقوق ذوي الإعاقة إلى استغلال فرصة النقاش الدائر حول مشروع قانون البنية التحتية البالغة قيمته 550 مليار دولار في الولايات المتحدة، الذي اقترحه الرئيس جو بايدن، بهدف الضغط نحو تبنّي تصاميم أبنية تمنح حرية الحركة والتنقل للجميع، وهو منهج في العمارة يعرف باسم"التصميم العالمي". ويؤكد هؤلاء المناصرون له أن إضافة هذه الميزات للأبنية تحمل فوائد على صعيد التكلفة أيضاً.

لماذا يجب على الجمهوريين منح بايدن الموافقة على خطة البنية التحتية؟

مشروع قانون البنية التحتية

يوجد أكثر من مليار شخص حول العالم ممن يعيشون مع نوع من الإعاقات التي قد تعرقل إمكانية وصولهم إلى الأبنية أو منشآت البنى التحتية. وبالنظر إلى المشكلات التي تحد الحركة، في الولايات المتحدة وحدها، يظهر أن عدد الأشخاص ذوي الإعاقة الحركية يبلغ ضعفَي عدد المنازل المتوافرة والمعدّة لتتلاءم مع الكراسي المتحركة، وفقاً لتحليل أجرته الشركة العقارية عبر الإنترنت "أبارتمنت ليست" في عام 2020. وأفاد التحليل بأن المستأجرين المصابين بإعاقة جسدية ينفقون نسبة أكبر من دخلهم على السكن في معظم المدن الأمريكية الكبرى.

تقول مارشا مايتوم، المهندسة المعمارية في شركة "ليدي مايتوم ستايسي للهندسة"، التي عملت على مشروع "سويت ووتر": "الأبنية تعتبر جزءاً من البنية التحتية، وإذا أردنا فعلاً إعادة البناء بشكل أفضل، فيجب أن نفعل ذلك بطريقة تشمل الجميع. وبالتالي فإن التصميم العالمي يجب أن يكون جزءاً من ذلك". وأضافت: "نحن نقوم بهذا الاستثمار الضخم لسنوات عديدة مقبلة، ولدينا الفرصة الآن لنقوم بذلك بالشكل الصحيح، ويستفيد الجميع من ذلك".

يُعرف التصميم العالمي أيضاً بتسمية "التصميم الشمولي"، وهو عبارة عن العملية الهندسية والإبداعية التي تضمن أن تكون البنية التحتية المشيدة ضمن البيئة الحضرية مهيأة للجميع، بغض النظر عن السن، أو القدرة الجسدية، أو أي تصنيف آخر للسكان.

لقد تطور هذا المفهوم في عام 1997 من قِبل رون مايس، مؤسس "مركز التصميم العالمي" في جامعة ولاية كارولاينا الشمالية، بالشراكة مع مهندسين آخرين ممن يعتقدون بضرورة أن يستفيد كل مستخدم من التصميم. وتدعو مبادئ التصميم العالمي إلى تشييد أبنية ومساحات تتلاءم مع القدرات المتفاوتة للأشخاص، وتتمتع بتصميمات مرنة وسهلة الاستخدام بالنسبة إلى الجميع، ويجري إيصال المعلومات الضرورية فيها، بغض النظر عن الإعاقة الحسية لدى الأشخاص، بشكل يحدّ من احتمالات حدوث الأخطاء، وتكون مناسبة لأحجام الأجساد المختلفة، ووضعياتها المتنوعة، والقدرات الحركية المتباينة لدى الأفراد.

المبادئ الأساسية للتصميم العالمي:

  1. المساواة في الاستخدام.
  2. المرونة في الاستخدام.
  3. سهولة وبديهية الاستخدام.
  4. تقديم معلومات حسيّة.
  5. قدرة التعامل مع المشكلات.
  6. مجهود جسدي قليل.
  7. أخذ الحجم والمساحة بالاعتبار، من ناحية التعامل والاستخدام.

بعد أربع سنوات من إصدار مبادئ التصميم العالمي، تبنت منظمة الصحة العالمية أطره هذه، وهو ما قاد النرويج إلى إضافة توجيهات التصميم العالمي إلى قوانين البناء المطبقة في البلاد. وبعض المدن التي استضافت الألعاب الأولمبية مؤخراً، بينها لندن في عام 2012، وطوكيو هذا العام، أدمجوا هذه المبادئ ضمن الملاعب الأولمبية، التي ضمّت ميزات مثل الحمّامات المُلائمة للأشخاص من ذوي الإعاقة الحركية أو البصرية أو السمعية، بالإضافة إلى "غرف هادئة" مخصصة للأشخاص من ذوي عتبة المحفزات الحسية المنخفضة.

كيف غيّر أولمبياد 1964 طوكيو إلى الأبد؟

التصاميم الشمولية ليست شائعة في الولايات المتحدة، وذلك لأن قواعد البناء في البلاد تُلزم التوافق مع قانون "الأمريكيين ذوي الإعاقة" (ADA) فقط، ذي النطاق الضيق نسبياً، الذي يفرض الحدّ الأدنى من القيود فقط، وفقاً لديف يانشوليس، وهو مدير مكتب الخدمات التقنية والمعلومات، في "مجلس الوصول الأمريكي"، وهي وكالة فيدرالية مستقلة مُكلفة تطوير وصيانة سبل الوصول في البيئة الحضرية، لتتوافق مع قانون "الأمريكيين ذوي الإعاقة".

كلّ ما سبق يشجع المتحمسين لمبادئ التصميم العالمي على الحديث عن المشاريع التي يمكن أن تقدم نماذج مُلهمة بالنسبة إلى المهندسين المعماريين، والمُخططين، والمدن.

التعلم من تجربة كاليفورنيا

انطلق مجمّع "سويت ووتر" مشروعاً تجريبياً في عام 2013، وسرعان ما لقي نجاحاً باهراً، فتشكلت سريعاً قائمة انتظار تضم الأشخاص الراغبين في السكن فيه. ويخطط المجمّع لإضافة مبنى آخر لاستقبال أربعة سكان جدد، ومرافق إضافية، بينها حديقة حسية، ومراجيح مناسبة للأشخاص المصابين بالتوحد.

على الرغم من التكلفة البالغة 3 آلاف و850 دولاراً شهرياً، أصبح مجمّع "سويت ووتر" نموذجاً لذوي الراشدين المصابين بالتوحد، ومعلمّي الأشخاص المصابين بالتوحد ممن يسعون لمحاكاة هذا النموذج في مجتمعاتهم. يذكر أن أربعة من سكان المجمّع يتلقون الدعم من أجل تسديد التكلفة، أو يحصلون على حسم.

وقد استضاف "سويت ووتر" جولات لمئات العائلات والأشخاص الراغبين في بناء مجمعات سكنية مشابهة، وأقام ندوتين حضرهما أكثر من 400 شخص، في عامَي 2019 و2020، إذ جرى شرح كيفية محاكاة النموذج. كما يقدم المبنى اليوم خدمات استشارية مقابل رسوم مالية.

مع بدء انتشار وباء كورونا، وتعثر تنظيم الجولات على أرض الواقع، استعاض المجمع بمقاطع فيديو، عُرضت على موقعه الالكتروني، بغرض الإجابة عن الأسئلة الشائعة، مثل كيفية تمويل هذا النوع من المشاريع، وإيجاد المواقع المناسبة لها.

ينصح المدير التنفيذي للمشروع، كوري سترادينغر، قائلاً: "ابدؤوا بالعمل على المشروع فوراً لأنه يحتاج إلى الوقت، وإلى الأموال أيضاً"، ويضيف: "لا تنتظر الحكومة أو أي شخص آخر حتى ينقذك".

العدالة الاجتماعية في الأبنية

تعمل مايتوم، التي صممت مجمّع "سويت ووتر"، على التصاميم القائمة على الاستدامة، والعدالة الاجتماعية، منذ أكثر من ثلاثين عاماً. ونظراً إلى كون 2% من الراشدين الأمريكيين مصابين بنوع من اضطرابات طيف التوحد، فهي ترى أنه يجب على مزيد من المهندسين المعماريين أن يفهموا الاحتياجات التصميمية المختلفة، التي قد تتغير مع تقدم الأشخاص في السنّ. فمثلاً، بينما قد يكون بعض الأشخاص حساسون بشكل مفرط لمحفز ما، يحتاج آخرون إلى مستويات أعلى من التحفيز.

تقول مايتوم: "ضمن اضطرابات طيف التوحد يكون بعض الأشخاص مفرطي الحساسية، والبعض الآخر ضعيفي الحساسية، لذا لا بدّ من التوصل إلى نقطة توازن لإنشاء بيئة مرحبة بالجميع، ويمكن تكييفها لتلبية الاحتياجات المحددة". وأضافت: "في (سويت ووتر)، أهم ما سعينا إلى تحقيقه هو الحرص على أن تبقى البيئة السكنية، أي المنازل التي نريد إنشاءها لهؤلاء الأشخاص، عملية بالنسبة إليهم طوال حياتهم".

يقع المشروع الذي مهّد الطريق أمام مجمّع "سويت ووتر" على بُعد 47 ميلاً (الميل = 1,6 كيلومتر) إلى الجنوب منه، في مدينة بيركلي بولاية كاليفورنيا، ضمن مجمّع "إد روبرتس" الذي يضمّ عدداً من المنظمات غير الربحية المعنية بشؤون ذوي الإعاقة، وقد سمّي بهذا الاسم تيمناً بأحد روّاد حركة حقوق ذوي الإعاقة. وكانت شركة "مايتوم" قد تولت أيضاً تصميم هذا المبنى الذي يمتد على مساحة 80 ألف قدم مربع ( القدم المربع = 0.9 متر مربع).

دُور رعاية المسنّين الفاخرة في الصين تجذب استثمارات بالملايين

نموذج عالمي

يعتبر مجمّع "إد روبرتس" أحد أكثر المباني المكتبية ملاءمة من حيث إتاحة إمكانية الوصول إلى الجميع في الولايات المتحدة، فهو مجهز بأبواب أوتوماتيكية، ومنحدر لولبي يقود إلى الطابق الثاني، ومصاعد سهلة الاستخدام، وأجهزة استشعار لا تتطلب استخدام اليدين، ووسائل تساعد على إيجاد الطريق في المبنى، مثل الأسطح النافرة لمساعدة الأشخاص الذين يعانون من مشكلات بصرية على التنقل، وإدراك محيطهم.

كذلك يُعَدّ المجمّع رائداً في مجال التصميم العالمي، بسبب خصوصية المكان الذي شُيِّد فيه، فهو يقع عند محطة النقل السريع في منطقة أشبي باي بمدينة بيركلي، إذ يُربَط الركاب بالمطارات المجاورة، وبمحطات الحافلات، وسيارات الأجرة، وخدمات النقل لذوي الإعاقة.

يقول مدير المجمّع، إيريك سميث، إنّ المبنى يشكل نموذجاً يثبت أن التصميم والبناء الشمولي يشكلان خطوة ذكية على الصعيد المالي أيضاً، إذ تجري معالجة كل الاحتياجات في مرحلة التخطيط والبناء، وهو ما يوفر تكاليف إدخال أي تعديلات لاحقاً.

وأضاف سميث: "كنّا سنقوم بصبّ الأرضية الإسمنتية على أي حال، لكننا أضفنا ملمساً مختلفاً لها، مستخدمين ألواناً متباينة قليلاً. توجد ملايين الخيارات التي يمكن أن تتخذها في المبنى لجعله أكثر قابلية للوصول بالنسبة إلى الجميع، ويتفق جميع المهندسين على أن ذلك لن يزيد التكاليف".

في الدنمارك.. التصميم من التعاطف

صُمّم منتجع "موشولم" الواقع في منطقة كورسور على خطّ "الحزام العظيم" الساحلي في البلاد، لتشجيع الجميع على ممارسة الأنشطة البدنية، بغضّ النظر عن قدراتهم الجسدية. وصمّم المشروعَ شركةُ "AART" للهندسة المعمارية، وانتهى بناؤه في عام 2015، وهو مزوّد بمنحدر للأنشطة الرياضية بطول 110 أمتار، ويضمّ في صالته متعددة الاستخدامات جدار تسلق مناسباً للكراسي المتحركة، وأول عربة "تليفريك" مناسبة للكراسي المتحركة في العالم. ويحيط بالمكان 24 منزلاً مجهزاً لسهولة الوصول.

الشقق الصغيرة تفاقم أزمة كورونا في الدول كثيفة السكان

تؤكد كاثرين ستايرموس، الشريكة ومديرة شؤون الأعمال في شركة "AART" للهندسة المعمارية، أن سرّ النجاح الهندسي في هذا المبنى يكمن في التعاطف، إذ اضطرت الشركات الهندسية التي تنافست من أجل الحصول على المشروع إلى اختبار المبنى بواسطة الكراسي المتحركة، لفهم كيفية تهيئته ليصبح مناسباً للجميع بشكل محسوس، فقد سعى المنتجع إلى تقديم مساحة يكون باستطاعة الجميع الوصول إليها وممارسة الرياضة، خصوصاً أن 38% من الدنماركيين من ذوي الإعاقة الحركية لا يمارسون الأنشطة البدنية، حسبما أفادت ستايرموس، التي قالت في رسالة إلكترونية أيضاً: "معظم الأشخاص من ذوي الإعاقة في الدنمارك يرجعون أسباب عدم ممارستهم للأنشطة الحياتية إلى محيطهم المادي، الذي يشكل العائق الرئيسي أمام ذلك". وأضافت: "بالتالي يمثل المنتجع نموذجاً للتخلص من هذه العراقيل، لتكون المباني والمساحات الحضرية مرحّبة بالاختلافات التي تجعل منّا بشراً".

وعلى بُعد نحو ساعة في مدينة تاستروب الدنماركية، يقع "منزل منظمة ذوي الإعاقة" الذي، وكمجمّع "إد روبرتس" في كاليفورنيا، يضمّ منظمات تنشط في مجال حقوق ذوي الإعاقة. وهناك أيضاً طُلب من المصممين التنقل ضمن المكان، آخذين في الاعتبار كل الاحتياجات والقدرات والأعمار لتصميم المبنى. لذلك وُضعت أزرار المصاعد على مستويات منخفضة، فيما عُلِمَت أرقام الطوابق على "درابزين" الدرَج، لمساعدة الأشخاص من ذوي الإعاقة البصرية على التنقل، كما وُضعت المراحيض ضمن مساحات واسعة يسهل الوصول إليها.

في هذا الصدد، قال البناؤون إنّ تكلفة تشييد هذا المبنى ليست أعلى من تكلفة تشييد مبنى لا يحتوي على هذه التصاميم العالمية. فشراء خشب يمكن الحفر عليه لم يكلّف أكثر من شراء خشب غير قابل للحفر، وذلك بحسب ستين أولريتش راسموسين، مدير التسويق في شركة "NCC Building Nordics" التي شاركت في تشييد المكان.

وتعليقاً على موضوع التصاميم العالمية، التي تجعل الأبنية قابلة للوصول والاستفادة من قبل الجميع، سأل راسموسين: "ألا يجب أن تكون الحال هكذا بشكل دائم؟".

في النرويج.. رأي السكان هو الأساس

لضمان اعتماد التصاميم الشمولية، لا بدّ من إعطاء المستخدمين النهائيين للمشروع الحق في التعبير عن آرائهم في العملية التصميمية. وهذا ما حصل في مجمّع "فيندموليباكين" في مدينة ستافانغر، وهو مجمّع سكني مشترك مجهز ليناسب ذوي الإعاقة، وهو يضمّ 40 مسكناً منفرداً، ونحو 5 آلاف قدم مربع من المساحات المشتركة. وكان المبنى قد افتتح أبوابه في عام 2019، وفي العام التالي نال جائزة الابتكار للتصميم العالمي، التي تمنحها مؤسسة التصميم والهندسة المعمارية النرويجية.

يضمّ المجمّع السكني مساحات واسعة مفتوحة لتناول الطعام والجلوس، إلى جانب غرف فردية يمكن للسكان اختيار كل الأمور فيها، من مواقع النوافذ، إلى نوع المقاعد، وتنسيق الأثاث، كلّ ذلك يجري بطريقة تعطي الأولوية لقدرة تنقل الأشخاص على الصعيد الفردي، والشمولي. كما يقع بعض الوحدات على مقربة من المساحات المشتركة، فيما تمتلك وحدات أخرى مداخل خاصة، لتلبية مجموعة متباينة من الاحتياجات الاجتماعية والجسدية للساكنين. كذلك تضمن مواد البناء والإشارات المستخدمة الرؤية الواضحة للجميع، كما أن الممرات واسعة بما يكفي لضمان سهولة الاستخدام.

قالت إيزوبيل تايلر، المهندسة المعمارية في شركة "هيلن أند هارد"، في رسالة إلكترونية: "تأثير المستخدم ومشاركته يشكّلان الاستثمار الأساسي في بناء مجمّع متين اجتماعياً". وأضافت: "في مشاريع التطوير السكني اليوم، من الضروري التركيز على التصميم الشمولي، بهدف تصميم مساحات قابلة للتكيّف وتلبي الاحتياجات الناجمة عن التحديات الاجتماعية الحالية".

هذا ويؤيد الخبراء أن إشراك أفراد المجتمع، خصوصاً ذوي الإعاقة، في عملية التصميم مهم للمخططين والمهندسين المعماريين وصنّاع السياسات الذين يسعون إلى محاكاة مثل هذه المباني. يقول إيريك سميث من مجمّع "إد روبرتس": "التصميم الشامل يعني ضمّ عديد من الأشخاص إلى العمليات حتى في مرحلة ما قبل التصميم"، وأضاف: "مثل هذا الأمر يجب أن يكون تلقائياً".

فائدة للجميع

من جهة أخرى، على الرغم من أن مشروع قانون البنية التحتية الهام، الذي يُتفاوض عليه في الولايات المتحدة، لا يحتوي على شروط تتعلق بالتصميم العالمي أو الشمولي، فإن مايتوم وقادة آخرين في القطاع يشددون على ضرورة أن تشكل سهولة التنقل والوصول الأساس الذي تنطلق منه هذه الخطط.

تقول مايتوم: "كما كان يقول لنا أحد عملائنا، فإن القدرة الجسدية لدى الجميع هي أمر مؤقت". وتابعت: "في رحلة الحياة، سواء كنت أُمّاً تجرّ عربة طفلها، وتحمل البقالة، فيما يرافقها طفلان، أو شخصاً يحتاج إلى كثير من المساعدة للتنقل، فإن هذه الأنواع من الميزات التصميمية ستعود بالفائدة على الجميع ضمن مجتمعنا".