"النيكل" يشعل المنافسة بين كبار اللاعبين وسط رهان على ارتفاع الطلب

المنافسة على النيكل ازدادت مع نشاط شركات السيارات الكهربائية
المنافسة على النيكل ازدادت مع نشاط شركات السيارات الكهربائية المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

أشعل سباق شركات السيارات على التزود بمعدن النيكل، لتشغيل بطارياتهم، منافسة بين اثنين من أكبر الأسماء في مجال التعدين ضد بعضهما البعض.

ورفضت شركة مملوكة لأندرو فورست، ملياردير خام الحديد الأسترالي، التراجع عن مقترح لشراء شركة تطوير النيكل الكندية "نورونت ريسورسز" (Noront Resources Ltd.)، بعد أن نافست عليها "بي إتش بي غروب BHP Group"، التي تعتبر أكبر شركة تعدين في العالم.

كان "فورست" مشغولاً بالعودة إلى وطنه الأم أيضاً، حيث كشفت شركة "ويسترن أريا" (Western Area Ltd) الأسترالية لإنتاج النيكل،الجمعة، أن الملياردير أصبح مساهماً كبيراً فيها، كما أعلنت هذا الأسبوع أنها تجري محادثات استحواذ مع منافس محلي.

اقرأ أيضاً: تسينغشان.. ملك النيكل يراهن على مستقبل أخضر في صناعة البطاريات

يحتل النيكل، المستخدم تقليدياً في صناعة الفولاذ المقاوم للصدأ (الإستانلس ستيل)، مركز الصدارة في دفع صناعة التعدين ضمن قطاع معادن البطاريات المزدهرة. وهو عنصر رئيسي في بطاريات الليثيوم أيون، التي يفضل إيلون ماسك الحديث عنها، والذي ناشد بدوره المنتجين العام الماضي قائلاً: "أرجو أن تقوموا بتعدين المزيد من النيكل". ويوفر المعدن مزيداً من الطاقة في البطاريات، ويسمح للمنتجين بتقليل استخدام معدن "الكوبالت"، الذي يعد أكثر تكلفة، ويتسم بسلسلة توريد أقل شفافية.

يأتي القتال على مناجم النيكل أيضاً في وقت محوري لهذه الصناعة، حيث أثارت خطط شركة "تسينغشان هولدينغ" (Tsingshan Holding Group) الصينية لإنتاج المعدن، الذي يندرج ضمن فئة البطاريات من مواد كانت مخصصة في السابق للفولاذ المقاوم للصدأ فقط، مخاوف من حدوث فائض في السوق. مع ذلك، تساءل بعض المحللين والمستثمرين عما إذا كان سيتم قبول هذا الأمر من قبل صانعي السيارات المهتمين بالبيئة بشكل متزايد.

تحوّل كبير

بالنسبة لشركة "بي إتش بي"، يمثل التركيز على النيكل تحولاً كبيراً مقارنة بما كانت عليه الشركة منذ أقل من عقد من الزمان. وكانت الشركة قد خططت للخروج من تجارة النيكل للتركيز على السلع الأخرى، وطرحت وحدة "نيكل ويست" (Nickel West) في أستراليا للبيع في عام 2014. لكن اليوم، حددت "بي إتش بي" المعدن بوصفه أحد السلع ذات الأولوية "التي تملك المستقبل" مع تحوّل الشركة بعيداً عن الوقود الأحفوري.

اقرأ أيضاً: مبيعات البطاريات تقفز عالمياً مع ازدهار الطلب على السيارات الكهربائية

خلال الشهر الماضي، أعلنت "بي إتش بي" أنها وقعت صفقة لتوريد النيكل مع شركة "تسلا" لبيع المعادن من "نيكل ويست" وبعد أسبوع، أعلنت عن عرض بقيمة 260 مليون دولار للسيطرة على رواسب النيكل والنحاس الغنية في "نورونت"، بدعم من مجلس إدارة الشركة الأصغر.

قالت شركة "ويلو ميتلز بتي" (Wyloo Metals Pty Ltd) المملوكة لـ"فورست"، والتي جمعت حصة تبلغ نحو 25٪ من "نورونت" وتملك قرضاً قابلاً للتحويل، إنها سترفض بيع أسهمها إلى "بي إتش بي"، مما يجعل رجل الأعمال شريكاً مستقبلياً صعباً على الأرجح. وألمح "فورست" أيضاً إلى أن بإمكانه العودة بعرض منافس متزايد إذا كانت "نورونت" مستعدة لفتح دفاترها لإجراءات إرضاء المتطلبات. وردت "نورونت" يوم الجمعة بقولها إنها عرضت القيام بذلك بالفعل، إذا وقّعت "ويلو" على اتفاقية سرية.

طموحات "فورست"

ومن غير الواضح ما هي خطط فورست لاستثمارات "ويسترن أريا"، لكنه يمتلك سجلاً قياسياً بفضل اتباعه للاعبين الراسخين، وتمكنه من جمع ثروته عبر تحدي "بي إتش بي" في أستراليا الغربية، عندما تصدرت مجموعة "فورتسيكيو ميتلز غروب" المملوكة له المشهد خلال ذروة دورة السلع الفائقة الأخيرة. منذ ذلك الحين، أنشأ شركةً عملاقة لخام الحديد؛ كي يتحدى احتكار شركتي "بي إتش بي" و"ريو تينتو" بشكل تقليدي للسوق الأسترالية.

أوضح "فورست" منذ فترة طويلة أنه مهتم بمعادن البطاريات، وأعرب عن طموحاته للدخول في هذا المجال لمدة نصف عقد على الأقل. وبدأ "فورست" عمله في تعدين النيكل بشركة "أناكوندا نيكل"(Anaconda Nickel)، التي كان يطوّر فيها منجم "مورين مورين Murrin Murrin" بأستراليا قبل إبعاده في عام 2001.

قال توم برايس، رئيس استراتيجية السلع في شركة "ليبروم كابيتال" :(Liberum Capital): "بالرغم من أن (فورتسيكيو ميتلز) تعتبر شركة تعدين لخام الحديد، إلا أن اسمها نفسه يخبرنا أن فورست كان لديه دائماً خططاً أكبر".