في عصر التعدين الأخضر.. مشروع خالٍ من الكربون بالنرويج يواجه اعتراضات مجتمعية

مسحوق خام النحاس في مخزن شركة "أوروبيس" في هامبورغ بألمانيا
مسحوق خام النحاس في مخزن شركة "أوروبيس" في هامبورغ بألمانيا المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

تأمل شركة "نصير إيه إس إيه" (Nussir ASA) إنشاء أول عملية تعدين خالية من الكربون في العالم شمال النرويج في قلب الدائرة القطبية الشمالية، لكن الشركة التي تخطط لشراء النحاس الذي سيُستخرج أشارت إلى وجود مخاوف بيئية أخرى محتملة، إذ قالت شركة "أوروبيس" (Aurubis AG)، أحد أكبر مصاهر النحاس في العالم، إنها أبرمت اتفاقاً مؤقتاً لشراء المواد الخام من "نصير" بعد معارضة جماعات السكان الأصليين المحلية، حسبما ذكرت الشركة يوم الخميس.

يُعَدّ التأثير في غزلان الرنة المتوطنة هناك من بين الاعتراضات على المشروع، إلى جانب قضايا بيئية أخرى.

وقالت دانييلا كالمباخ، المتحدثة باسم "أوروبيس" التي تتخذ من هامبورغ مقراً لها، عبر الهاتف: "الأمر لدى (أوروبيس) يتخطى كونه مجرد وعود شفهية. نحن نعلم أن نصير بذلت عديداً من الجهود مع المجتمع، ولكننا ما زلنا نرى إمكانية النظر في هذا الجانب من كثب".

تدقيق متزايد

يمثل المشروع حلقة جديدة في مسلسل تعرض المشاريع التي تركز على الاستدامة لتدقيق متزايد من العملاء والمستثمرين، وسط تزايد المخاوف بشأن تأثير عمل تلك الشركات في البيئة.

بدأت منظمة "الحفاظ على الطبيعية" في أبريل إجراء مراجعة داخلية بشأن مخاوفها بعدم وجود تأثير لبيعها أرصدة الكربون. وقد روجع عديد من صفقات الغاز الطبيعي "المحايدة للكربون" التي وقّعها عديد من الشركات، من بينها "توتال"، لنفس الأسباب.

لكن المشكلة بالنسبة إلى منجم "نصير" في النرويج تتعدى مجرد المطالبات بعدم وجود كربون في المشروع نفسه، بل ترتبط بمخاوف أخرى تتعلق بالاستدامة في الموقع.

لم تردّ الشركة على الفور على طلبات التعليق.

تركز "نصير"على عملية تعدين كهربائية بالكامل وخالية من الكربون، تعتمد على استخدام الطاقة الكهرومائية الوفيرة في النرويج، إلى جانب اعتماد أسطول الآلات الثقيلة في المشروع على البطاريات.

في المقابل تتركز اعتراضات سكان الموقع من الساميين الأصليين الذين قاتلوا ضد المشروع على أن التعدين سوف يعيث فساداً في الحياة البرية المحلية والمجتمع الذي يعتمد عليها.

وقالت كالمباخ: "كان الدعم كبيراً من المجتمع المحلي في شمال النرويج بشكلٍ عام، وجرت الموافقة على المشروع بالكامل، ومع ذلك كان لدى مجموعة أصغر من السكان الساميين الأصليين مخاوف كبيرة بشأن التأثير البيئي أو التأثير المحتمل في تجمعات الرنة".