مستثمرو "بيلوتون" يتصبّبون عرقاً

المصدر: نيويورك تايمز
Tara Lachapelle
Tara Lachapelle

Tara Lachapelle is a Bloomberg Opinion columnist covering the business of entertainment and telecommunications, as well as broader deals. She previously wrote an M&A column for Bloomberg News.

تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

مرحباً بكم في رحلة اليوم، مع مستثمري "بيلوتون" (Peloton). أريدكم أن تبدأوا بالتمطُّط، ورفع مقاومتكم بضع درجات أكثر، ومن ثم إبطاء سرعتكم لتسلُّق ينضَح بالعرق.

في حال تمَّ سرد تقرير أرباح شركة "بيلوتون إنتراكتيف" (Peloton Interactive) – الذي صدر يوم الخميس – بواسطة أحد مدربيها الرياضيين الافتراضيين النشطين، فمن المحتمل أن يكون هذا هو شكل السرد، فقد انخفض السهم –الذي يُعدُّ أحد أكبر الفائزين خلال الجائحة العام الماضي- يوم الخميس على خلفية النتائج المالية التي تضمَّنت خفضاً في أسعار المنتجات، وتوقُّعات مخيبة للآمال، والإفصاح عن "ضعف جوهري" في الضوابط المحاسبية. وبالتالي، لن يكون المسار الذي يؤدي إلى أعلى التل -كما تعلم مجموعات "بيلوتون"- سهلاً.

علاوةً على ذلك، واصلت الأسهم انخفاضها بنسبة 5% في التعاملات المبكرة صباح الجمعة، بعد أن صرَّحت "بيلوتون" في وقت لاحق بأنَّه تمَّ استدعاؤها للمحكمة من قبل وزارة العدل الأمريكية ووزارة الأمن الداخلي، على خلفية وثائق متعلِّقة بتقاريرها حول الإصابات الناجمة عن منتجاتها. كما قالت، إنَّ لجنة الأوراق المالية والبورصات، تحقِّق أيضاً في إفصاحاتها العامة عن هذه الحوادث.

اقرأ أيضاً: 220 مليون دولار تمويل لشركة تيمبو للتمارين المنزلية

بغضِّ النظر عن هذا الأمر، ربما يكون خفض الأسعار هو الأكثر وضوحاً، لأنَّه في بيئة تضخمية تضع علاوة على أجهزة التمرين المنزلية العصرية؛ تشعر "بيلوتون" الآن بضغوط من أجل خفض سعر دراجتها الأصلية بمقدار 400 دولار ليُصبح 1495 دولاراً، لمحاولة جذب المزيد من العملاء. وكانت الشركة قد خفَّضت السعر بالفعل في سبتمبر، إلا أنَّها أشارت في رسالتها إلى المساهمين يوم الخميس إلى أنَّ التكلفة "مازالت تشكِّل حاجزاً" أمام أرخص منتجاتها. وبالمقارنة؛ فإنَّ سعر دراجة "بايك +" (Bike+)، التي تتضمَّن شاشة دوَّارة تعمل باللمس لاستخدامها في تمارين القوة التي تُجرى خارج الجهاز، يبدأ من 2495 دولاراً.

هذا ولا تواجه "بيلوتون" ضغوطاً من بدائل أرخص فحسب؛ بل وتواجه أيضاً منافسة جديدة من جميع الصالات الرياضية التي أعيد افتتاحها، إذ يتطلَّع عشاق اللياقة البدنية إلى الخروج من المنزل. وقد أنفقت الشركة على المبيعات والتسويق مبلغاً يزيد بنسبة 172% مقارنة بالعام الماضي، عندما لم يكن الإعلان ضرورياً، لأنَّها لم تكن قادرة على مواكبة الطلب. كذلك يستخدم عملاء "بيلوتون" الخدمة بمعدل أقل، وسط عمليات إعادة الفتح، فقد انخفض متوسط التدريبات الشهرية لكلِّ اشتراك بأكثر من 20% إلى 19.9. و مايزال هذا أفضل قليلاً من مستويات ما قبل الجائحة.

في الوقت ذاته، كان توسُّع "بيلوتون" في أعمال جهاز المشي صعباً؛ فقد تعيَّن عليها سحب كلا الطرازين بعد تقارير عن سقوط الشاشات عن جهاز المشي، ونشر مقاطع فيديو لأطفال ينجرون تحت جهاز المشي "تريد+" (Tread+)، (وقد أدت حادثة واحدة إلى وفاة طفل). كما أشارت عمليات سحب المنتجات إلى نقطة ضعف عامة لاحظها بعض مستخدمي "بيلوتون"؛ إذ لا تبدو منتجاتها دائماً بأفضل جودة، حتى لو كان اقترانها بالصفوف الحيوية يجعل العلامة التجارية متميّزة إلى حدٍّ ما. ولكن الأهم من ذلك، أنَّ الطريقة التي تعاملت بها مع هذه الأمور، جذبت انتباه الجهات التنظيمية الآن، إذ ما تزال الشركة ترى أنَّ أجهزة المشي هي فرصة للنمو، ويحتمل أن تكون أكبر بمرتين من حجم أعمالها في مجال الدراجات. هذا وسيبدأ بيع أجهزة المشي مرة أخرى في 30 أغسطس.

اقرأ أيضاً: 3 شركات تعمل في تكنولوجيا التمارين الرياضية استحوذت عليها "بيلوتون"

الجدير بالذكر أنَّ شركة "بيلوتون" تتوقَّع خسارة معدلة قدرها 325 مليون دولار قبل الفوائد، والضرائب، والاستهلاك، والإطفاء للسنة المالية 2022 التي بدأت للتو. وبعد اجتياز هذه الفترة من ارتفاع تكاليف الإعلان، والسلع، والشحن وغيرها من "الاستثمارات المهمة"، تتوقَّع شركة "بيلوتون" العودة إلى الربحية على أساس الأرباح المعدلة قبل الفوائد، والضرائب، والاستهلاك، والإطفاء في السنة المالية 2023، إذ قالت، إنَّ المشكلة المتعلِّقة بمحاسبة المخزون لديها، لم تخلق تحريفاً جوهرياً في نتائجها المالية.

في الواقع، مازال العمل ينمو، إذ من المفترض أن يساعد خفض سعر الدراجة في ذلك، وقد نجح في تحويل صورة "بيلوتون" من شركة تعمل بدراجات السبيننغ فقط إلى خدمة لياقة عامة، حيث يبدأ المستخدمون في تجربة دروسها الأخرى بما في ذلك اليوغا. كذلك من شأن أوَّل عملية استحواذ كبيرة لها -لشركة "بريكور" (Precor) المصنِّعة لآلات التمرين المنافسة، التي اكتملت العام الماضي- أن تمنحها مزيداً من الانتشار وقوة التصنيع.

مع ذلك، تُشارف نعمة الجائحة التي بدأت العام الماضي على نهايتها، إذ تتعلَّم الشركة المسؤولية التي تأتي مع كونها الشركة الصانعة لمثل هذا المنتج الشهير. ويتعيّن الآن على "بيلوتون" أن تنافس في سوق لم تعد فيها الخيار الوحيد، كما أنَّ عمليات سحب المنتجات ماتزال في أذهان الناس.