متداولو السندات يترقبون بيانات الوظائف لتلمُّس خطوة الفيدرالي التالية

مبنى مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، واشنطن
مبنى مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، واشنطن المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

لن تضطر أكبر سوق سندات في العالم إلى الانتظار طويلاً لحدوث صدمة التقلبات المحتملة الجديدة، حيث ستساعد القراءة المستقبلية للوظائف في أمريكا، ذات الأهمية البالغة، في تشكيل الرهانات على مسار عوائد سندات الخزانة للفترة المتبقية من عام 2021.

في هذا الصدد، سجل منحنى العائد أسبوعه الأول من الانحدار منذ يوليو، منتعشاً من أدنى مستوى له في عام، بعد خطاب متوقع إلى حد كبير من قِبل رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول، الذي شدّد على أن البنك المركزي يمكن أن يبدأ في إبطاء مشترياته من الديون في عام 2021، رغم أنه لن يتسرع في البدء برفع أسعار الفائدة بعد ذلك.

كما أعرب عن حذره بشأن سلالة دلتا المتزايدة الانتشار، مما ترك المتداولين يركزون على بيانات الوظائف لشهر أغسطس لمعرفة أي من اجتماعات السياسة الثلاثة المتبقية لعام 2021 قد يكون الاحتياطي الفيدرالي واثقاً بدرجة كافية للكشف عن خططه فيه لتخفيض التيسير. وعليه، يمكن لأرقام العمالة القوية في 3 سبتمبر أن توسع الاتجاه المتصاعد من خلال تأجيج تناقص الرهانات التي ستأتي عاجلاً وليس آجلاً.

يرى جين تانوزو، مدير المحفظة في شركة "كولومبيا ثريدنيدل" (Columbia Threadneedle)، في مقابلة عبر الهاتف، أن "باول قام بعمل استثنائي في محاولة الفصل بين المتطلبات والحدود الخاصة بتخفيض التيسير على أنها مختلفة تماماً، حيث قال إن هناك اختباراً أكثر صرامة إلى حد كبير لارتفاعات أسعار الفائدة. لذلك أعتقد أنه في حال كانت البيانات أفضل من المتوقع في ظل زيادة انتشار دلتا وحدوث التناقص التدريجي للتيسير، فإن منحنى العائد يمكن أن ينحدر".

يُذكر أن متوسط ​​التوقعات هو إضافة 750 ألف وظيفة في أغسطس، مقارنة مع زيادة قدرها 943 ألف وظيفة في يوليو. وأشار تانوزو إلى أن رقم أغسطس الذي جاء أعلى من التوقعات سيضع عائد 10 سنوات في طريقه نحو 1.5% أو أعلى، مقارنةً بـ1.3% حالياً.

فرصة التقلب

قد يقدم هذا أيضاً موجة من التقلبات للمتداولين. حيث يحوم مؤشر بورصة إنتركونتيننتال بنك أوف أميركا لتقلب سعر الفائدة (ICE BofA MOVE Index)، الذي يتتبع تقلبات الأسعار الضمنية في سندات الخزانة، حول معدله الوسطي لعام 2021، بعد أن فشل خطاب باول يوم الجمعة في تحفيز الكثير لمواجهة الاضطرابات.

هذا ويبلغ منحنى العائد، كما تمّ قياسه بالفجوة بين عائدات السندات لأجل 5 سنوات ولأجل 30 عاماً، حوالي 111 نقطة أساس، ليستقر بذلك دون ذروة 2021 عند 167 نقطة أساس التي تمّ الوصول إليها في فبراير، وهي نقطة انعطاف كان بعض استراتيجيي وول ستريت قد ربطوها بنهاية اتجاه حاد استمرّ لعدّة سنوات.

كما جاء الاستقرار في الأشهر الأخيرة مع بدء المتداولين في توقع رفع بنك الاحتياطي الفيدرالي لأسعار الفائدة القريبة من الصفر خلال العامين المقبلين. إلا أن الانتشار الأخير لسلالة دلتا يثير عدم اليقين بشأن مسار الاقتصاد، وبالتالي سياسة البنك المركزي.

سندات الخزينة المحمية من التضخم

يشتري الاحتياطي الفيدرالي الآن ما مجموعه 120 مليار دولار من سندات الخزانة والأوراق المالية المدعومة بالرهن العقاري شهرياً. علماً أنه عندما تخلص من برنامج التيسير الكمّي الذي تمّ تقديمه في أعقاب الأزمة المالية لعام 2008، استغرق الأمر 10 أشهر لإكمال عملية التخفيض، حيث أعلن البنك المركزي عن خططه في ديسمبر 2013 وبدأ في تخفيض المشتريات الشهرية في الشهر التالي.

من جانبه، يَعتبر فاينير بهنسالي، مؤسس شركة إدارة الأصول "لونغتيل ألفا" (LongTail Alpha)، أن "الناس سيعودون يوم الإثنين إلى الرأي القائل بأن الاحتياطي الفيدرالي قد وصل إلى شبه إجماع على القيام بتشددّ لناحية حزم التحفيز. وستتم إعادة تقويم سوق السندات، وسنبدأ في رؤية عمليات بيع في سوق الخزانة.