يدفع المستثمرون الأثرياء الذين دعموا امبراطورية الملياردير الصيني "هوي كا يان" ثمناً باهظاً الآن وسط تصاعد المخاوف حول معاناة المجموعة لسداد ديونها.
لقد اعتمد "هوي" كثيراً على أصدقائه في لعب البوكر لدعم "تشاينا إيفرغراند غروب" خلال أوقات الأزمات، سواء كان ذلك من خلال اقتناص حصص في شركته، أو شراء كميات كبيرة من سنداتها، أو عدم مطالبتها بسداد الديون، ووسَّع الملياردير هذه الدائرة لجمع الأموال لأعمال خدمات العقارات في ديسمبر، وكذلك لشركة سيارات كهربائية ناشئة في يناير.
ويعني التحوُّل الحاد في أسهم "إيفرغراند" ووحداتها أنَّ أصدقاء "هوي" يواجهون الآن خسائر عقابية محتملة، وانخفضت أسهم شركة التطوير العقاري بحوالي 70% العام الجاري، في حين هبطت "إيفرغراند بروبرتي سيرفسيز غروب" بنسبة 34% عن سعر الطرح الأولي للجمهور.
رأى المستثمرون الاستراتيجيون- الذين أنفقوا مجتمعين 3.4 مليار دولار على شراء أسهم في "تشاينا نيو إنرجي فيكل غروب" في طرحها الخاص في يناير- تراجع قيمة استثماراتهم بأكثر من 70%، ولم يتمكَّنوا من البيع بسبب اتفاقية حظر البيع، وباعت "إيفرغراند" 1.4 مليار دولار أخرى من الأسهم في السوق المفتوحة في مايو إلى مستثمرين لم يكشف عنهم.
وتؤدي المخاوف، من أنَّ الشركة ستحتاج لبيع أصول بخصم شديد، إلى تعزيز هبوط شركاتها التابعة المدرجة في البورصة، وبلغت إجمالي التزامات شركة التطوير العقاري الأكثر مديونية في العالم 300 مليار دولار.
اقرأ المزيد: مخاطر السيولة تحيط بعملاقة العقارات الصينية "إيفرغراند"
وفيما يلي نظرة على أداء بعض المستثمرين في "إيفرغراند" حالياً:
في يناير الماضي، باع "هوي" أسهماً بقيمة 26 مليار دولار هونغ كونغ (3.4 مليار دولار) في وحدة السيارات الخضراء التابعة لـ"إيفرغراند" إلى ستة مستثمرين بفترة حظر بيع 12 شهراً. وساعد الطرح الخاص، الذي جاء وسط إقبال جنوني عالمي على صناع السيارات الكهربائية وصعود أسواق الأسهم، في رفع سعر سهم الشركة بأكثر من 50% في اليوم التالي للأنباء، واشترى المستثمرون الأسهم بسعر 27.30 دولاراً هونغ كونغياً للسهم الذي أغلق عند 6.50 دولاراً هونغ كونغياً يوم الجمعة.
"إيفرغراند" الصينية قد تؤجل إنتاج السيارات الكهربائية إذا لم تؤمِّن مزيداً من الأموال
وتشمل قائمة المستثمرين الستة:
اقرأ المزيد: الأسوأ في العالم.. أسهم وحدة "إيفرغراند" للسيارات الكهربائية تخسر 80 مليار دولار
جمعت ذراع إدارة العقارات التابعة لـ"إيفرغراند" 14.3 مليار دولار من طرحها الأولي للجمهور في هونغ كونغ في نوفمبر بسعر يقع في النصف الأدنى من نطاق السعر التسويقي، وتضمَّن الطرح 23 مستثمراً أساسياً، وبرغم السماح لهؤلاء المستثمرين بالبيع بعد 2 يونيو، سيستمر حظر البيع على حاملي الحصص الآخرين حتى 2 ديسمبر.
الصين تطالب البنوك بتقييم ديون عملاق العقارات "إيفرغراند"
كان ثلاثة من المستثمرين الاستراتيجيين في طرح "نيو إنرجي فيكل" مستثمرين أساسيين في وحدة خدمات العقارات، وفقاً لبيانات وشروط اطَّلعت عليها "بلومبرغ"، وكان تشان من "تشاينيز إيستيت" أكبر داعم في جولة التمويل السابقة للطرح، فقد اشترى 5% من الأسهم، في حين اشترت "كينغ كي" حصة بقيمة 236 مليون دولار هونغ كونغ، أما المؤسس الذي يمتلك حصة أغلبية في "سينترالكون غروب" فقد استثمر 200 مليون دولار هونغ كونغي.
بعض أقرب حلفاء "هوي" هم من مجموعة يشاركها في الولع بلعبة البوكر الصينية، وتعرف العشيرة باسم نادي "Big Two" نسبة لاسم اللعبة، وتشمل "لاو" من "تشاينيز إيستيت"، وهنري تشنغ من شركة "نيو وورلد ديفيلوبمنت"، وتشيونغ تشونغ كيو، "سي سي لاند" (C C Land)، وقاموا بالعديد من المعاملات على مرِّ السنين، وهم مترابطون لدرجة أنَّ أيَّ تعثُّر من قبل "إيفرغراند" ستكون له تداعيات على أعمالهم.
فقد الملياردير شانغ جيندونغ السيطرة على ذراع البيع بالتجزئة في امبراطوريته "سونينغ" عندما تلقى خطة إنقاذ مدعومة من الدولة في يوليو، وأثيرت المخاوف بشأن التدفُّقات النقدية لمجموعته في سبتمبر، عندما تنازل "تشانغ" عن حقه في دفعة بقيمة 20 مليار يوان من "إيفرغراند"، وساعد القرار صديقه "هوي" على إنقاذ شركته الخاصة، لكنَّه لم يكن له أي معنى مالي بالنسبة للمستثمرين.
اقرأ المزيد: ساعد صديقه فخسر نصف ثروته.. الملياردير الصيني تشانغ جين دونغ في مأزق
لم يشعر الأثرياء وحدهم بالألم، فقد قالت شركة "شينزين انفستمنت"، وهي شركة تطوير عقاري مدرجة تسيطر عليها حكومة شينزين، إنَّ قيمة شركتها التابعة "هينغدا ريال إيستيت غروب" (Hengda Real Estate Group) انخفضت بنحو 833 مليون دولار هونغ كونغي في النصف الأول. بلغت الحصة حوالي 4% من إجمالي أصولها كما في 30 يونيو، وفقاً لبيان مقدَّم لبورصة هونغ كونغ.
كشفت شركة "آسيا أورينت هولدينغز " بقيادة رجل الأعمال الكتوم بون جينغ، في يوليو أنَّها جمعت سندات لـ"إيفرغراند" بقيمة اسمية تبلغ مليار دولار، وفقاً لبيان مقدَّم للبورصة، بما في ذلك سندات اشترتها مقابل 230 مليون دولار خلال العام الماضي. وفي وقت الإعلان، كانت شركة بون والشركات التابعة لها تتكبَّد خسائر غير محقَّقة في الممتلكات التي تمَّ الكشف عنها، بالنظر إلى أنَّ سندات "إيفرغراند" كانت تتداول بالقرب من أدنى مستوياتها القياسية، وفقاً لبيانات جمعتها "بلومبرغ".