سوء تقدير وجهة الاقتصاد و"كوفيد" يعجلان بتنحي سوغا من رئاسة الحكومة اليابانية

يوشيهيدي سوغا
يوشيهيدي سوغا المصدر: غيتي إيمجز
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

يشير قرار رئيس الوزراء الياباني، يوشيهيدي سوغا، بالتنحي عن منصبه كزعيم إلى فشل رهانه على أن الحد من تأثير كوفيد-19 على الاقتصاد سيؤمن له الدعم الشعبي والوقت لتجسيد أهدافه الخضراء والرقمية.

بعد أقل من عام من العمل، غادر سوغا مع بعض الوعود الكبيرة على الطاولة، ولكن بنجاحات صغيرة للغاية في الاقتصاد الحقيقي. لقد كافح من أجل تحقيق التوازن بين الاحتياجات الاقتصادية واحتواء الوباء، وساعد عدم اهتمامه بديناميكيات الأسعار في دفع التضخم إلى ما دون الصفر، على الرغم من وعده بالاستمرار في برنامج "إبينوميكس" (Abenomics) لسلفه لإنعاش التضخم.

منذ بداية سبتمبر الماضي، أعطى سوغا انطباعاً بأنه رجل تفاصيل مقتضب وليس قائداً يتمتع بشخصية كاريزمية مع رؤية شاملة للاقتصاد الكلي.

وبعد أن رأى كيف أن النظام الإداري الياباني الثقيل كان بطيئاً في توزيع الأموال لمواجهة تأثيرات الوباء في عام 2020، أصر سوغا على أنه سيعجّل التحركات لرقمنة الحكومات المركزية والإقليمية والاقتصاد. لكن وكالته الرقمية أطلقت هذا الأسبوع فقط. ونفس المشكلات عبر الإنترنت وقدرة الموظفين التي شوهدت العام الماضي، ساهمت في البطء الأولي لبرنامج التطعيم، حيث فضلت بعض الحكومات المحلية التزام العمل بصيغة البريد بدلاً من الكمبيوتر المحمول أو الهاتف.

هل بلغ تعافي الاقتصاد العالمي من كورونا ذروته؟

كان وضع المزيد من الأموال في جيوب الناس أكثر منطقية بالنسبة له من زيادة التضخم، فقد كان ثقل إعانات السفر المحلية ورغبته بخفض رسوم الهاتف المحمول كبيراً على الأسعار، مما دفع مؤشر أسعار المستهلك الياباني إلى المنطقة السلبية بينما يتجه في بقية العالم إلى المنطقة المعاكسة.

من المحتمل أن سوغا رأى في دورة الألعاب الأولمبية في طوكيو وسيلة لترمز إلى التعامل الناجح مع الفيروس، وتمسك بالخطة بإصرار. لكن التقلّب الأخير بشأن قواعد الطوارئ المريحة ثم إعادة فرضها ساعد في زيادة عدد الإصابات التي أدت إلى منع جميع المتفرجين تقريباً من حضور الحدث، وإحباط ومعاناة أصحاب الحانات والمطاعم.

قد يكون الإخفاق في تنظيم أكبر حدث رياضي في العالم في حالة الطوارئ قد ساهم أيضاً في اتخاذ موقف أقل حذراً بين الناس، حيث غامر الكثير منهم بالخروج، مما أدى إلى تسجيل إصابات قياسية بكوفيد في جميع أنحاء البلاد.

ترك رحيل سوغا هدفه الأكبر المتمثل في نقل الاقتصاد إلى مستقبل أكثر استدامة، مع القليل من التفاصيل المحددة حول كيفية تحقيق اليابان لحياد الكربون بحلول عام 2050.

تعليق الاقتصادي يوكي ماسوجيما من "بلومبرغ إيكونوميكس"

"مع مواجهة الاقتصاد لضغوط متزايدة من تفشي "دلتا"، من المرجح أن تشعر الحكومة -بقيادة سوغا أو غير ذلك- بضغط قوي لرفع الحوافز المالية لمواصلة الانتعاش. بالنسبة للسياسة النقدية، من المرجح أن يؤدي أي تغيير في قيادة الحزب الديمقراطي الليبرالي إلى القليل لتغيير الديناميكيات في علاقة الحكومة مع بنك اليابان".

آسيا والمحيط الهادئ