روسيا تواجه مهمة صعبة لبناء مخزونات الغاز الطبيعي قبل الشتاء

تعتبر روسيا أكبر مورِّد غاز لأوروبا لكنها مستهلك كبير له أيضاً وتسعى البلاد للوصول إلى مخزون محلي قدره 72.6 مليار متر مكعب بحلول أول نوفمبر
تعتبر روسيا أكبر مورِّد غاز لأوروبا لكنها مستهلك كبير له أيضاً وتسعى البلاد للوصول إلى مخزون محلي قدره 72.6 مليار متر مكعب بحلول أول نوفمبر المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

تقوم "غازبروم" حالياً بشحن كميات من الغاز الطبيعي إلى عملائها في أوروبا الغربية يومياً، لكنها تحتاج إلى تخزين كميات كبيرة منه قدر الإمكان في البلاد، لكي تُبقي الروس دافئين خلال هذا الشتاء، وفقاً لحسابات بلومبرغ.

أمام شركة الغاز الروسية العملاقة شهران فقط قبل بدء بناء مخزوناتها المستنفدة إلى المستويات القياسية المستهدفة، والتي يتوقع وزير الطاقة نيكولاي شولغينوف أن تصل إليها الشركة.

يتطلب ذلك من "غازبروم" أن تقوم بضخ إمدادات في مواقع التخزين الروسية تحت الأرض، بما يعادل نحو 80% من صادراتها اليومية إلى أوروبا الغربية.

ترسل الحسابات المستندة إلى بيانات شركة "غازبروم" إشارة مقلقة لأوروبا، مع اقتراب نفاد الوقت قبل بدء القارة في تعزيز مخزوناتها الاحتياطية استعداداً لموسم التدفئة، تزامناً مع معاناة دول مثل بريطانيا إلى إسبانيا وألمانيا فعلياً من تضخم الطاقة بسبب ارتفاع أسعار الغاز والكهرباء.

اقرأ أيضاً: لا تعولوا على الغاز الطبيعي المسال لإنقاذ أوروبا من أزمة الغاز الشتوية

قفزة أسعار الغاز

وقال توماس مارزيك مانسر، كبير محللي الغاز الأوروبي لدى "آي سي آي إس": "يتعيَّن على (غازبروم) إعطاء الأولوية للإمدادات التقديرية بعيداً عن أوروبا، لكي تتمكن من تحقيق هدفها. رغم هذا التحدي، أنا متأكد من أنه سيتم الوفاء به".

رغم الانخفاض الاعتيادي على الطلب في موسم الصيف، تُحطّم أسعار الغاز الأوروبية الأرقام القياسية يوماً تلو الآخر، ووصلت المخزونات الإقليمية إلى أدنى مستوياتها منذ أكثر من عقد خلال هذا العام، نتيجة لنفاد مواقع التخزين بسبب فصل الشتاء القارس.

اقرأ أيضاً: انتهى عصر الغاز الطبيعي الرخيص مع ارتفاع الأسعار أكثر من 1000%

لم يكن تعزيز الاحتياطيات أمراً سهلاً بعدما قامت روسيا بتقليص إمدادات خطوط الأنابيب وتحويل شحنات الوقود المسال إلى آسيا.

تعتبر روسيا أكبر مورّد لأوروبا، ولكنها مستهلكٌ كبير للغاز أيضاً. تسعى البلاد إلى الوصول لرقم قياسي قدره 72.6 مليار متر مكعب من المخزونات المحلية بحلول الأول من نوفمبر، أي ما يقرب من ضعف مستويات نهاية شهر يونيو، وفقاً لحسابات بلومبرغ المستندة إلى بيانات "غازبروم"، التي تصدر مستويات المخزون بشكل متقطع فقط.

لتحقيق ذلك الهدف، يتطلب الأمر من روسيا تخزين حوالي 280 مليون متر مكعب يومياً، أو حوالي 80% من الصادرات اليومية إلى أوروبا الغربية، وربما سترتفع عمليات ضخ الغاز اليومية في مواقع التخزين هذا العام، وفقاً لمارزيك مانسر، بشكل أكبر من المعدلات التاريخية بنحو 80 مليون متر مكعب يومياً.

اقرأ أيضاً: تراجع المخزونات يُفاقم أزمة الغاز في أوروبا

طفرة في الإنتاج

مع ذلك، يقترب إنتاج "غازبروم" إلى أعلى مستوياته في 10 سنوات، لكن الاحتياجات المحلية ارتفعت أيضاً بسبب البرودة غير العادية في بعض المناطق أثناء الشتاء الماضي والموجات الحارة هذا الصيف.

كما زادت الصادرات إلى المستهلكين من أمثال الصين وتركيا بنسبة 19% في الشهور الثمانية الأولى من العام.

قال نيك كامبل، المدير لدى "إنسبايرد إنيرجي": "من المنطقي أن تملأ (غازبروم) المخزون المحلي، وأن تقوم بعد اكتماله بإرسال المزيد من الغاز إلى أوروبا مقابل علاوة".