تحذيرات من شتاء أوروبي صعب بسبب ارتفاع أسعار الغاز

المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

حذّر مسؤولو الطاقة الأوروبيون من صعوبة الشتاء القادم مع ارتفاع أسعار الغاز الطبيعي إلى مستويات قياسية، وهو احتمال قاتم للأُسَر والشركات التي تتعافى من الوباء العالمي.

تحطم أسعار الغاز في أوروبا الأرقام القياسية يوماً بعد يوم، مع إعادة فتح الاقتصادات وعودة الناس إلى مكاتبهم، ما يعزز الطلب في الوقت الذي تقل فيه الإمدادات. ويؤدي ذلك إلى تأجيج التضخم وزيادة المخاوف بشأن الصناعات كثيفة الاستهلاك للطاقة، من الأسمدة إلى الصلب، حتى إنّ صانعي الأغذية سيحتاجون إلى إبطاء وتيرة العمل في مصانعهم.

قال فرانشيسكو ستاراس، الرئيس التنفيذي لشركة المرافق الإيطالية العملاقة "إينيل" (Enel)، في مقابلة على تليفزيون "بلومبرغ" يوم الجمعة: "ارتفاع أسعار الغاز اليوم يمثل مشكلة لأوروبا".

اقرأ أيضاً: لا تعولوا على الغاز الطبيعي المسال لإنقاذ أوروبا من أزمة الغاز الشتوية

ما زالت الأسعار ترتفع رغم أننا في فصل الصيف، الذي يكون الطلب فيه عادةً منخفضاً. ويرجع ذلك إلى أن فصل الشتاء الطويل استنفد مواقع تخزين الغاز في جميع أنحاء أوروبا، إذ وصلت المخزونات حالياً إلى أدنى مستوى لها في هذا الوقت من العام منذ أكثر من عقد. قالت شركة الطاقة النمساوية "أو إم في" (OMV) إنها لا تزال تحاول التعويض عن البرد القارس الذي شهده العام الماضي.

قال الرئيس التنفيذي لـ"أو إم في"، ألفريد ستيرن، في وقت متأخر من يوم الخميس خلال مؤتمر صحفي في فيينا: "لقد عانينا هذا الصيف من تأخر عمليات التخزين. الأمر يتوقف الآن على مدى برودة هذا الشتاء".

أدى ارتفاع أسعار الطاقة بالفعل إلى زيادة التضخم الألماني، ليسجل أعلى مستوياته منذ عام 2008. وارتفعت الأسعار بنسبة 3.4% في أغسطس، وهو أعلى من معدل 2% الذي يستهدفه البنك المركزي الأوروبي لمنطقة اليورو. قد تزداد الأمور سوءاً في ظل ارتفاع أسعار الكهرباء التي بلغت اليوم أعلى مستوياتها منذ عام 2008، وأقل بنحو 50 سنتاً فقط من أعلى مستوى سجلته على الإطلاق.

تكافح أوروبا للحصول على الغاز الإضافي الذي تحتاج إليه لإعادة ملء مواقع التخزين، فيما تواجه روسيا -أكبر مورّدي الغاز إلى أوروبا- أزمة خاصة بها، الأمر الذي يعوق عمليات التسليم الإضافية. ويتسبب انقطاع التيار في بحر الشمال في تعطيل الإنتاج في القارة تماماً، كما يجري تحويل شحنات الغاز الطبيعي المسال لتلبية الطلب الآسيوي.

اقرأ أيضاً: روسيا تواجه مهمة صعبة لبناء مخزونات الغاز الطبيعي قبل الشتاء

قال ستاراس إنه من المرجح أن تصبح أسعار الغاز المرتفعة مشكلة بالنسبة إلى آسيا أيضاً. وأوضح أن الارتفاع يشكل تهديداً أيضاً للشركات التي تعتمد على الغاز كوقود للانتقال إلى مصادر الطاقة منخفضة الكربون. لقد ساعدت المكاسب أيضاً في دفع أسعار تصاريح التلوث في أوروبا إلى مستوى قياسي، وهي خطوة تهدف إلى إثناء الشركات عن حرق مزيد من الفحم.

قال ستاراس إن "سعر الغاز اليوم مرتبط بطريقة ما بأسعار ثاني أكسيد الكربون، ولذا يتعين على شركات الغاز، لا شركات الكهرباء، أن تكون واقعية بشأن دور الغاز في تحول الطاقة".

قد تحصل أوروبا على بعض الراحة في وقت لاحق من هذا العام، إذا بدأ خط أنابيب "نورد ستريم 2" المثير للجدل من روسيا إلى ألمانيا في العمل. وقال ستيرن، الذي ساعدت شركته في تمويل خط الأنابيب، إن الأزمة الحالية تظهر سبب أهمية مشروعات البنية التحتية هذه.

من جهته، قال وزير الطاقة الروسي نيكولاي شولغينوف يوم الخميس إنه من المحتمل أن تبدأ كميات إضافية من الغاز الروسي بالتدفق إلى أوروبا قريباً عبر "نورد ستريم 2"، بعدما شارف العمل في بناء خط الأنابيب على الانتهاء.