انتعاش مفاجئ للسندات يجتاح الهند مع تدفق مشتريات الصناديق العالمية

صعد العائد القياسي للسندات السيادية في الهند لأجل عشر سنوات إلى أعلى مستوياته منذ شهر مارس الماضي، وأكدته مراجعة السياسة النقدية لبنك الاحتياطي الهندي التي أجريت في 6 أغسطس
صعد العائد القياسي للسندات السيادية في الهند لأجل عشر سنوات إلى أعلى مستوياته منذ شهر مارس الماضي، وأكدته مراجعة السياسة النقدية لبنك الاحتياطي الهندي التي أجريت في 6 أغسطس المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

شهدت السندات السيادية الهندية، موجة انتعاش مدفوعة من صناديق الاستثمار والمستثمرين الأجانب بعد أسابيع من الفتور، تركت معظم مضاربي مومباي في ذهول جرَّاء مكاسبهم المفاجئة.

تراجعت العوائد الأسبوع الماضي، مع انخفاض عائدات السندات القياسية لأجل 10 سنوات بمقدار عشر نقاط أساس، وهو أكبر هبوط أسبوعي منذ شهر إبريل الماضي، وبدأت مزادات السندات الحكومية تجد مشترين مرة أخرى، بعد إلغاء سلسلة من عمليات البيع السابقة، أو إنقاذها من قبل الضامنين.

انفكاك بنوك عالمية من تعاملات مربحة بعد تحذير بنك الاحتياطي الهندي

قال ريتيش بوشاري، نائب المدير العام للسندات في "ساوث إنديان بنك": "إنَّ الطلب المفاجئ مثير للدهشة، كما يدعمه انخفاض التوقُّعات للتضخم للشهرين المقبلين، والعوامل العالمية".

جاء التحوُّل السريع في ثقة المستثمرين بعد ارتفاع العائد القياسي للسندات لأجل عشر سنوات إلى أعلى مستوياته منذ شهر مارس الماضي، وأكَّدته مراجعة السياسة النقدية لبنك "الاحتياطي الهندي" التي أجريت في 6 أغسطس الماضي، فقد اعترض أحد الأعضاء على السياسة التيسيرية. في حين ظلَّ تساؤل العديد من المضاربين حول تحول السوق، وتوقَّع آخرون أن يدفع النمو الأقل من المتوقَّع للربع المنتهي في شهر يونيو الماضي، وتوقُّعات التضخم المعتدلة في القراءات القادمة، المستثمرين إلى إعادة المعايرة.

تعزيز الثقة

تحوَّلت صناديق الاستثمار إلى مشترين صافين من خلال مشتريات بقيمة 151 مليار روبية (2.1 مليار دولار) من الديون على مدى أيام التداول العشرة الماضية، وفقاً للبيانات التي جمعتها "بلومبرغ"، كما تمَّ إغراء الأجانب بالعودة بعد انقطاع طويل في أعقاب ارتفاع حادٍّ في سعر صرف الروبية.

قال سانديب باغلا، الرئيس التنفيذي في "تراست كابيتال سيرفيسس" : "إنَّنا نشهد قدراً من الاهتمام من المستثمرين الأجانب الذين غابوا لفترة كبيرة من العامين الماضيين، ". تابع: "من المحتمل أن يترقَّب المستثمرون ارتفاعاً في القيمة بعد أن أعادت البنوك المركزية العالمية تأكيد خططها للبقاء معتدلة، واتباع سياسات أسعار الفائدة المنخفضة ".

موجة طروحات عامة أولية بـ8.8 مليار دولار تكتسح الهند مع صعود الشركات الناشئة

اقتنص المستثمرون الأجانب سندات بقيمة 28.2 مليار روبية في إطار ما يسمى بـ"طريق الوصول الكامل"، إذ لا توجد قيود على المشتريات الأجنبية، و 15.2 مليار روبية من الفئة العامة منذ الأسبوع الأخير من شهر أغسطس الماضي. كما تمَّ الاستحواذ على كل الحصص المتوفِّرة في "مسار الأجانب طويل الأجل" -وهو مسمى أطلقه المستثمرون على "طريق الاحتفاظ الطوعي" - بشكل مفاجئ، والبالغة 906 مليار روبية.

في حين ساعد إصدار بيانات الناتج المحلي الإجمالي في 31 أغسطس الماضي، فمن المحتمل أن تكون التعليقات التي أدلى بها رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي جيروم باول في "جاكسون هول" قد طمأنت المستثمرين العالميين بأنَّ الفيدرالي الأمريكي سيمضي بشكل تدريجي في عملية التخلُّص من برنامج التحفيز المالي. وقد أدى ذلك إلى تعزيز اتجاهات المخاطرة على مستوى العالم.

اقرأ المزيد: الخزانة الأمريكية تحسمها.. خفض إصدار السندات بنوفمبر

قال فيكاس غويل، الرئيس التنفيذي في شركة "بي إن بي غيلتس " (PNB Gilts ) : "أدت أرقام الناتج المحلي الإجمالي إلى تحوُّل معنويات ثقة المستثمرين، كما أنَّها تُظهر أنَّ بنك الاحتياطي الهندي سيستمر في سياستة التيسيرية الموسَّعة، ولا أتوقَّع أي زيادة في عمليات إعادة الشراء العكسي هذا العام".

آسيا والمحيط الهادئ - عائدات السندات الحكومية 10 سنوات