ماذا علَّمتني أسوأ تداولاتي عن الاستثمار؟

يمكنك أن تتعلم الكثير عندما تكون مخطئاً في وول ستريت
يمكنك أن تتعلم الكثير عندما تكون مخطئاً في وول ستريت المصدر: غيتي إيمجز
Barry Ritholtz
Barry Ritholtz

Barry Ritholtz is a Bloomberg Opinion columnist. He founded Ritholtz Wealth Management and was chief executive and director of equity research at FusionIQ, a quantitative research firm. He is the author of “Bailout Nation.”

تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

خلال ظهوري الأخير على تلفزيون "بلومبرغ"، فاجأني المذيع توم كين، بهذا السؤال:

ما هي أفضل قصصك عن شركة "أبل"؟. فكان جوابي عن تمكُّني في أوائل العِقد الأول من القرن الحادي والعشرين، من الحصول على جهاز "أيبود" معار بعد فترة وجيزة من إطلاقه؛ ومن الواضح أنَّه كان نسخة رقمية جديدة من "ووكمان سوني" في الثمانينيات.

في ذلك الوقت، كان يتمُّ تداول أسهم شركة "أبل" بسعر 15 دولاراً، مع 13 دولاراً للسهم نقداً في الميزانية العمومية. ولم أر الكثير من المخاطر في الأسهم؛ وبالتالي عرضتها على 800 أو نحو ذلك من الوسطاء في شركتي، واشترى العديد منهم الكثير من الأسهم.

إلا أنَّني فوجئت بعد فترة وجيزة بارتفاع السهم إلى 20 دولاراً، وبالتالي بدأ السماسرة في البيع: "إنَّها نسبة كبيرة، 33٪، يجب أن تتصرف"، هذا ما قيل لي.

لكنني صمدتُ حتى قمتُ بالبيع عندما تفعَّل لديَّ أمر "إيقاف الخسارة"، وذلك مع وصول الأسهم إلى 45 دولاراً، مما ترك لي مكسباً بنسبة 300٪. "ضربة ثلاثية!" أعلنتُ بتعجرف، فيما كان على الأرجح أسوأ عملية بيع قمت بها على الإطلاق.

وفي مهنة مليئة بالتداولات السيئة الأخرى، والفرص الضائعة، وأخطاء الحكم، تبرز بعض القرارات، ليس فقط بسبب الأموال التي خسرتها، ولكن بسبب الدروس المستفادة؛ وفيما يلي أربعة أمثلة:

أسهم "أبل" بسعر 15 دولاراً: ربما دفعت 15 دولاراً للسهم، ولكن كان ذلك قبل العديد من الانقسامات، مما يعني أنَّه لو احتفظت بسهم "أبل" خلال العام الماضي، لكان أساس التكلفة لدي بعد التقسيم 26.78 سنتاً لكل سهم، مما يعني حوالي 2.4 تريليون دولار من القيمة السوقية لشركة "أبل". ومن هذا تعلَّمت درسين: الأول والواضح، هو تجنُّب وقف الخسائر الضيقة للغاية، فقد كنت أرفع نقاط التوقف مع كل ربح قدره 10 دولارات؛ وأصبح التوقُّف عند 13 دولاراً على عملية شراء بقيمة 15 دولاراً هو التوقُّف عند 23 دولاراً، بمجرد أن تجاوز السعر 25 دولاراً، كما يضمن التقلُّب أنَّ مثل هذا التوقف الضيق سيتمُّ تنفيذه في النهاية.

إلا أنَّ الدرس الأكثر أهمية كان حول كيفية التفكير على المدى الطويل، فقد كنت أتصرف مثل المتداول (السابق) الذي كنت عليه، وليس المستثمر الذي أصبحت عليه. وتعدُّ إدارة التداول مهمة، إلا أنَّ عملي لم يتماشَ بشكل صحيح مع أفق الوقت أو تحمُّل المخاطر. وقد أصبح متزامناً (في نهاية المطاف)، إلا أنَّ ذلك استغرق وقتاً، وكان باهظ الثمن.

جولة التمويل الأولي لشركة "روبن هود" لعام 2015: "هذه أغبى فكرة استثمارية سمعتها على الإطلاق". هذا ما قلته لهوارد ليندزون، الذي يدير صندوقاً صغيراً وناجحاً للمشاريع، وكان من أوائل المستثمرين في عدد كبير جداً من الفائزين في مجال التكنولوجيا، بالإضافة إلى شركتي "فيسبوك"، و"تويتر". في ذلك الوقت، كنا جالسين خارج مبنى فيري في سان فرانسيسكو، وكان هوارد يحثني على استثمار الأموال في جولة التمويل الأولي لشركة "روبن هود ماركتس"، وهو تطبيق جديد يسمح للأشخاص بتداول الأسهم مجاناً.

قلتُ لهوارد بتعجرف، إنَّ العالم ينتقل من الاستثمار النشط إلى الاستثمار السلبي، ومن التداول في الأسهم الفردية إلى الصناديق المتداولة في البورصة. ولماذا سأرغب في امتلاك تطبيق يمنح الصفقات مجاناً للشباب الذين لا يملكون رأس المال؟ ودفاعاً عن موقفي، كانت "روبن هود" "علامة تجارية مختلفة" تماماً عما كنت أكتبه لـ "بلومبرغ أوبينيون"، وكيف كنا نستثمر في شركتي. بالإضافة إلى ذلك؛ فإنَّ نجاح "روبن هود" الحالي يرجع في جزء كبير منه إلى جيل الألفية الذي يشعر بالملل، ويبحث عن شيء يفعله خلال عمليات الإغلاق بسبب الجائحة.

وفي الحقيقة؛ فقد تعلَّمتُ عدَّة أشياء: 1) ابقوا في مساركم؛ إذ لم تكن خبرتي في مجال المشاريع، لذا كان يجب عليَّ أن أتوجه إلى المحترفين. 2) احذروا من تحيّز الحداثة؛ فإحدى الشركات الناشئة السابقة التي استثمرت أنا وهوارد فيها لم تكن مثالاً ناجحاً أبداً، وبالتالي أثّر ذلك المثال على وجهة نظري. 3) لا تفترضوا أنَّ أية شركة ناشئة، أو حتى شركة ناضجة، ستبقى على حالها نفسه في غضون ستة أشهر، ناهيكم عن خمس سنوات. الجدير بالذكر أنَّ الفشل في التعرف على هذه الحقائق البديهية يعني أنَّني خسرت الكثير.

البصيرة السلوكية: عندما كنت أعرض أسهم شركة "أبل" على وسطاء التجزئة ليقوموا بشرائها لصالح عملائهم، لم يسعني إلا أن ألاحظ يقين استنتاجات بعض الأشخاص حول محاولة الشركة للتحول. حتى والدتي، وهي وكيل عقارات سابقة، وتعمل في الأسهم، بدت مثل أي شخص آخر عندما قالت لي: "أبل؟ هذه الشركة تخرج من السوق!" (لاحظوا عجرفتي في الأمثلة أعلاه).

لقد علَّمت نفسي أن أهتم بأيَّة فكرة تداول يكون فيها رد فعلي التلقائي هو الاشمئزاز. والسبب هو أنَّ الموضوع يعكس على الأرجح جميع الأخبار السيئة التي من المحتمل أنَّها ذُكرت بالفعل، وليس الأخبار الجيدة التي قد تأتي. والدرس الذي يجب تعلمه هو التعرف على ردِّ فعلكم العاطفي على أنَّه يكشف عن مشاعر واسعة الانتشار، وربما خاطئة.

البيع على المكشوف في السوق: أصبح البائعون على المكشوف من الأنواع المهددة بالانقراض في "وول ستريت"، وهذا مؤسف للغاية. فقد كان لدى شركتي عدد من حالات البيع على المكشوف حتى عام 2008، ومنها: "أمريكان إنترناشونال غروب"، "ليمان براذرز هولدنغز"، و"سي أي تي غروب"، وقبل هؤلاء كانت هناك شركة "بير ستيرنز كوس".

ولكن حتى محاولة الحصول على حقوق التداول هذه تبيِّن أنَّها فرص ضائعة. أولاً، خرجنا مبكراً جداً، لأنَّه كان هناك تهديد مستمر بحصول "ضغط قصير"، وإلغاء مراكزنا في أي لحظة. ثانياً، لم نُقدِّر حجم مراكزنا بشكل صحيح، وقد فشلت المكاسب من هذه المراكز في تعويض الخسائر (بالدولار، وليس النسب المئوية) التي تكبَّدها مدير محفظة آخر في المراكز الطويلة الخاسرة للمال. كما كانت عمليات البيع على المكشوف هذه عبارة عن تداولات تقوم على التركيز على أسهم عدد محدود من الشركات (المتوقَّع صعود قيمة أسهمها)، في حين كان ينبغي أن يكون لدينا الكثير من كل منها.

الدرس هو أنَّه يجب أن تتحلوا بالشجاعة لتدعموا قناعتكم. فإذا كنتم تؤمنون حقاً بالتداول، فيجب أن يحمل مغزى بما يكفي للتأثير على أرباحكم. وإلا فلماذا تتعبون أنفسكم؟

شاركتُ تجربتي مع "أبل" على "تويتر"، وكوفئت بأمثلة رائعة من الصفقات الرهيبة. إذ يبدو دائماً أنَّ هناك الكثير لنتعلَّمه من إخفاقاتنا أكثر من نجاحاتنا. وهو ما يقودني إلى هذا السؤال البسيط: ما هي أسوأ صفقة قمتم بها؟ تواصلوا معي عبر البريد الإلكتروني:BRitholtz3@Bloomberg.net، وسأشارك أفضل قصص التداول سوءاً في عمود مستقبلي.