لغز "المفتاح" يُعقِّد قضية كارلوس غصن

كارلوس غصن
كارلوس غصن المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

على مدى أشهر من المعارك القضائية في المحاكم الأمريكية، حارب مايكل تيلور وابنه بيتر، الأمريكيان المتهمان بتدبير الهروب الدراماتيكي لرئيس شركة "نيسان موتور" كارلوس غصن من طوكيو العام الماضي، بقوة لتجنب تسليمهم لليابان.

لكنَّ المعطيات الجديدة من قبل المدعين في اليابان تعطي أملاً جديداً لواحد على الأقل من الرجلين.

تراجع عن دليل

عندما قدَّمت اليابان طلب تسليم مايكل تيلور، وابنه بيتر في يونيو، زعمت أنَّ الابن التقى مع غصن في فندق جراند حياة بطوكيو قبل يوم من هروبه، ومنح رئيس شركة نيسان السابق مفتاح غرفة. وذكرت السلطات أنَّ غصن استخدم المفتاح للوصول إلى مصاعد الفندق قبل وقت قصير من فراره من البلاد لتجنُّب الملاحقة القضائية على جرائم مالية. وكان التبادل المزعوم للمفاتيح جزءاً من الأدلة المستخدمة لتورط بيتر تايلور في المؤامرة.

الآن، تراجعت اليابان عن جزء من هذا الادعاء، كما تُظهر سجلات المحكمة، معترفة أنَّها تستند إلى فرضية خاطئة؛ مفادها أنَّ الطريقة الوحيدة التي مكَّنت غصن من الوصول إلى مصاعد الفندق يوم هربه، كانت باستخدام مفتاح.

خطأ جسيم

كتب مساعد المدعي العام الأمريكي ستيفن هاسينك في رسالة تمَّ رفعها يوم الخميس في محكمة اتحادية في بوسطن: "أبلغت اليابان الولايات المتحدة بشكل غير رسمي أنَّ المزيد من التحقيقات، كشفت أنَّ مفتاح الغرفة لم يكن ضرورياً للوصول إلى الطابق التاسع في فندق "جراند حياة"، إذ كان يقيم بيتر تايلور".

ووصف بول كيلي، محامي عائلة تايلور، الغلطة اليابانية، بأنَّها "خطأ فعلي جسيم"، وفقاً لرسالة تمَّ رفعها إلى المحكمة يوم الجمعة. وقال إنَّ فريق الدفاع يعتزم تقديم طلب لتجديد الطعن في الحكم الصادر في سبتمبر عن القاضي الأمريكي دونالد كابيل، بأنَّ بيتر تايلور مؤهل للتسليم بموجب المعاهدة الأمريكية مع اليابان.

وامتنعت وزارة العدل الأمريكية عن التعليق.

استناداً لطلب التسليم الياباني المبدئي، التقى غصن بكل من مايكل، وبيتر تايلور، وبشريك ثالث لهما هو الجندي اللبناني السابق جورج زايك، في فندق "جراند حياة" يوم 29 ديسمبر، مستخدماً مفتاح الغرفة الذي حصل عليه في اليوم السابق. وزعمت السلطات اليابانية أنَّ غصن قام بتغيير ملابسه في غرفة فندق بالطابق التاسع، قبل السفر مع زايك، ومايكل تايلور إلى أوساكا، فقد أخفياه في صندوق أسود كبير، وأصعداه على متن طائرة خاصة. في حين اتجه بيتر تيلور إلى مطار مختلف، واستقلَّ طائرة متجهة إلى الصين.

لم يكن يعرف

قدَّمت اليابان أيضاً مزاعم أخرى حول تورط بيتر تايلور، زاعمةً أنه التقى غصن مرات عدة على مدار عام 2019، واستلم أمتعة من ابنته مايا. ومع ذلك، لم تزعم السلطات قط، أنَّه رافق غصن على متن الطائرة الخاصة التي نقلته من اليابان. وصرَّح مايكل تيلور، وهو عضو سابق في القبعات الخضراء، لصحيفة "وول ستريت جورنال" الشهر الماضي أنَّ ابنه "لم يكن يعرف حتى ماذا كان يجري".

لأسابيع، كانت قضية تايلور وسط مأزق قانوني. فقد أذنت وزارة الخارجية الأمريكية رسمياً بتسليم المتهمين في أكتوبر، بعد أن وجد القاضي الفيدرالي أنَّ طلب اليابان يفي بمتطلبات المعاهدة. لكن قاضية المقاطعة الأمريكية إنديرا تلواني أوقفت العملية حتى تتحقق مما إذا كان آل تايلور سيواجهون التعذيب في اليابان.

يُصرُّ المدعون العامون الأمريكيون على أنَّ معاملة اليابان للسجناء لا تتوافق مع التعريف القانوني للتعذيب. ويدعي آل تايلور أنَّ اليابان تنتهك بشكل روتيني حقوق الإنسان للمعتقلين، مستشهدين بإفادات من سجناء سابقين في اليابان، تتحدَّث عن فترات طويلة من العزل والاستجواب، الذي تمَّ إجراؤه دون وجود محامين.

واكتسبت هذه الادعاءات مصداقية الشهر الماضي، عندما أصدرت الأمم المتحدة تقريراً ينتقد نظام العدالة الجنائية الياباني. ووصف التقرير اعتقال غصن وسجنه بتهم مالية "بانتهاكات خارج نطاق العدالة"، وأشار إلى أنَّ ممارسات الاستجواب والاحتجاز في اليابان قد "تعرِّض المعتقلين للتعذيب، وسوء المعاملة، والإكراه".