ارتفاع العملات الرقمية يجعلها أكثر جاذبية للمستثمرين

كريبتو
كريبتو المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

أدى الارتفاع المذهل في سعر بتكوين ووصولها إلى مستويات قياسية إلى جعل المستثمرين يتسابقون للاستفادة من ذلك، حتى وإن عنى ذلك دفع سعر مرتفع بشكل مبالغ فيه.

دفع جنون صعود سعر أضخم عملة رقمية بشكل خيالي، لتتجاوز 23.000 دولار للمرة الأولى هذا الأسبوع، بالسعر على مؤشر بيتويز 10 للعملات المشفرة "BITW"إلى 650% أعلى من قيمة الأصول التي يمتلكها، ويتم التداول فيه حالياً بالقرب من 350% وفقاً للبيانات التي جمعتها بلومبرغ.

وفي الوقت نفسه، تضخمت العلاوة على غرايسكايل بتكوين ترست"GBTC" إلى 34% في خضم هذا الارتفاع.

تعني هذه الاضطرابات أن كلاً من المستثمرين المؤسساتيين والمتداولين الأفراد على حد سواء يضطرون لدفع مبالغ هائلة لشراء الأسهم، في مقابل حيازة الأصول الأساسية مباشرة. لكن مع استقطاب ارتفاع بتكوين بنسبة 200% هذا العام حتى تاريخه لاهتمام هائل ومخاوف كبيرة حول فوات المنفعة من المكاسب أكثر، ازدهر الطلب على أي عملة مشفرة.

التقلبات الحادة

بالنسبة للمستثمرين الباحثين عن وصول إلى بتكوين لكنهم مترددون أو غير واثقين من كيفية الحصول عليها مباشرة، فسيجدون أن شراء منتجات مثل BITW أو GBTC من خلال منصة وسيطة تتفوق على الكلفة الإضافية.

قال جيمس سيفارت، محلل خبير في الصناديق المتداولة في البورصة في بلومبرغ انتليجينس: "الجواب ليس بسيطاً مثل السؤال نفسه "هل من المنطقي دفع هكذا قيمة؟" في الفراغ. دفع مثل هذه العلاوة ليس منطقياً على الإطلاق. لكني أظن أن مستويات معينة من العلاوة لها تبريراتها، وإن أردت الوصول إلى بتكوين، فليس هناك خيار أفضل حقا".

ارتفع مؤشر BITW بنسبة 156% منذ ظهوره الأول في وقت سابق من هذا الشهر، متفوقاً على مكاسب بتكوين وإيثر بكثير. كما ارتفع مؤشر GBTC بحوالي 40% تقريباً خلال ذلك الوقت. أدى هذا الأداء المتفوق إلى إيجاد فجوة بين أسعار المنتجات والقيمة الصافية للأصول في حيازتها.

تظهر هذه الاضطرابات أحياناً في صندوق يونيفيرس الذي يتم التداول به في البورصة وتبلغ قيمته 5 تريليونات دولار، خاصة في الفترات ذات التقلبات الحادة، كما حدث في مارس، لكن من النادر أن تتجاوز نسبتها 3% أو نحوها. وعندما تفعل، يتدخل متداولون مختصون يُعرفون باسم المشاركين المفوضين لردم الفجوة من خلال طرح أو استعادة أسهم من الصندوق الذي يتم تداوله في البورصة.

عمليات الاسترداد

لكن نظراً لأن لجنة الأوراق والأسواق المالية لم توافق بعد على نموذج الصناديق التي يتم تداولها في البورصة للعملات الرقمية، فلا يوجد مثل هؤلاء الوسطاء لمنتجات بيتويز وغرايسكايل. كما أنه لا توجد آليات تسمح بعمليات الاسترداد ما يعني أن هناك عدداً محدوداً من الأسهم المصدرة، رغم السماح بعروض اكتتابات ثانوية من جانب GBTC للمستثمرين المؤسساتيين الذين يساهمون في بتكوين. رغم ذلك، لن يؤدي ذلك إلى حسومات كبيرة أو علاوات عندما تنشأ حالة عدم توازن بين العرض والطلب.

كانت الشركات التي تعمل في الصناعة المرتبطة بالعملات المشفرة وكيلاً لحالات الانكشاف منذ فقاعة بتكوين في عام 2017. وأخذ المستثمرون ذلك إلى مستوى جديد تماماً عندما نقلت شركة معلومات الأعمال ميكرواستراتيجي أصول خزينتها إلى العملات المشفرة في أغسطس، ما دفع بأسعار الأسهم إلى الارتفاع بأكثر من الضعف.

العلاوات

قال نايت جيراسي، رئيس إي تي إف ستور، وهي شركة استشارات استثمارية: "تظهر العلاوات طلباً كبيراً من جانب المستثمرين للحصول على بتكوين من خلال وسائل أخرى غير الحيازة المباشرة أو عبر البورصات المشفرة. من المحير للغاية أن تسمح الجهات المنظمة للمستثمرين الأفراد بالوصول إلى هذه المنتجات، لكنها لا تسمح بذلك لصندوق بتكوين يتم التداول به في البورصة والذي يمكنه حل مشكلة العلاوة بسهولة".

يشير حساب تقريبي بسيط إلى أن العلاوة وصلت إلى 34%، ويدفع المستثمرون ما يعادل 30.522 دولاراً إن كان سعر بتكوين عند 22.800 دولار للعملة الواحدة. وفي علاوة BITW التي تصل إلى 385%، فهذا المؤشر لا يضم بتكوين فحسب، يتضاعف هذا المبلغ إلى 104.424 دولار.

لكن مع ذلك، بالنسبة للمستثمرين الباحثين عن مكاسب العملات المشفرة في حسابات التقاعد أو غيرها من المحافظ الاستثمارية، فإنهم ينظرون إلى شراء حصص في BITW أو GBTC على أنه الطريقة الأسهل دون استخدام منصات تداول الأصول الرقمية، على حد قول سيفارت.

قال سيفارت: "إن كنت تريد بتكوين في حساب التقاعد الفردي الخاص بك، فأسهل طريقة هي من خلال GBTC. أنا لا أقول إن المستشارين لا يمكنهم تعلم كيفية استخدام تطبيقات العملات المشفرة أو تطبيق كاش، لكن إن أردت الحصول على بتكوين في الأنظمة المالية الراسخة القائمة، حيث كل الأموال تقريباً هناك، فأنت بحاجة لشيء يعمل ضمن ذلك النظام".