سوق الطروحات البريطانية الساخنة تعوض عن كارثة "ديليفرو"

"ديليفرو" ليست اللاعب الأوحد في المدينة
"ديليفرو" ليست اللاعب الأوحد في المدينة المصدر: بلومبرغ
Chris Hughes
Chris Hughes

Chris Hughes is a Bloomberg Opinion columnist covering deals. He previously worked for Reuters Breakingviews, as well as the Financial Times and the Independent newspaper.

تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

لا تستحضر سوق الطروحات العامة الأولية في بريطانيا الأفكار الإيجابية بشكل طبيعي في العام الحالي. خلُصت مراجعة برعاية الحكومة، في مارس، إلى أن الإصلاحات الشاملة مطلوبة إذا أرادت لندن أن تظل مناسبة للشركات ذات النمو المرتفع التي تفكر في الاكتتابات العامة الأولية. وبعد أسابيع، انهارت شركة توصيل الطعام "ديليفرو"، صاحبة الإدراج الذي كان من المفترض أن يبشر بفجر جديد لسوق محدَّثة، في ظهورها لأول مرة.

لكن رغم كل ذلك كان أداء كثير من الإدراجات في بريطانيا جيداً في اليوم الأول، وليس هذا فحسب، بل تفوَّق أداؤهم بشكل عام مقارنةً بمؤشر "فوتسي 250" للأسهم متوسطة الحجم، وهو أحد أفضل المؤشرات أداءً في العالم العام الجاري.

لندن أمام اختبار جديد لطرح شركة تكنولوجيا قد ينسيها كارثة "ديليفرو"

ولطالما كان الاستثمار في الطروحات العامة الأولية بمثابة مقامرة، وإذا نظرت إلى عالم الإدراجات الجديدة خلال 2021 في بريطانيا، فستجد أن نصفها تقريباً تفوَّق على المؤشر والنصف الآخر متأخر عنه منذ الطرح، وهو أمر متوقع من شركات ينقصها تاريخ من التداول، ونظراً إلى أن المستثمرين يطلبون أن تُسعَّر طروحات الأسهم الجديدة بأقل من نظيرتها المدرجة بالفعل، فلا يكون من الواضح إذا كانت الصفقة ستفلح أم ستنهار.

بما أن الرابحين كسبوا أكثر مما فقدَ الخاسرون، فبالتالي نرى أن أداء الطروحات العامة الأولية في بريطانيا إجمالاً هو أداء إيجابي. وحتى 3 سبتمبر، صعد سهم شركة الأمن السيبراني، "دارك تريس" بنحو 173% منذ طرحها. كما أن أي مستثمر اشترى نفس الحجم من كل طرح عام أولي، يجمع أكثر من 100 مليون جنيه إسترليني (138 مليون دولار)، كان ليتمتع بأكثر من 20% من العائدات الإضافية مقارنة بإذا ما كان قد اشترى فقط مؤشر "فوتسي 250" في نفس اليوم، وفقاً لبيانات "بلومبرغ" (بأسعار الإغلاق في 3 سبتمبر).

"ديليفرو".. الطرح ينجح والسهم ينهار في أول أيام التداول

كان بعض أكبر الصفقات هو الأسوأ أداءً -أشهرها "ديليفرو" ولكن أيضاً شركة "ألفا ويف آي بي غروب" المتخصصة في البنية التحتية اللاسلكية- لذا فإن احتساب المكاسب والخسائر حسب حجم كل طرح سيُضعِف الأداء العام. ولكن رغم ذلك فإن شراء الاكتتابات الأولية كان سيتفوق على شراء مؤشر "فوتسي 250" نتيجة عائدات الصفقات التي سارت بشكل جيد.

وبالطبع هذا ما ينبغي أن يكون عليه الأمر، فإذا لم يربح المستثمرون الأموال من الطروحات الجديدة بشكل عام، فستواجه أسواق رأس المال مشكلة كبيرة. يحتاج المستثمرون إلى التعويض عن مخاطر شراء الأسهم التي ليس لها سجلّ حافل، لكن السياق البريطاني وثيق الصلة هنا بشكل خاص.

أثبت مؤشر "فوتسي 250" أنه منافس قوي في 2021، وارتفع المؤشر بالفعل بنسبة 20% مقوماً بالدولار، وكان أداؤه تقريباً مثل مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" المحلق عالياً، وجاء خلفه مؤشر "راسل 2000" للشركات الصغيرة ومتوسطة الحجم الأمريكية، ومؤشر "ستوكس يوروب 600"، و"فوتسي 100".

قد يتعرض الطلب على الاكتتابات العامة للاختبار في القريب العاجل. وفي الوقت الحالي، أمام الشركات نافذة للاتجاه نحو الاكتتاب العام قبل أن تتحول شهية المستثمرين مع اقتراب نهاية العام، وأعلن كيان الاستثمار الذي يركز على الملكية الخاصة والمرتبط بمجموعة "غولدمان ساكس" عن خططه للاكتتاب العام يوم الاثنين.

جولة تمويل جديدة ترفع قيمة "ديليفرو هيرو" إلى 7 مليارات دولار

ويلوح شبح "ديليفرو"، التي لا تزال تتداول بأقل من سعر الطرح، بقوة في لندن، ويمكن للمستثمرين استخدام هذه الكارثة للضغط من أجل الحصول على خصم كبير عند بروز موجة الطروحات العامة، لكن قوة المساومة الإجمالية الخاصة بهم ليست كبيرة، وبعد كل شيء هم متعطشون للتغلب على المؤشر. وشراء الطروحات العامة الأولية، رغم كل مخاطره، كان ليساعدهم على تحقيق ذلك العام الجاري.