صناعة التكييف تستخدم الألمنيوم بدل النحاس بعد ارتفاع سعره

شركات صناعة التكييف تفكر في بدائل بعد ارتفاع معدن النحاس لمستويات قياسية والألمنيوم قد يكون البديل للسيطرة على التكلفة
شركات صناعة التكييف تفكر في بدائل بعد ارتفاع معدن النحاس لمستويات قياسية والألمنيوم قد يكون البديل للسيطرة على التكلفة المصدر: شركة "دايكن إنداستريز"
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

ارتفعت أسعار النحاس ارتفاعاً قياسياً خلال العام الجاري، حتى دفعت المشترين في سوق استهلاكية رئيسية إلى التفكير في بدائل أرخص سعراً، في إشارة مبكرة إلى كيفية تدمير الطلب بسبب الأسعار العالية.

يتعرض استهلاك النحاس للخطر في صناعة تكييف الهواء التي تستحوذ على جانب كبير من الطلب العالمي على هذا المعدن.

وتعتزم أكبر شركة لصناعة تكييف الهواء في العالم، وهي "دايكن إنداستريز" اليابانية، استبدال نصف كمية النحاس المستخدمة في منتجاتها بمعدن الألمنيوم بحلول عام 2025.

وفي الصين، تعمل مؤسسة بحثية تابعة للدولة بالتعاون مع شركات صناعة الأجهزة المنزلية الكبرى بالبلاد على زيادة استخدام الألومنيوم في منتجاتها.

وقال سونغ جينغكسو، عضو مجلس الإدارة لدى "معهد أبحاث الأجهزة المنزلية الكهربائية بالصين" في اتصال هاتفي: "ترتفع ضغوط زيادة التكاليف على شركات صناعة تكييف الهواء بسبب موجة الصعود في أسعار السلع الأولية، وبخاصة أسعار النحاس. وتستطيع الشركات بالكاد تحميل المستهلكين بهذه الزيادة في التكاليف في ضوء انخفاض تمايز المنتجات، ولذلك تدرس كثير منها استخدام الألمنيوم باعتباره بديلاً أرخص من النحاس".

قفزة في التكاليف

إن صناعة تكييف الهواء مستهلك رئيسي للنحاس منذ أمد طويل. وفي الصين، تمثل هذه الصناعة جانباً كبيراً من الطلب على النحاس في صناعات الأجهزة المنزلية الذي يبلغ 15% من إجمالي الطلب على المعدن.

قفز سعر النحاس إلى أعلى مستوى في تاريخه في مايو الماضي – ومازال في ارتفاع وسط تكهنات بأن تتسبب زيادة الطلب على المعدن في قطاعات إنتاج الطاقة الجديدة في نقص المعروض أمام المشترين، فتدفع الأسعار إلى أعلى في الأعوام القادمة.

وهذا جانب من أسباب الزيادة الكاسحة في أسعار السلع الأولية التي دفعت نسبة التضخم في الأسعار على أرض المصنع في الصين إلى أعلى مستوى منذ 13 عاماً في شهر أغسطس الماضي، وكثف الضغوط على مصنعي تكييف الهواء.

وفي حين ارتفعت أسعار الألمنيوم هي الأخرى، تعكس الإجراءات الرامية إلى تخفيض الاعتماد على النحاس كيفية استعداد الشركات لمواجهة مخاطر طويلة الأجل. وبحسب المعهد الصيني، يمثل النحاس من 20% إلى 30% من تكلفة صناعة تكييف الهواء.

تغيير الأولويات

استخدمت شركة "دايكن إنداستريز" الألمنيوم في بعض منتجاتها من آلات تكييف الهواء منذ عام 2013 وهي تعتزم الإسراع في هذا التحول في ضوء الزيادة الهائلة في أسعار النحاس، بحسب تاكاشي آبي، المتحدث باسم الشركة.

وتستهلك الشركة حالياً نحو 90 ألف طن من النحاس سنوياً في إنتاج أكثر من 10% من الإنتاج العالمي من أجهزة تكييف الهواء.

كذلك فإن شركة "فوجيتسو جنرال"، وهي شركة يابانية أخرى لإنتاج تكييف الهواء، تتخذ خطوات نحو تصنيع الأجزاء كثيفة استهلاك النحاس، مثل أجهزة التبادل الحراري، مستخدمة معدن الألمنيوم، بحسب المتحدث باسم الشركة، تاكيشي توباري.

يفضل النحاس عادة بسبب ارتفاع قدرته على توصيل الحرارة والكهرباء، غير أن للألمنيوم أيضا مزاياه ومنها أنه أقل وزناً وأرخص تكلفة.

وقال بنك "مورغان ستانلي" في مايو الماضي إن ارتفاع أسعار النحاس أعلى من 10 آلاف دولار أمريكي للطن ستؤدي إلى تسارع جهود استبداله، مع تعرض أنشطة التدفئة والتبريد وصناعة الأسلاك إلى مخاطر مرتفعة.

ولا توجد فرصة كبيرة لانخفاض أسعار النحاس في ضوء الازدهار القادم في الطلب عليه من صناعات مثل صناعة السيارات الكهربائية، بحسب شركة "دايكن إنداستريز".

زمن طويل

يشكل معهد الأبحاث الذي يديره سونغ في بكين ورشة عمل تضم أهم شركات إنتاج تكييف الهواء، ومنها شركتي "غري للأجهزة الكهربائية" و"هاير سمارت هوم" للترويج لاستخدام الألمنيوم في صناعة أجهزة التبادل الحراري. ولا يستخدم الألمنيوم في الصين إلا في أجزاء صغيرة وفي بعض المنتجات الموجهة للتصدير.

رداً على أسئلة "بلومبرغ نيوز"، قالت شركتا "غري" و"هاير" إنهما ليس لديهما خطط محددة لزيادة استخدام الألمنيوم.

يقول سونغ إن أكبر عقبة تواجه استخدام الألمنيوم هي مقاومة مشتري أجهزة تكييف الهواء، لأنهم يميلون إلى تفضيل الآلات المصنوعة من النحاس.

وأضاف أن هذه كانت مشكلة كذلك خلال فترات ازدهار معدن النحاس السابقة في عامي 2005 و2011 التي فجرت هي الأخرى الحديث عن استبدال المعدن.

قال سونغ: "يميل الناس إلى الاعتقاد بأن النحاس أقوى من الألمنيوم، لأنهم يعتبرون المادة الأغلى ثمناً دائماً هي الأعلى جودة". وقد تستغرق "خطط الاستبدال زمناً طويلاً نسبياً في تنفيذها في ضوء هذه العراقيل".