"فيديليتي" تخفض تقييم "آنت" للمرة الثانية إلى 78 مليار دولار مع تصاعد حملة الصين

"آنت غروب" تواجه قيوداً صارمة ضمن حملة الصين على شركات التكنولوجيا
"آنت غروب" تواجه قيوداً صارمة ضمن حملة الصين على شركات التكنولوجيا المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

خفضت "فيديليتي إنفستمنتس" تقييمها لمجموعة "آنت" للمرة الثانية على الأقل هذا العام، ما يعكس تدهور التوقعات المستقبلية لعملاق التكنولوجيا المالية المملوكة للملياردير جاك ما، في ظل حملة الحكومة الصينية التنظيمية ضد الصناعة.

أشار تقييم شركة إدارة الأصول ومقرها بوسطن إلى تراجع تقييمها للقيمة السوقية لمجموعة "آنت" التي تملك فيها استثمارات، بنهاية يونيو، لتبلغ 78 مليار دولار وفقاً لإفصاحات الجهات التنظيمية التي جمعتها "بلومبرغ"، وذلك بانخفاض كبير مقارنة بمستوياتها البالغة 144 مليار دولار في فبراير، و235 مليار دولار قبل أن تعلق الجهات التنظيمية الطرح العام الأولي لأسهم الشركة بشكل مفاجئ أوائل نوفمبر الماضي.

يُظهِر إفصاح آخر أن "فيديليتي" ربما خفضت تقييمها بشكل أكبر في يوليو إلى نحو 67 مليار دولار، لكن المعلومات المتاحة في الإفصاح لا تُظهِر بشكل واضح ما إذا كان الانخفاض يعكس خفضاً في التقييم أو تغييراً في حيازتها من أسهم الشركة. وقد امتنع ممثلو "فيديليتي" و"آنت" عن التعليق.

مستقبل غامض

قد يضيف قرار "فيديليتي"ضغوطاً على مستثمرين آخرين لتعديل تقييماتهم لشركة "آنت" رغم أن عديداً من الصناديق العالمية حافظ على تقديراته للقيمة السوقية للشركة في حدود 170-190 مليار دولار.

يكتنف مستقبل شركة جاك ما حالة من عدم اليقين مع تصاعد حملة تدقيق الجهات التنظيمية الصينية بشأن ثروات المليارديرات في البلاد، ومراقبة تفاصيل إعادة هيكلة صناعة التكنولوجيا المالية، والتزام تنفيذ القواعد الجديدة بشأن أمن البيانات والاكتتابات العامة، فيما التزمت "آنت"، التي عيَّنت رئيساً تنفيذياً جديداً في مارس الماضي، إعادة هيكلة أعمالها بشكل جذري.

قيّمت"بلاك روك" القيمة السوقية لشركة "آنت" عند 174 مليار دولار وفقاً لإفصاحها في 26 أغسطس، فيما قيّمتها "تي رو برايس غروب" عند 189 مليار دولار وفقاً لافصاح قُدِّم في 25 أغسطس، وأيضًا قيّمتها مجموعة "غولدمان ساكس" في تقرير بحثي صادر في 4 أغسطس عند 173 مليار دولار.

لم يردّ ممثل "بلاك روك" على الفور على طلب التعليق، كما رفضت "تي رو برايس" التعليق على رسالة وُجهت إلى الشركة عن طريق البريد الإلكتروني.

ضربة لصناعة التكنولوجيا

بدأت حملة حكومة شي جين بينغ ضد شركات الإنترنت قبل 10 أشهر بالتزامن مع إلغاء الاكتتاب العام الأولي لمجموعة "آنت" في اللحظات الأخيرة، إذ استهدفت الحملة كبح جماح القطاع الخاص في الصين، لا سيما شركات التكنولوجيا العملاقة المتعطشة إلى البيانات مثل "آنت"، التي جذبت مليارات الدولارات من استثمارات شركات إدارة الأصول الأجنبية.

ورغم محاولات بكين في الأيام الأخيرة طمأنة المستثمرين بالتزامها دعم الشركات الخاصة، فإن البعض يقلل من احتمال موافقة السلطات على إحياء خطط طرح أسهم "آنت" للاكتتاب العام في أي وقت قريب.

لا تزال "آنت" تنتظر الموافقة الرسمية على تحولها بتكليف من الحكومة إلى شركة مالية قابضة بهيكل جديد، سيزيد بشكل كبير من متطلبات رأس المال ويحدّ من قدرتها على النمو.

طلبت السلطات من "آنت" فتح تطبيق المدفوعات الخاص بها للمنافسين وتحسين حماية البيانات.

ستحتاج الشركة أيضاً إلى تقليل حجم صندوقها الرئيسي في سوق المال -الذي كان يوماً ما الأكبر في العالم- وقطع بعض الروابط بين منصة المدفوعات الخاصة بها والخدمات المالية الأخرى.

ينخفض تقييم "فيديليتي" لشركة "آنت" في يونيو بنحو 48% مما كان عليه عندما استثمرت في الشركة عام 2018. ومن بين باقي المستثمرين الكبار: "واربورغبينكوس"، ومجموعة "كارلايل"، و"تيمسيك هولدينغز".