تحرير الطاقة في جنوب أفريقيا يطلق يد المدن في التحول للطاقة الشمسية

 ألواح شمسية عل عقار سكني في جوهانسبيرغ
ألواح شمسية عل عقار سكني في جوهانسبيرغ المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

تعمل أكبر المدن في جنوب أفريقيا على توفير مصادر الطاقة الخاصة بها، بعد أن سمحت لهم وزارة الطاقة في أكتوبر بالانفصال عنها. وقد عانت المدن في البلاد من انقطاعات التيار الكهربائي على مدار الـ13 عاماً الماضية.

وتخطط كلٌّ من مدينتي جوهانسبيرغ، وكيب تاون،والبالغ عدد سكانهما 10 مليون شخص، لتنويع مصادر الكهرباء المنتجة في الأساس من الفحم من قبل شركة "إسكوم القابضة"، واستبدالاها بمصادر أكثر استدامةً، مثل الطاقة الشمسية، والطاقة المولَّدة من الغاز.

وقال قدري نسيب، المدير التنفيذي للطاقة وتغيُّر المناخ في كيب تاون، من خلال رسالة بريد إلكتروني، إنَّ المدينة تتطلَّع لإنتاج 300 ميغاواط من الطاقة المتجددة، مضيفاً: "إذا اتضح كل شيء، ومضت الأمور في طريقها، فسوف نتمكَّن من رؤية تنويع أكبر لمصادر طاقتنا بالمدينة في غضون ثلاثة إلى خمسة أعوام".

وإلى جانب تحسين أمن المعروض، سوف تسمح الخطوة للمدن بتعزيز مكافحة التغير المناخي من خلال استخدام الطاقة التي لا ينتج عنها انبعاثات الغازات الدفيئة، ومع ذلك، سوف تؤدي الخطوة إلى خفض إيرادات شركة "إسكوم" التي تكافح لتسديد ديون بقيمة 30 مليار دولار.

وخلال مقابلة، قالت لورين هيرمانوس، مديرة شركة "أدابت"، الجنوب أفريقية، التي تقدِّم خدمات استشارية حول الطاقة المستدامة: "أُجبرت العديد من المدن حول العالم على التعامل مع كوارث التغير المناخي، وبالتالي؛ تبنَّت استجابات استباقية للتغيُّر المناخي".

وأضافت: "نعي جميعاً التحديات المالية والتشغيلية، ومشكلات الحوكمة في "إسكوم"، وهو ما يظهر بشكل واضح في انقطاعات التيار المتكررة".

الغازات الدفيئة

تنتج جنوب أفريقيا كمية الغازات الدفيئة نفسها لبريطانيا، التي لديها اقتصاد أكبر بمقدار 8 مرات، وتشكِّل مجموعة محطات الطاقة التي تعمل بالفحم والمملوكة لـ "إسكوم"، أكبر الجهات الملوثة للهواء في الدولة، وهي مسؤولة عن حوالي 40% من انبعاثات الغازات الدفيئة.

وأضاف نسيب،أنَّ "كيب تاون" تخطِّط لبناء محطة طاقة شمسية كهروضوئية، مع نهاية العام المالي لسنة 2023، إلى جانب توفير مصادر إضافية من الطاقة المستدامة.

وتقدَّمت كيب تاون بشكوى قضائية ضد وزارة الطاقة العام الجاري للمطالبة بحق توفير مصادر طاقتها الخاصة، وأصدر القاضي حكماً يقضي بالمزيد من التفاوض مع الحكومة.

وقال نسيب: "نعتزم طرح مناقصة لمحطات الطاقة المتجددة المدمجة في شبكتنا في العام المقبل، كما نودُّ أن نبدأ في استقبال طاقة متجددة من كبار منتجي الطاقة المستقلين في أقرب وقت ممكن".

وترغب المدينة كذلك في شراء الطاقة من العقارات السكنية، والشركات التي تنتج الطاقة من خلال الألواح الشمسية على الأسطح، ولديها طاقة فائضة.

وتدرس جوهانسبيرج، أكبر مدينة ومركز مالي في جنوب أفريقيا، جلب الطاقة من محطات الطاقة الشمسية، والغاز الصادر من مكبَّات النفايات، وهو ينتج عن القمامة المتعفِّنة، ويستخدم في توليد الطاقة.

ويقول إسحاق مانجينا، المتحدِّث باسم مرافق الطاقة في مدينة في جوهانسبيرج "سيستي باور"، إنَّ هذه المبادرة يقودها في الأساس عدم موثوقية "إسكوم"، والتزام المدينة بتقليص انبعاثات الكربون، والحاجة لحماية العملاء من أسعار الطاقة الآخذة في الارتفاع.

وأضاف: "سيتي باور لا تزال مبادرة في مراحلها المبكرة، ونتوقَّع أن تستغرق عملية التحوُّل عامين على الأقل".