السفر في حقبة "كوفيد" لا يزال مقيَّداً.. ولا ينبغي أن يكون كذلك

لا تزال القيود المفروضة على السفر مستمرة رغم إمكانية التفكير في حلول عملية من أجل إعادة فتح الحدود بشكل آمن
لا تزال القيود المفروضة على السفر مستمرة رغم إمكانية التفكير في حلول عملية من أجل إعادة فتح الحدود بشكل آمن المصدر: أ.ف.ب
Lionel Laurent
Lionel Laurent

Bloomberg Opinion. Writing my own views on Flag of European UnionFlag of FranceMoney-mouth face(Brussels/Paris/London) here: https://bloom.bg/2H8eH0P Hate-love-mail here: llaurent2 at bloomberg dot net

تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

جرى بث الطبيعة السريالية للسفر الدولي في حقبة كوفيد مباشرة حول العالم على الهواء مباشرة في نهاية الأسبوع الماضي. في الدقائق الأولى من مباراة كرة القدم في ساو باولو بين البرازيل والأرجنتين، توقف اللعب عندما توجه مسؤولو الصحة العامة إلى الملعب لإبعاد عديد من الرياضيين الأرجنتينيين بسبب انتهاك واضح للحجر الصحي لمدة 14 يوماً (إلزامي للسفر عبر المملكة المتحدة). المباراة لم تُستأنف مرة أخرى.

بعد مرور ثمانية عشر شهراً على انتشار الوباء، لا تزال قيود السفر تعطل العائلات والشركات العادية، لا لاعبي كرة القدم فقط.

لا يزال الحظر الأمريكي على معظم المسافرين منذ أكثر من عشرين دولة أوروبية، الذي وضعه الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في شهر مارس من العام الماضي، ساري المفعول على الرغم من تغيير الرئيس وحقيقة أن نسبة أعلى من الأشخاص في الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة تلقوا الجرعة الكاملة من التطعيمات.

وفي الوقت نفسه، يجب على سكان هونغ كونغ العائدين إلى ديارهم من أماكن، بما في ذلك الولايات المتحدة وفرنسا، قضاء 21 يوماً في الحجر الصحي بالفندق حتى لو جرى تطعيمهم، وتمنع المدينة دخول معظم الأشخاص الآخرين. وتُعتبر حدود أستراليا مغلقة، مع حظر السفر الدولي.

من الواضح أن الحذر مضمون حول متحور "دلتا"، لكن الافتقار إلى البراغماتية حول السفر الدولي لافت للنظر. على الرغم من أن عديداً من الحكومات قد خفف القيود المفروضة على الحركة داخل البلاد، منذ الاعتراف بالدليل على أن اللقاحات تحمي من الأشكال الشديدة من مرض كوفيد، فإنه يبدو أن قيود السفر غير قابلة للاختراق.

القيود لا تزال قائمة

وجد تقرير صادر عن منظمة السياحة العالمية في شهر يوليو الماضي أنه لم تكن هناك تغييرات "كبيرة" في القيود منذ شهر نوفمبر 2020. مقابل كل الأخبار الجيدة (خففت هونغ كونغ والإمارات العربية المتحدة مؤخراً قيود السفر) هناك عودة سريعة، مثل إعادة فرض الاتحاد الأوروبي القيود على المسافرين الأمريكيين بعد فترة تنفيس صيفية.

هذا يستحق اهتماماً عاجلاً. لتقييد السفر تكاليف عاطفية واقتصادية، والأكثر وضوحاً هو قطاع السياحة، الذي عانى من أسوأ عام له على الإطلاق في عام 2020، فقد تصل الخسائر إلى 2.4 تريليون دولار هذا العام، وفقاً لمؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية.

يعتبر التأثير الأقل وضوحاً هو كل الحياة والوظائف التي جرى تأجيلها حتى استئناف السفر، بداية من العاملين بدوام كامل والموظفين الموسميين إلى الطلاب الدوليين الذين لديهم إمكانات مستقبلية كبيرة. استقال أحد المديرين التنفيذيين مؤخراً من منصبه بعد أن سئم قيود السفر عبر المحيط الأطلسي.

وفي الوقت نفسه، يصعب تحديد الفوائد. ضع في اعتبارك التعامل مع المسافرين من فرنسا، الذين لا يُسمح لهم بدخول الولايات المتحدة والذين اضطروا إلى الحجر الصحي عند وصولهم إلى المملكة المتحدة حتى وقتٍ قريب، حتى لو جرى تطعيمهم. لا يزال يتعين عليهم حالياً حجز اختبار الإصابة بمرض كوفيد بعد يومين من وصولهم.

مخاوف زيادة الإصابات

إلي أين يتجه كل هذا في النهاية؟ تعلن الولايات المتحدة والمملكة المتحدة حالياً عن نحو 500 حالة يومية جديدة لكل مليون شخص، أي نحو ضعف حالات فرنسا. تعتبر باريس المدينة الأكثر انفتاحاً من بين 40 وجهة سفر تتبعها وكالة "بلومبرغ".

حتى نيوزيلندا، مع سيطرتها العالية على الحدود وموقعها على بُعد آلاف الأميال من أي مكان، تقر بأنه حتى مع حملة التطعيمات سترتفع الإصابات عند إعادة فتح حدودها بسبب السلالات المتحورة مثل سلالة "دلتا".

قد يكون أحد البدائل لحظر السفر والقواعد غير الفعالة هو التمييز بشكل أفضل بين الحاصلين على اللقاح وغير الحاصلين عليه. اعتباراً من شهر يونيو، ذكر 17% فقط من جميع وجهات السفر في جميع أنحاء العالم على وجه التحديد الركاب الذين جرى تطعيمهم في سياسة السفر الخاصة بهم، وفقاً لمنظمة السياحة العالمية.

كما توصلت الأبحاث التي أجرتها مجموعة الضغط التابعة لاتحاد النقل الجوي الدولي "إياتا" إلى أنه غير مسموح في خُمسَي دول الاتحاد الأوروبي بدخول المسافرين الحاصلين على اللقاح من البلدان التي تعتبر آمنة خارج التكتل.

الانفتاح مع الملقحين

بالنسبة إلى جميع التحذيرات بشأن انتقال العدوى وتلاشي ​​فعالية اللقاح، يجب أن يكون هناك مزيد من الانفتاح إزاء الحاصلين على اللقاح. بالطبع قد يعني هذا أن الدول الغنية بحاجة إلى بذل مزيد من الجهد لتوسيع إمدادات وإنتاج اللقاحات في العالم النامي، وإلا فإن أولئك الذين لا يستطيعون الوصول سيعاقبون بطريقة ظالمة.

يجب على منظمة الصحة العالمية أيضاً أن تنسق التعاريف المتنافسة لـ"التطعيم الكامل" لتقليل الارتباك عندما تطرح البلدان جرعات معززة وجرعات ثالثة.

على نطاق أوسع، يحتاج القادة السياسيون إلى البدء في الحديث عن السفر كفرصة، لا مجرد مخاطرة. قد يكون هناك ما يبرر الرغبة في تجنب منح المصطافين المميزين ترخيصاً لنشر المرض، وفي الوقت نفسه ليس هناك ما يبرر حرمان الأُسَر والطلاب والعاملين الذين جرى تطعيمهم من فرصة الحياة الطبيعية كذلك.

لا يوجد تخفيف للقيود خالي من المخاطر، ولكن يجب موازنة ذلك مع التقدم الذي أحرزناه حتى الآن في إدارة مرض كوفيد ومكاسب تحسين التنقل. في هذه المرحلة من الجائحة، مع وجود الأدوات المتاحة لدينا للاستخدام دائماً، يبدو أن هناك تحولاً يستحق العناء.