"الطاقة الذرية" تُلمح إلى تقدم إيراني بشأن البرنامج النووي

رافائيل غروسي مدير وكالة الطاقة الذرية
رافائيل غروسي مدير وكالة الطاقة الذرية المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

ألمحت وكالة الطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة إلى تحقيق بعض التقدُّم في المفاوضات مع مسؤولين إيرانيين بطهران بشأن السماح لها بالاطلاع على برنامج إيران النووي الآخذ في التوسُّع، ومع ذلك؛ ماتزال فرص إحياء الاتفاق النووي المعطَّل غير واضحة.

أعلنت طهران أنَّ مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية سوف يستطيعون استبدال شرائح الذاكرة في كاميرات المراقبة في المواقع النووية، وذلك في أعقاب اجتماع "بنَّاء" مع المدير العام للوكالة رفائيل غروسي، الأحد.

وبرغم التقدُّم، إلا أنَّ الأمر لم يصل إلي درجة استعادة الوصول الكامل للملفات، ووصول مراقبي الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى البيانات التي يسعى إليها "غروسي"، لكنَّه قد يوفِّر وقتاً للمبعوثين لإجراء مفاوضات أوسع مع القوى الدولية بهدف إحياء اتفاق عام 2015 النووي.

اقرأ أيضاً: الصين وإيران توقعان اتفاقية تعاون استراتيجي لمدة 25 عاماً

في بيان مشترك، قالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية وهيئة الطاقة الذرية لإيران: "يسمح للمفتشين بالتعامل مع المعدَّات، والآلات المحدَّدة، واستبدال وسائط تخزين المعلومات بها، والتي يتمُّ الاحتفاظ بها داخل جمهورية إيران الإسلامية ممهورة بخاتم مشترك للوكالة الدولية للطاقة الذرية، وهيئة الطاقة الذرية الإيرانية". ودون مزيد من التفاصيل أضاف البيان: "ويتفق الجانبان على الطريقة التي سيتمُّ بها ذلك وتوقيته".

وقال رئيس هيئة الطاقة الذرية الإيرانية محمد إسلامي، إنَّ شرائح الذاكرة القديمة سوف تظل في طهران، غير أنَّ الكاميرات سوف تستمر في تسجيل البيانات على شرائح جديدة.

تهديد إسرائيلي

تخفف هذه الخطوة من احتمال صدور إدانة رسمية ضد إيران خلال اجتماع مجلس حكَّام الوكالة الدولية للطاقة الذرية الذي يبدأ الإثنين في فيينا. ومن الناحية الفعلية، تمنح الدبلوماسيين ثلاثة أشهر حتى انعقاد الاجتماع التالي في شهر نوفمبر للتفاوض حول إحياء الاتفاق النووي.

وقالت إسرائيل، التي عارضت الاتفاق النووي الأصلي، إنَّ تصعيد إيران لنشاطها النووي ينبغي أن يقابله فرض عقوبات دولية.

وقال وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس: "حان وقت الأفعال". وأضاف أنَّ إيران تدرب ميليشيات أجنبية على استخدام طائرات بدون طيار بعد أسابيع من إلقاء اللوم على طهران في هجوم دامٍ بطائرة مسيرة استهدف ناقلة نفط إسرائيلية. و أنكرت إيران أنَّها وراء ذلك الهجوم، وهجمات أخرى في الممرات الملاحية الإقليمية.

وفي حين أنَّ التنازل الذي قدَّمته إيران قد يلقى ترحيباً من مبعوثي الوكالة الدولية للطاقة الذرية في اجتماعهم الأسبوع الحالي؛ ماتزال طهران تواجه احتمالاً بالإدانة بسبب فشلها في التعاون مع تحقيقات الوكالة الدولية بشأن آثار اليورانيوم التي وجدت في مواقع كثيرة غير معلن عنها في البلاد.

تحذير إيراني

لم يشر بيان الوكالة الدولية الذي صدر الأحد، إلى تحقيق أي تقدُّم على هذه الجبهة، ومازالت الدول الأوروبية تلوّح باحتمال توجيه اللوم الذي قد ينتهي إلى إعادة ملف إيران إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.

تحذِّر حكومة طهران من أنَّ خطوة كهذه سوف تدمِّر أي أمل في إحياء اتفاقها الموسَّع مع القوى الدولية، وهو الاتفاق الذي سوف يسمح لإيران بالعودة إلى أسواق النفط العالمية. وانهارت آخر جولة من المفاوضات قبل انتخاب الرئيس المتشدِّد إبراهيم رئيسي في يونيو الماضي.

اقرأ أيضاً: إيران تُعلن التوصل لاتفاق مع القوى الكبرى لرفع معظم العقوبات عنها

و حذَّر رئيسي الوكالة التابعة للأمم المتحدة من "المواجهة" في وقت سابق من الشهر الجاري.

تفكّكت اتفاقية عام 2015 عندما انسحب منها رئيس الولايات المتحدة السابق دونالد ترمب، ومن ثم تمَّ استئناف العقوبات، مما دفع طهران إلى تجاوز القيود التي التزمت بها قبل ذلك على نشاطها النووي.

أعلن مفتشو الوكالة الدولية للطاقة الذرية خلال الأسبوع الحالي أنَّ إيران قامت بزيادة مخزونها من اليورانيوم المخصَّب ليقترب من المستوى المطلوب لتطوير الأسلحة، كما أنَّها تقوم بزيادة طاقتها الإنتاجية.