روسيا.. عصفور الكناري في منجم نفط "أوبك بلس"

استقر إنتاج روسيا منذ إبريل، في حين ارتفع القدر المسموح لها أن تضخه بموجب الإنفاق بمقدار 200 ألف برميل يومياً، ومن المقرر استمرار تزايد هذا المستوى المستهدف بمعدل 105 ألف برميل يومياً كل شهر خلال العام المقبل
استقر إنتاج روسيا منذ إبريل، في حين ارتفع القدر المسموح لها أن تضخه بموجب الإنفاق بمقدار 200 ألف برميل يومياً، ومن المقرر استمرار تزايد هذا المستوى المستهدف بمعدل 105 ألف برميل يومياً كل شهر خلال العام المقبل المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

برغم تزايد حصتها بموجب أحدث اتفاق لـ"أوبك+"، تكافح روسيا لتعزيز إنتاجها من النفط أو على الأقل هذا ما تظهره البيانات الحالية، وإذا كان الأمر صحيحاً، يتعيّن علينا القلق.

تعدُّ روسيا أكبر الحلفاء الذين انضموا إلى منظمة الدول المصدِّرة للبترول العام الماضي للاتفاق على ميثاق لخفض إنتاج النفط نتيجة ضرب كوفيد 19 للطلب على الوقود.

الآن، ومع تعافي الطلب، واستعادة مجموعة المنتجين معروضها المخفض، تتخلَّف روسيا عن الركب.

استقر إنتاج روسيا منذ إبريل، في حين ارتفع القدر المسموح لها أن تضخه بموجب الإنفاق بمقدار 200 ألف برميل يومياً، ومن المقرر استمرار تزايد هذا المستوى المستهدف بمعدل 105 ألف برميل يومياً كل شهر خلال العام المقبل.

اقرأ المزيد: إنتاج روسيا النفطي يتراجع في النصف الأول من أغسطس

ربما وجدت روسيا حساً جديداً بالمسؤولية تجاه ضخ كمية قريبة من مستواها المستهدف ضمن تحالف "أوبك+" بعدما كانت صاحبة أكبر إنتاج زائد في المجموعة خلال أغلب 2020، لكن أشك أنَّ ذلك هو السبب؛ لأنَّه سيتطلَّب أن تعترف الدولة، سراً على الأقل، بتجاوزاتها السابقة.

بجانب السعودية، أُعطيت روسيا رقم إنتاج أساسي - المستوى الذي يقاس منه تخفيضات الإنتاج الخاصة بها - عند 11 مليون برميل يومياً، الذي سيرتفع إلى 11.5 مليون برميل في إبريل 2022، لكن على عكس مملكة الخليج العربي، لم ينتج قطاع النفط الروسي أبداً كمية قريبة بأي شكل من الأشكال من هذا المستوى، وعلى الأغلب لا تستطيع ذلك الآن.

اقرأ المزيد: "أوبك+" يرفع سقف إنتاج الإمارات إلى 3.5 مليون برميل والسعودية وروسيا إلى 11.5 مليون

الإنتاج تحت المجهر

يكمن جزء من عدم اليقين بشأن الإنتاج الروسي في التعريفات، إذ ينطبق اتفاق "أوبك+" فقط على الخام، ويستثني المكثفات - هو نوع خفيف من النفط مستخرج من حقول الغاز- في حين تجمع أرقام الإنتاج الروسية الرسمية الصادرة عن وزارة الطاقة النوعين. وباعتبار الدولة أكبر منتج للغاز الطبيعي؛ فإنَّ حصة المكثفات كبيرة، وتصل على الأرجح إلى 800 ألف برميل يومياً أي 8% من إجمالي إنتاج النفط الروسي (أعلنت الوزارة بلوغه 10.43 مليون برميل يومياً في أغسطس)، لكنَّه على الأغلب يختلف موسمياً تماشياً مع إنتاج الغاز.

وتبقى علامة الاستفهام المهمة؛ حول أي نوع من نوعي النفط هو الذي يتراجع؟ ونحن لا نعرف. وعلى سبيل المثال؛ إذا كان الهبوط في الإنتاج الإجمالي للدولة هو نتيجة للانخفاض في المكثفات؛ فإنَّ ذلك سيخفي زيادة في ضخ الخام، أما إذا نظرنا إلى المزيد من التفاصيل في إنتاج الشركات الفردية، سنجد بعض الإشارات إلى تراجع أداء المكثفات.

روسيا تواجه مهمة صعبة لبناء مخزونات الغاز الطبيعي قبل الشتاء

زادت شركة "روسنفت أويل"، أكبر منتج للخام في روسيا، إنتاجها بمقدار 110 ألف برميل يومياً، أو 3% بين إبريل وأغسطس، كما عززت "لوك أويل"، و"سورغوتنافتيغاز" (Surgutneftegas) الإنتاج بنسب مماثلة.

ومن بين الشركات التي انخفض إنتاجها، تقوم شركة "غازبروم" بأعمال الصيانة في حقل بريرازلومنوي البحري في القطب الشمالي، ويتوافق انخفاض الإنتاج في شركة "نوفاتك" (Novatek) مع الأنماط الموسمية السابقة، كما يخضع أحد المشاريع الثلاثة، التي يتمُّ تنفيذها بموجب اتفاقيات مشاركة الإنتاج، للصيانة المخطط لها.

يجعل هذا الفئة "الأخرى" في الرسم البياني أعلاه - وهي مجموعة من صغار منتجي النفط وشركة غاز كبيرة جداً، "غازبروم" - بين مَن تعرَّضوا لأكبر انخفاض في الإنتاج منذ إبريل، وتوقَّفت وزارة الطاقة الروسية عن نشر أرقام إنتاج النفط الشهرية المنفصلة لشركة "غازبروم" في عام 2015 عندما أدرجت الشركة في بند "أخرى"، وكانت تمثِّل حينها أكثر من خُمس الإنتاج.

وربما يكون الإنتاج الأقل للمكثفات من قبل "غازبروم" هو ما دفع هبوط الإنتاج من قبل شركات الفئة الأخرى. وإذا كان الأمر كذلك، قد يكون الركود الواضح في إنتاج الخام منذ إبريل وهمياً.

وقد نحصل على إجابة قريباً جداً، إذ من المفترض أن يرتفع إنتاج الشركة من الغاز قبل الشتاء مع سعيها لوضع أحجام قياسية في حاويات التخزين المحلية، وينبغي أن يرتفع إنتاج المكثفات كذلك.

سيراقَب إنتاج النفط الروسي عن كثب خلال الأشهر المقبلة، وسيؤدي الركود المستمر إلى إثارة المخاوف من أنَّ تحالف "أوبك+" الأكبر لا يمكنه زيادة الإنتاج بالقدر الذي تشير إليه أهداف الإنتاج المستقبلية، وقد تكون هذه الأخبار جيدة في النصف الأول من العام المقبل (انظر مقال رأي الأسبوع الماضي) عندما قد تحتاج المجموعة إلى خفض الإمدادات على أيِّ حال، على أنَّ أيَّ راحة ستكون مؤقتة.